لا احد يدرك ما مررت به سواك كل صعوباتك وازماتك التي تجاوزتها لوحدك ماهي إلا اساس لشخصيك القادمة لا احد يعرفك بقدر نفسك فافعل ما تراه مناسبا لها وليس ما يراه الاخرون مناسبا لك انت فقط ستواجه اختياراتك فلتكن بما يسر قلبك ويرضيه متجاوزا تطفل الأخرين...🍀
الجميع لديه حبيب او حبيبة في الطفولة يقضيان اغلب الوقت معا في زقاق المدينة وبعض هذه العلاقات تكبر معك ليكون حب افلاطوني كما يقال وبعضها تنتهي وكأن شيء لم يكن _ولكن_ أن استمر مع وجود فروق وهفوات لم نعطها اهتمام في الطفولة ولم ندرك معنى ان هذه العلاقة غير ممكنة سيكون الأمر صعبا قد لا يستطيع القلب تحمله...
سعيد الذي اصبح اسم على غير مسمى بعد ان كبر مع حب طفولي عذري لم يكن بيده تركه ونسيانه بل كان يتفاقم في كل مرحلة من حياته بعيدا عن هواء محبوبته ولا يعلم أين استقر بها الحال ولا يملك سوى ترديد العبارات مواسيا نفسه
"هل لي بحلم أن أراك ولو به
ألقي عليك من الحنان سلما"
" وما كان احبك إلا أمر ربي وما كان قلبي إلا عبدا مطيع".
يكتب رسائل دون أرسالها ويضعها في ضرف ويحتفظ بها لنفسه لتقع يوم بيد أخته ريم التي كانت بمثابة الصديقة المقربة التي يشارك معها كل ما يمر به إلا حبه لم يبح به لأحد فأخذت تقرء تلك الرسائل...
(مها يا عيون المها تلك العينين لا تفارق قلبي احببتك في كل مراحل حياتي طفولة مراهقة والان الشباب اخربيني ماذا افعل وفي كل مرة اقول سئنسا في المرحلة القادمة ولكن لا فائدة بل يزداد يوما بعد يوم أشتاقك نعم اشتاقك وكلما وضعت رأسي على الوسادة وضع الشوق والحنين موضعه مني لينساب بهيئة دموع تخالف قاعدة الرجولة...يا روح سعيد أتشعرين بي؟ اتشعرين بشخص يشتاق لك من بعيد؟سعيد لا يرى السعادة ليكتبك الله لي كسعادة)
وتتابع قراءة الرسائل حتى تتفاجىء بضربة من أخيها وهو في نوبة عصيبة واضحة في عينيه الحمراوتين وقال: ريم كيف تقتربين من هذه الرسائل شيء خاص بي جدا ماذا قرأتي هيا قولي ماذا قرأتي؟
ريم: اهدء سعيد اروجك لم اقرء شيء سوى رسالة واحدة اعلم بانك تحب مها اعلم بذلك انت اخي وصديقي كيف لا اعلم بشيء كهذا
سعيد: يعني انك قرأتي كل مذكراتي ورسائلي وتجاوزتي حدودك معي كيف علمت بهذا؟
ريم: اقسم لك لم اقرء سوى هذه الرسالة ولكن اشعر بك كلما ذكرتها او ذكرها احد كلما مر اسمها عيناك تلمع وانفاسك تتصاعد اشعر بك يا اخي
ليجلس سعيد على سريره وغضبه قد زال قائلا: حقا هل الامر واضح علي كنت اخادع نفسي بالنسيان ولكن لا استطيع اتعلمين منذ ان كنا اطفالا في ذلك الزقاق كنت احبها ولا احب ان تلعب مع شخص غيري وحين غادروا المنطقة لم يكن عمري سوى سبع عشرة سنة وهي في الخمس عشرة كنت مراهقا وتوقعت انه حب المراهقة الذي لا استمرار له ولكن هو معي إلى الأن ماذا افعل أأتزوج لعلي احب زوجتي وانسا ام ماذا افعل ها قد تجاوزت الخامس والعشرين ولا زال طيفها يسكن احلامي وكل زوايا روحي...
ريم: ليتني استطيع ان افعل شيء ينفعك ويزيل ألم قلبك ولكن ما باليد حيلة اذا كنت تريد الزواج فلا بأس ولكن لن تنسها صدقني فقط ستجبر نفسك على شيء لا طاقة لها به وستزيد العبء عليك ربما تجتمع بها عن قريب فلن يضع الله كل هذا الحب في قلبك ليحرمك منه
" ولربما تأتي المسرة بغتة
وتراك تنسى كل ايام الألم
ثق بالذي اعطاك قلبا طيبا
ستطيب دنيانا وتزدحم النعم"
سعيد: ان شاء الله اذكريني في دعائك ياريم لعل الله يستجب لك...
