لقاء من جديد part (4)

13 1 1
                                    

الفصل الرابع *
فجأة اذا بطائرة باكستانية تلقي على جنود الهند بقنبلة ، فقتلت ثلاث منهم واصابت ثلاثة ، فركد من بقى حيًا منهم ، و خرج آدم و من معه من مخبئهم و وقف روكا على الصخرة و لوح بيده و قال بصوت عال نحن هنا نحن هنا ، لكن لم يسمعه أحد في هذة الطائرة ، قال سيف علينا بالإبتعاد قبل أن يأتوا مجددًا و لقد رأيت جبل على مسافة 30 كيلو تقريبا ، من الممكن أن نجد هذة الأزهار لمعالجة آباد ، و ساعد روكا و مروان آباد على الحركة و ظلوا يتحركوا و هم يلتفتون حولهم ، و الحرب جارية لكن بعيد عنهم .
- آدم : علينا أن نجد مكان آمن نحتمي فيه هذة الليلة و ننطلق فجرًا .
كانوا معهم رغيفان من الخبز الذي أعطى لهم في العنبر الباكستاني ، فتقاسموا الرغيفان و شربوا آخر قطرات مياه توجد معهم .
- حل الظلام ، و وجدوا منطقة منخفضة محفورة تحت الأرض، فأحتموا بها ، و نام مروان و روكا ، و ظل آدم ممددًا دون أن تغمض عيناه ، ناظرا للسماء و يفكر بزوجته و أولاده ، يشتاق أشد الاشتياق لزوجته سيلين ، التي لا ينام يومًا بعيد عنها منذ زواجهما من اثنى عشر عامًا ، و لم يستطع آباد أن ينام بسبب الجرح ، و كان يتألم بشدة ، ذهب إليه دكتور سيف و جلس بجواره و ظلوا يتكلموا طوال الليل كالآتي :
- آباد : ماذا عنك يا دكتور ؟ ، في ماذا تفكر ؟ هل لديك عائلة تنتظرك لتعود إليهم أم مثلي لا تنتظر ولا ينتظرك أحدهم ؟
- سيف : نعم لدي عائلة أبي و أمي و أخي و أختي
- آباد : يا إلهي ، أنهم الآن سيكونوا قلقين بشأنك ، و في أشد الاحتياج إليك .
سيف : لا ... لا اعتقد ذلك ، لأنهم لا يعرفوا ما حدث معي ، فأنا كنت أسكن بمنزل يجتمع به الأطباء ، قريب من المستشفى التي نعمل بها ، لكن ما سيقلقهم إنني لم أحادثهم هاتفيًا قبل نومي كما يحدث يوميًا ، و ما يشغل تفكيري أنا و يقلقني إني كنت اليوم سألتقي بمن أحب لنحدد الموعد الذي سأذهب فيه إلى منزلها ، لأطلبها حلالًا لي ، اتمنى أن لا تظن خاطئًا بي و تنتظرني ، فأنا لا أريد شئ من الدنيا سواها يااارب
آباد : ستعود إليها و إلى عائلتك قريبًا ، تفائل خيرًا مثل آدم الرجل الذي أرى في قلبه كل خير ، و في عينيه كل القوة والشجاعة رغما عن البؤس و الحزن الذي يخفيه عنّا ، ستعود قريبا ي أخي لا تقلق .
سيف : أتمنى ذلك يا صديقي ، و أنت كيف لا أحد ينتظرك ؟ ألم تتزوج ؟ أليس لديك عائلة ؟
آباد : أنا ... هههههههه ، أنا خيرًا لي أن أموت ، فليس لدي أحد ، بل تزوجت ، لكن زوجتي توفاها الله و هي تنجب لي صغيري .
سيف : صغيرك ! ، ألم تقل ليس لديك أحد ؟ أين هو ؟
- لكن آباد لم يجب ، انهمر في البكاء ، و اشتد الألم بقدميه ، فأخبره سيف أن ينام و لو قليل ليستريح جسده بعض الشئ ، لمواجهة الأشياء التي ستقابلهما في طريقهما ، و آدم كانت غفلت عيناه بجانب مروان و روكا .
- و من الناحية الأخرى كانت سيلين جالسة تبكي و تدعو ألا يصيب زوجها مكروه ، و يعود إليهم بعافيته ، فسمعها إبراهيم و هي تبكي ، فذهب إليها و وضع يده على كتفها فانتفض جسدها ، و مسحت دموعها سريعا ، فقال ماذا يبكيكي يا أمي ؟ ، قالت لا شئ يا بني ، إنني فقط كنت أدعو الله لكم ، و أن يساعد والدكم في عمله الجديد ، فجلس إبراهيم بجوار أمه و رفع يده إلى السماء فقال اللهم اغفر لأبي ، و ساعده في ذلك العمل الجديد الشاق ، و ارفع من شأنه .
سيلين : اللهم آمين يا بني ، هيا اذهب إلي الفراش ، فقد تأخر الوقت .
إبراهيم : حاضر يا أمي
- و ذهب لينام و نامت سيلين هي الأخرى ، و الدموع في عينيها و قلبها حزين لا ينم .
- كانت الشمس لم تشرق بعد ، و الظلام يملأ المكان ، كان آدم نائمًا هو و باقي الطاقم ، فجأة وجد آدم الأرض تهتز و يتساقط التراب على وجهه ، فأدرك أنهم جنود الهند فخاف من أن يراهم هؤلاء الجنود ، توقف الجنود فجأة ، و قال أحدهم انهم كانوا هنا يا سيدي ، بعض الباكستانيون الجبناء، لكن هربوا و لم نعثر عليهم ، رد قائلا : إذا لا تدعوهم يهربوا ، و اعثروا عليهم لكن لا تقتلوهم ، فأريدهم أحياء ، قالوا في نفس واحد أجل يا سيدي .
- فاستيقظ مروان و قال ماذا يحدث يا آدم ؟ ، كتم آدم فم مروان فورآ و حادثه بصوت خافت اصمت سيسمعونا ، و ظلوا هكذا بضع دقائق حتى غادر الجنود بحثا عنهم ، و قال آدم الحمدلله دائما و أبدا، هيا أيقظهم يا مروان ، و عندما استيقظوا أخبرهم آدم أن علينا المغادرة سريعا لأن الجنود يبحثوا عنّا ، بدئوا بالتحرك و ساعد روكا و مروان آباد على النهوض ، و ظلوا يتحركوا حتى أشرقت الشمس و مرت ساعات على الحركة دون توقف ، كان الجو شديد الحرارة ، كانوا يشعرون بالجوع والعطش الشديد ، و فقد آباد كمية كبيرة من الطاقة ، فسقط من روكا و مروان أرضا ، قائلا لم أعد أقدر على الحركة ، اذهبوا انتم و دعوني هنا أرحم لي من هذة المشقة ، قال له آدم انت أقوى و أشجع من ذلك يا آباد ، قال آباد لا فائدة مني ، اذهبوا انتم سأعوق حركتكم ، قال سيف لن نذهب من دونك سأجلس معك ، و كرر ذلك مروان و روكا ، قال آدم أرأيت كم نحبك جميعا، سننجح في الوصول معًا يا صديقي ، و تحركوا مجددا ، و هم يسيرون في الطريق وجد آدم جذع شجرة كبيرة ، و وجد صخرة مدببه حادة فاستعملها لكسر جزء من جزع الشجرة ، لصنع عكاز يساعد آباد على الحركة ، شكره آباد على هذا العكاز ،
و عقب أيضا ألديك أولاد يا آدم ؟ ، قال نعم لدي ابراهيم و مريم مازالوا صغارا و إني خائف عليهم كثيرًا و على زوجتي ، رد آباد قائلا أن الله لن يترك زوجة و أولاد رجل بهذة الطيبة و المسالمة ، فلا تقلق عليهم ، قال آدم بإذن الله ، و ماذا عنك ألديك أولاد ؟
قال آباد : لا ، عقب سيف على ذلك و قال كيف ألم تقل لي أن زوجتك توفت و تركت لك صغيرك ؟!!
آباد : نعم لكن أعتقد أنه توفى
سيف : تعتقد ! كيف ألم تعرف هو حي او ميت ؟
بكى آباد كثيرا و ذهب إليه روكا واحتضنه ، و قال كفى كفى فلنسسى ذلك يا سيف ، و قال لآباد اعتبرني ولدك فأنا مطيع و ماهر و سأجعلك تضحك كثيرا ، و أخذ الجميع يضحك.
* بدأت الشمس بالغروب ، و لم يأكلوا أو يشربوا حتى الآن و فجأة وجدوا شجرة تين ففرحوا جميعًا ، و تسلق روبدأت الشمس بالغروب ، و لم يأكلوا أو يشربوا حتى الآن و فجأة وجدوا شجرة تين ففرحوا جميعًا ، و تسلق روكا و مروان الشجرة، و جمعوا ثمار التين و أكلوا حتى امتلأت البطون ، و ملئوا الحقيبة بثمار التين و لكن نفذت مياههم و لم يعثروا على أية مياة ، و قرروا يبيتوا بجوار الشجرة هذة الليلة ، و تبادلوا الحراسة بين مروان ثم سيف ثم روكا و كان الدور على آدم للحراسة و ظل يفكر في زوجته و أولاده طوال الليل ، و ظل يراقب المكان حتى بدأت الشمس بالشروق ، فأيقظهم جميعا و قال هيا علينا بالانطلاق ، و كانوا يشعروم بالعطش الشديد، فبدئوا بالتحرك ليصلوا إلى الجبل ، و وجدوا حقل من الذرة بجواره كوخ طيني تعيش فيه امرأة هندية كبيرة و حفيدها الصغير ، فدخلوا عليها ، ففزعت و قال لها آدم لا تقلقي نحن لا نريد الحرب ، قالت ماذا تريدون ؟! ، قال نحن نبحث عن مياه ، قال أتبعوني و أرشدتهم لمكان المياه بجانب حقل الذرة ، فقالت ماذا جاء بكم إلى هنا ؟ ، قال آدم اننا أجبرنا على هذة الحرب و حكى لها كل ما حدث معهم ، بينما و هم يتحدثون اذا بحفيد السيدة يجري إليها و يقول لقد رأيت يا جدتي جنود قادمون من بعيد .
_________________________________

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 11, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لقاء من جديد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن