* الفصل الأول *
- في صباح يوم الأحد عام 1981 قام الناس كالعادة ليؤدوا حياتهم اليومية في مدينة كشمير التي تقع بين الهند و باكستان ، استيقظ آدم أب باكستاني الأصل يبلغ من العمر 37 عاما لديه ولد و فتاه ، كان ابراهيم الأكبر عمره 10 أعوام و كانت مريم الأصغر عمرها 4 أعوام أنجبهما من زوجته سيلين و هي هندية الأصل و كانت عائلة آدم عائلة عظيمة و سعيدة دائما ، و تناول آدم الفطور الذي أعدته زوجته سيلين و حمل أدواته و ذهب إلى عمله و كان آدم من أفضل النجارين في حيه ، كان الناس يمرون في الشوارع كل منهم قاصد عمله ، و كان آدم يسير إلى عمله يلقي التحية على من يعرفه و من لا يعرفه، و كانت الحياة جميلة و مسالمة ، و بمجرد أن انتهي آدم من عمله عاد إلى منزله و كانت الساعة السابعه مساءً ، و وجد زوجته سيلين قد جهزت الطعام و أكل آدم و زوجته و أولاده الطعام ، و بعدما انتهوا من تناوله ، اذا بآدم يحمل مريم على كتفه و يداعبها و يضحك مع ابراهيم و زوجته ، و ظلوا يضحكون طوال الليل و كأنهم كانوا يعلمون أنها كانت آخر ضحكة .- و جاء موعد النوم و نام الجميع ، جميع من في البلد ، و عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل إذ بهزة أرضية افزعت آدم و زوجته من نومهما .
- سيلين : ما هذا يا آدم ؟
- لا أعلم و لكني أعتقد أن هذا زلزال
- فصعدا كلاهما لسطح المنزل فوجدوا الظلام الدامس يعم المكان في ليلة بدون قمر و كان الضباب الأحمر المتوهج يملئ المكان و سمع آدم صوت متفجرات و صواريخ حربية قادمة من مكان بعيد ، و فجأة رأى آدم انوار كثيرة في الظلام فلما اقتربت هذه الأنوار وجدها دبابات و مدرعات حربية و جنود يحملون أسلحة .
- و بدأ الناس يصرخون و منهم من يجري من منازلهم و ظنّ الناس انهم أعداء قادمون ليحتلوا أرضهم ، و لكنهم كانوا الجيش الوطني و اقتحموا المنازل و أخذوا كل منهم رجال فوق 15 عام و تحت سن 60 عاماً فأسرع آدم و زوجته الى غرفة الأطفال و كانت سيلين خائفة و تبكي فضمها آدم إلى صدره فإذا بجنديان يكسرا باب المنزل و أقتحموا الغرفة على آدم و زوجته بكل غلظة و أمسكت سيلين عصا غليظة و ضربت بها أحد الجنديان على رأسه فدفعها فارتطمت في الحائط فأغمى عليها ، و سحبوا آدم كالسجين بالقوة في مدرعة كبيرة مليئة بمن مثله و ذهبت الدبابات و المدرعات .
- استيقظت سيلين على بكاء ابنتها مريم فاسرعت إليها و مسحت دموعها و حملت مريم و اسكتتها
فقال ابراهيم لأمه أين أبي ؟ أنه ليس في غرفة النوم فردت سيلين و قلبها يبكي و لكن تخفي ذلك حتى لا يخاف أولادها قائلة أن أباك قد ذهب باكراً إلى مكان بعيد حتي يعمل ، فقال ابراهيم و هو مندهش أليس أبي كان يعمل هنا كل يوم ؟! ، فقالت و هي مضطربة لقد وجد أبوك مكان فيه راتب أفضل من هنا و سوف يعود قريباً فتبسم ابراهيم و قال فليكن في عون الله .
و لكن ابراهيم لم يعلم أن والده ذهب إلى الجحيم و هو حي .
_________________________________
أنت تقرأ
لقاء من جديد
Romantikتُرهقنا الحياة كثيرًا ، تجعلنا نذرف الكثير من الدموع ، تجعلنا نستنذف طاقتنا الكُلية للوصول إلى من نحب ، و بالفعل نصل إلى من نحب بإرادتنا التي تنبعث من أحشائنا ، بطموحنا الذي يتعجب منه الجميع ، و أخيرًا بثقتنا بالله سبحانه وتعالى ، الله الذي يُضئ عتم...