10-وحين عاد المطر

902 35 5
                                    

وصلت روبين الى البيت منهكة من التعب ، مجردة من قواها الجسدية والنفسية ، فهنالك خبر حادث آنا ، ومشكلة ايجاد المال الكافى لاجراء عملية التجميل الجراحية 0 ثم ردة فعل دين السلبية حيال طلبها لتمديد مهلة الدفع 0 
جميع هذه الأمور تجول فى ذهنها ، بالاضافة الى ذلك الشعور الخفى القوى الذى تحكم بعواطفها ، وجعلها تتأثر لمعانقة دين تأثرا عميقا حقيقيا ، ماذا حل بها ؟ تساءلت بيأس 0 لم تتوقع يوما من أى انسان ان يقلب مجرى حياتها رأسا على عقب كما فعل دين 0 
كيف خانتها مشاعرها حين كان عقلها يؤنبها ، بأن الشخص الذى تحبه لا يستحق حبها ؟ فحين عانقها تحقق لها الى اى درجة تحتاجه وتريده 0 قررت الا تراة بعد الآن 0 بل سترسل ميكى كل مرة يحين فيها موعد الدفع ، واذا صادف ان التقت به ستتجاهله 0 اما الآن فعليها ان تواجة مشكلة جمع المال لدفع الدين وكلفه عملية آنا 0 لم يبقى امامها سوى حل واحد 0 كانت تتمنى الا تضطر للجوء اليه ،لكن الظروف ارغمتها الآن على ذلك 0 انتظرت حتى المساء وبعد ان نام الجميع ، دخلت غرفتها واقتربت من خزانتها وامتدت يدها تتناول علبة امها 0 كانت يداها ترتجفان حين فتحت العلبة واخذت منها عقدا ذهبيا يتدلى منه حص زمرد ورثته امها من جدتها يوم زفافها ، والآن اصبح ملكا لروبين 0 لم تفكر روبين يوما ان تبيعه لكن لم يعد امامها سوى هذا الحل لانهاء مشاكلها المادية فشفاء آنا اهم من اى شئ اخر 0 
وفى اليوم التالى قصدت روبين المدينة ، وقررت ان ترهن الزمرد بدلا من بيعه 0 استغرقت هذه المهمة وقتا طويلا اذ وجد المسترهن العقد نادر الوجود وطرح عدة اسئلة على روبين 0 وفى النهاية تمت الصفقة وغادرت روبين المتجر بعد ان اكدت للمسترهن انها ستعود لتسترجع العقد قريبا 0 لكن كانت تعلم ان ذلك سيحتاج لأعجوبة ، فكيف ستحصل على المال لاستعادة العقد ؟ امر مستحيل 0 
حاولت ان تنظر بتفاؤل الى الموضوع 0 فلو لم ترهن العقد ، لما حصلت على المال لانقاذ سعادة آنا ، والاحتفاظ بالمزرعة فى آن واحد 0 وبعد يومين زارت روبين آنا برفقة اخوتها وطمأنتها بانها ستكون بخير 0 ولرؤيه عينى آنا الممتلئتين بالدموع ، زالت اخر نقطة ندم شعرت بها روبين لرهن العقد ، اذ ادركت ان ابتسامة آنا اثمن من اى مجوهرات 0 وفى المساء بعد ان أوى ميكى وتيموثى الى فراشهما جلست روبين فى غرفتها تتأمل صورة والديها ، تستعيد ذكرى ما حصل منذ وفاتهما 0 كانت متعبة ، لدرجة انها لم تسمع طرقا خفيفا على باب المطبخ وفجأة انفتح باب غرفتها فالتفتت بسرعة وصاحت : دين 000 كيف دخلت الى هنا ؟ 
-تماما كما فعلت سابقا 0 من باب المطبخ المفتوح 0 كما هو بامكان اى متطفل آخر ان يفعل 0 
-لا يوجد اى متطفلين فى هذه الارجاء 0 
-لا تكونى ساذجة 0 اذكر اننى حذرتك من قبل باقفال الأبواب قبل ان تنامى 0 اليس هنالك نهاية لتهورك ؟ 
-دين 0اذكرك بانى لست طفلة 0 
-اذن اشك فى انك تظهرين نضوجك بطريقة غريبة
-وماذا تعني
لم يجب مباشرة كان يظهر عليه غضب شديد ، مما جعل روبين ترتعش من الخوف 0 لابد انه غاضب من شئ مهم 0 شئ لم يبح به بعد 0 ترى ما هو ؟ 
كان واقفا يحدق بها ثم تناول علبه من جيبه وقال : اعنى هذا 0 
وتمعنت روبين بالعلبة ثم ادركت ما يعنيه 0 فاستمر قائلا : اعتقد انك تعلمين ما فى العلبة 0 
-طبعا 0 -اذن يمكنك ان تشرحى لى لماذا قمت بهذا العمل 0 
بذلت روبين جهدها لتبقى قوية ، مسيطرة على عواطفها وهدوئها ، متمسكة برباطة جأشها كى تواجه هذا الرجل المهيب 0 فبامكانه سحقها اذا اظهرت ضعفا وخوفا 0 
-استطيع ان اشرح ولكننى ارفض 0
-روبين لاتحاولى خداعى 0 آمرك ان تشرحى لى الأمر 0 
-لا يحق لك بان تطالبنى بشئ 0 كيف تجرؤ على الدخول الى هنا دون ابلاغى ، وكأنك سيد المنزل فأنا المسؤولة الوحيدة على تصرفاتى والعقد ملكى 0 
-خطأ 0 العقد ملكى انا الآن 0 
-ماذا 000 لكننى رهنته ولم ابيعه 0 اعلمت المسترهن اننى سأعود لاسترجعه 0 
-يجب الا تثقى بأى مسترهن 0 
-ولكن كيف علمت بالأمر ؟ 
-علمت ان الوقت سيأتى وستقومين بعمل غبى كهذا وحين ان المسترهن صديقى ، اعلمته باخبارى حال تقومين بزيارته 0
-اذن غلبتنى مرة اخرى 0
-اهكذا ترين الوضع ؟ 
بدا صوته لطيفا ، ناعما الآن ونظر اليها بحنان وقال : لماذا لم تخبرينى عن حادث آنا ؟ 
-لأنك كنت ستعتقد اننى التمس شفقتك ، ثم سبق وان اعلمتنى انك رجل اعمال فأعتقدت ان خبر آنا لن يغير شيئا 0 
-كان عليك ان تجربى على الاقل 0 
-ربما ، لكننى لا احتاج لشفقتك 0 
-طبعا وماذا كنت تنتظر ؟ 
-لاشئ 000 بات الكلام بيننا بدون اى معنى 0 خذى العقد ثم ارحل 0 
فصاحت لاهثة : اشتريته لاعادته الى ؟ 
-كما ترين 0 
-ولكن لماذا ؟ 
وانتظرت جوابه بفارغ الصبر 0 كانت تتمنى لو يفاجئها بما تود ان تسمع منه لكنه قال : لانه لم يكن من حقك ان تتخلى عنه 0 
واطلق ضحكة عالية ، ارتبكت روبين لسماعها اذ ادركت انه ربما كان يعلم ما يجول فى ذهنها 0 واضاف : العقد لعائلتك ، وليس من حقك ان تحرمى ابنتك منه 0 
-لا لكن اقبل ان آخذه 0
-نعم ستأخذينه 0 
-لن يمكنك ارغامى على ذلك 0 
-الم ابرهن لك من قبل ان باسطاعتى ارغامك على طاعتى ؟ اتحاولين تحريضى على اظهار قوتى من جديد ؟ 
-لا ابدا 0 
-كونى صريحة روبين  سأريك ما تردين

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 12, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

 ضوء آخر النفق - روزميري كارتر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن