الفصل الرابع

251 10 6
                                    


كم هي عجيبة تلك الحياة نظن بأننا قد فهمناها وتملكناها جيدا لتأتي الرياح بما لا تشتهي سفننا لتقلب موازين التفكير بأكملها وتجعلنا نعيد حساباتنا من جديد لنكتشف أن حياتنا ما هي سوا كيل وميزان فالكيل هو القدر والميزان هو نحن البشر فالكيل يحكم الميزان ونظن نحن بأننا من صنعناه ولكن الحقيقة هو من حكمنا فأين السبيل والهروب من قدرنا في تلك الحياة واين سنصل في وسط تلك التعرجات

انتفض حمزة إثر اصتدام سيارته بجسد فتاة لا يعلم من أين ظهرت له ونزل سريعا من السيارة حتي يري ماذا حدث لها ولكنه اصاب بدهشة حينما وجد انها نفسها من كان يفكر بها منذ قليل والتي استطاعت ان تمتلك تفكيره كله
خرج حمزة من دهشته علي صوت بكاء تلك الصغيرة وهي تصرخ باسم والدتها فحملها سريعا متوجها الي السيارة وأخذ الصغيرة بجانبه وانطلق سريعا الي اقرب مستشفي

وعلي الجانب الثاني كان يصرخ ذلك الذئب بكل قوته في حرسه طارق : انتو بهايم ازاي تهرب منكم قسما بربي لو مكنتش قدامي خلال ساعة لهشرب من دمكو كلكو غورو من وشي وما إن خرجوا حتي استند بمرفقيه علي المكتب وبعيناه دمعة شاردة فمهما كانت فهي صغيرته التي دخلت فؤاده ولكن قسوته ليست بيده .

وصل حمزة الي مستشفي ********* بالإسكندرية ونزل سريعا من السيارة حاملا كارما وتتبعه تلك الصغيرة التي لا تتوقف عن البكاء ودخل سريعا الي الداخل حمزة : عاوز دكتور في اسرع وقت يشوفها بسرعة وما إن رأوه الممرضات حتي اسرعو اليه وأخذوها الي غرفة الطوارئ
وبينما كان جالسا بالخارج حتي رأي تلك الصغيرة تقف خائفة فأخذها محاوطا لها ليطمئنها ويهدئها قليلا الا أن نامت تلك الصغيرة فذهب هو بخياله ترى ما الذي اتى بها في الطريق في مثل ذلك الوقت وماذا حدث لها وفي اثناء تفكيره بالاتصال بطارق ليخبره عن زوجته خرج الطبيب من الغرفة فأسرع اليه ليخبره الطبيب بأنها تعرضت الي صدمة عصبية كما اخبره عن ذلك الكسر بيدها والتي كانت ملتهبة وبشدة ثم تركه وغادر فقرر حمزة أن يؤجل اتصاله بطارق حتي تفيق ثم دخل حمزة الي داخل الغرفة واستمر في تأملها حمزة : يا ترى حكايتك اي ولي دخلتي دماغي كدا ويا ترى حصلك اي وايدك اتكسرت ازاي شكل حكايتك طويلة يا كارما وانا مش عارف لي انتي بالذات تاخدي كل ده برغم اني شوفتك مرة واحدة مع زوجك المصون
افاق حمزة من حواره مع عقله عندما وجد جسدها يتعرق بشده وتبدو كأنها تحارب الغرق في محيط عميق فإقترب سريعا منها : مدام كارما كارما فوقي وظل يحاول ان يسحبها الي العالم الواقعي الا ان فتحت عيناها وهدأت قليلا ولكنه فوجئ بيدها علي يده : انا بكرهه هو بيعمل فيا كدا ليه ابعدني عنه هيمسكني انا بكرهه بكرهه وبخاف منه وظلت تردد انا بكرهه الا ان دخلت في حالة هيستيرية ابعدوه عني انا بكرهه ابعدوه عني
كان ذلك يحدث في وسط دهشة حمزة ومحاولته في تهدئتها إلا ان دخل الطبيب سريعا وأمر إحدي الممرضات ان تعطيها حقنة مهدئة سريعا فسكنت خلاياها مستسلمة لغفوتها التي فرضت عليها بينما كانت يداها مازالت متمسكة بيد حمزة فاضطر ان يأتي بكرسي وغفي وهو مستند علي السرير
ّّ
طارق باشا احنا دورنا في كل مكان مش لاقيينها في اي مكان في المدينة طارق : يعني اي الكلام ده يا ذكي انا عاوزها ولو تحت الارض انا واثق انها مبعدتش كتير لانها غبية نسيت ان كل حاجة تخصها معايا وبس وبالفعل تركه ذكي وذهب ليبحث مع باقي الحرس
طارق : ورحمة ابويا وامي اللي ماتت بحسرتها عليا لعرفك ازاي تفكري تخطي بابا القصر اصبري عليا يا كارما وانا عارف انك مهما تلفي هترجعي لان فلوسك وكل حاجتك معايا انا وبس انا و بس اردف اخر كلمات مع ضحكة مجلجة في القصر بأكمله
(كبد امه مفكر البونية هترجعله بعد كل ده 😂😂)

العنقاء والجلادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن