هدوء إحتل المكان كسره صوت المياه التي تضرب الأرض بقوة وهمهمة تايهيونغ الذي وقف وهو يغمض عينيه مستمتعاً ببرودة الماء الذي يغمر جسده كاملاً ، صورة في خياله لم تفارقه منذ أيام ، جونغ كوك وابتسامته التي ترفرف قلبه.
ابتسم بهدوء وشعر بأن نبضات قلبه قد إزدادت عن معدلها الطبيعي ، معدته قد غزاها ألمٌ محبب وجسده ارتعش ، مجرد تخيل عناق جونغ كوك له وأنفاسه الحارة التي كانت تضرب عنقه يزيد من رجفة جسده ، يحبه؟؟.. ليس متأكداً من ذلك لكن ما هو متأكد منه أن يومه لن يكون جميلاً دون أن يسمع تذمراته عليه.
شعر بالإكتفاء فأغلق الماء وسار نحو منشفته التي قد علقها وأخذها ليلفها حول خصره ثم خرج وبسرعة ضرب الهواء الدافئ جسده ، أخذ ملابسه من على السرير وارتداهم ثم اتجه للمرآه وبدأ يغرق جسده بالعطر وعندما انتهى خرج من غرفته واستقبله بقية رفاقه في غرفة الجلوس.
"مساء الخير هل تأخرت"
نفى جيمين ببطء وكان متعجباً من الهالة التي تطغى حوله وللمرة الأولى يرى علامات الجدية والكاريزما على صديقه ، بينما جونغ كوك الذي كان ينظر له شعر بالخجل فأزاح عينيه عنه.
"لم تتأخر لا يزال أمامنا ساعةٌ كاملة"
لم ينطق بكلمة أخرى وسار معهم للسيارة وكان يقودها نامجون هذه المرة وهوسوك يجلس بحواره والبقية في الخلف ، تايهيونغ جلس بجوار النافذة المفتوحة وبجواره جونغ كوك الذي يسترق النظر له دون أن يراه.
إنطلقت السيارة وأغنية هادئة قد انتشر نغمها في المكان وجونغ كوك كان يردد خلف المغني بهمس ، تايهيونغ الذي كان قريباً منه قد سمعه وارتسمت ابتسامته على وجهه.
"صوتك عذب"
فجأة همس وقد توقف الآخر عن الغناء بهمس وتلطخت وجنتيه بالحمرة وأومأ دون أن يرفع رأسه ، تايهيونغ علق على صوته لأول مرة وسمعه وهو يغني بهمسٍ لأول مرة ذلك لأنه دائماً ما كان يشعر بالخجل من صوته ويظن بأنه ليس جيداً فيكتفي بالغناء بداخل نفسه.
"هذه المرة الأولى التي أسمعك تغني فيها كنت ستكون مغنِ حفلاتٍ ناجح لو انضممت ليونغي هيونغ"
نفى بلا.
"لا أريد لأحدٍ أن يسمع صوتي"
إكتفى تايهيونغ بالإيماء بفهم وعاد لينظر للشارع شارداً بخياله بعيداً ، جونغ كوك يبدو مناسباً له ويبادله الحب أيضاً لكنه لا يملك الشجاعة لأن يعترف بعد ، ليس خجلاً لكن الوقت لا يزال مبكراً ولربما جونغ كوك يكون معجباً به فقط.