تــــائــــه ...
كطائرتاً ورقيه أنقطع خيطها وضاعت أصبحت أنا...
أسحب قدماي رغماً عنها ولا أعلم لأين
أسحبها وهي تأبى المضي قدماً ، وكأنها تخبرني بأن لا مستقبل جديد أمامناأنزل الليل ستائره غير راحماً بمدينتي المضلمه ، أضعت طريقي وتهت في وضح النهار كيف الآن وأزقت شوارع مدينتي منطفأه ومضلمه ودخان قنابلهم وصواريخهم لم يجعل ميار القمر يصل إليها
تخطبت في مشيتي وأنا لا أرى ومتمنياً ولو بصيصاً من نور أو ضوءً يأتيني ، وياليتني لم أتمناء فنيراتهم عادت تتقاذف علينا من جديد وأصبحت مدينتي المضلمه السوداء ، لقطعتاً من طرف جهنم
أختبئت وأنا أذرف الدموع رفعت عيناي لسماءٍ وبدأت أنجاي رب العبادٍ عن ضعف حيلتي وقلتي أماني...
- أسمع أن كنت تريد أرضك عليك قتلهم جميعاً وعليهم الرجوع لجانبهم أمواتاً لا أحياء
وصلت تلك الكلمات لمسامعي ، بحثت عن صاحب الصوتٍ لاجد وجهاً لا يشبهنا وجهاً دمائه لاتحمل ختم دمائنا وجهاً ملامحه تضخ فتنه ، حولت ناظراي لمن معه لأراه واحداً منا ومسامعه تسممت بكلمات ذاك الغريب
وقفت غاضباً بعد ذهاب الغريب لأقف أمام الرجل الذي كان يريد قتل أخاً لنا فقلت له:- ألا تستطيع الرؤيه جيداً ، ذاك غريب عنا أما هذا فهو منا
- صاح بي بغضب | إنه مغتصباً لأراضيي وناهباً لثرواتي وسارقاً لأموالي
- عن أي هراءً تتحدث من أخبرك هذه الكذبات ، هو مشاركاً في أرضنا فهو يعرفها وهي تعرفه وثرواتها مقسمتاً فيما بيننا وأموالك ماهي ألا في جيبك | قلتها برجاء لعلي ألتمس بؤرة وطنيتهٍ وانتمائه
- قهقه بسخريه | هيا أبتعد ودعني أخلص على الرجل وكف عن خزعبلاتك المهترئه
- ذاك الغريب لن يرحمك فيما بعد
- بل هو يدعمني كي أسترجع أرضي
- بل قل هو يخدعك كي تنتهك عرضك| قلتها بأسى
لم يسمعني الرجل ودفعني بعيداً حاولت الرجوع له لكني صدمت من المنظر هناك لوحةُ كبيره من تلك المناظر ترسم أمامي
ألا جميعنا أخوه قلتها بضياع
سمعت أنينها يتعالى ونواحها يزداد وسعادتها عن وجهها تتوراء
- أمي مابك | قلتها لموطني الذي ينزف دماً
لم تستطيع الرد لي كيف ستفعل وأبنائها يرفعون أيديهم في وجوه بعضهم وصفعاتهم بتلك القنابل تزيد من تفاغم جرحها
أرضي أصبحت مشوهه ومتألمه وقاطنيها أصبحت قلبوهم قاسيه و متحجره
وعن وجه مدينتي المضلمه أصبحت تــــائــــه
أنت تقرأ
تــــائــــه
Short Storyعن أي ضياعاً تتكلمون وقد أصبحت تائهاً في موطني...تراجيديا عن واقع مؤلم