PT.2

445 47 13
                                    

فَـ لأَكُـن انَـا الـبَـحـرَ الـذَي لَا يَـنـتَـهِـي وِصَـالُـه فِـي مَـدٍ وَ جَـذرٍ فِـي تَـامُـورِ ايَـامِـي
وَ لـ تَـكُـن انـتَ شَـاطـئِـي الـشَـاسِـعُ الـمُـحـتَـوِيـنِـي

.

°
اَلْثَاَنِيِ عَشْرَ مِنْ آيَار،،

وَ مَرَّ اُسْبُوعٌ مُنْذُ تِلْكَ اَلْمُحَادَثَةَ بَعْدَ اَنْ دَوَّنْتُهَا كِتَاْبَةً ،
وَ اَعْتَرِفُ لَدَيَّ هَوَسٌ بِـ تَدْوِين كُلِّ شَيّْء ..
تَدْوِيِنُ اَلأَشْيَاءِ يَعْنِيْ خُلُودُهَا وَ اَرَدْتُ خُلُودَكْ،،

وَ خِلَافًا عَنْ سَابِقَتِهَا اَنَا اَلْآن فِي مَكَانِي اَلْهَادِيءِْ اَلمُفَضَّل
اَلْـ مَكتَبَة
وَ ظَهَرَ طَيفُكَ فَجأَةً كَمَا اِعتَدت
وَ جَلَسْتَ جِوَارِي تَتَظَاهَرُ بِـ القِرَاءَه
وَ قَرَّرتُ مُجَارَاتِكَ لَن اَنبِسَ بِأَي حَرْفٍ

"اَنـتَ مـِن حـَفـلَـةِ ذَاكَ اَلـْيـَوُم ؟!"
وَ سَألتُ وُاَنَا اَعْرِفُ اَلإِجَابَة
نَظَرْتَ لـ ِعَينِي
فَ غَرِقْت
وَ تَأَمَّلتُهَا عَن نُورٍ هَذِه اَلمَرّة
نَظَرْتَ لـ ِكُوبِ اَلقَهوَةِ خَاصَّتِي
وَ تَجَاهَلْتَنِي بِتَأمُّلَاتِي وَنَظَرتَ اَمَامَك تُكمِلُ اَلتَظَاهُرَ بِالقِرَاءَه
اَنَانِي اَنتْ

"لـِمـَا تـَطـْلـُب اَلـقَـهـوَه وَ اَنتَ لَا تـَحـتـَسِـيـهـَا ؟!"
وَ اَرَدتُ اَن اَنتَقِم لَن اُجِيبُكَ عَلَى سُؤَالِكَ كَمَا لَا تَجِيبُ عَلَى اَسأِلتِي وَ تَظُنُّ اَنِّي سَـ اَسأَلُكَ عَن اِسمِكَ مُجَدَّدًا وَلَن اَفْعَل
"مـَا اسـْمـُكَ ؟!"
وَ ضَحِكْتَ حَتَّى اِلتَفَتَ لَنَا كُلُّ اَلقُرَّاءِ بـ ِانزِعَاجٍ وَ تَسَبَّبْتَ بِعُقدَةٍ بَينَ حَاجِبَاي اَستَفسِرُ عَن سَبَبِ اِسْتِهزَاءِك!
وَ تَوَقَّفْتَ عَنِ اَلضَحِكِ وَ اَردَفْتَ
"لَـيـّسَ اسـْتـِهـزَاءًا ! "

نَظَرتُ بِعَقدَةِ حَاجِبَاي أَمَامِي فَي صَمتٍ أُكمِلُ اَنَا اَلأُخر اِدِّعَاء القِرَاءَه
وَاَلحَقِيقَةُ اَنَّ اَلحُرُوفَ كُلَّهَا تَذُوبُ وَ تَتَحَوَّلُ لِـ وَجهِك
اَرَى تَزاحُمَ عَينَاكَ بَينَ السُطُور فـَ اقلِبُ الصَفحَة
وَ ارَى شَفَتَاكَ تَنطِقانِ بِـ اسمِي فـَ انتَقِلُ لـ ِلفَصلِ التَالِي
وَ ارَى يَدَاكَ بِـ عُروقِهَا تَودُّ اَن تُمسِكَ بِي وَ تَخنُقنِي فـَ اغلِقُ الكِتَابَ بِرُمَّتِه
وَ التَفِتُ لِأجِدَكَ تَنظُرُ لِي اِنَّ اللَّعنَه علَى عَينَاكَ وَلِتَكُن اللَّعنه قُبَلِي
"اَنـتَ لَاتـدرِي سـُخـفَ اَن اُحـَادِثَ رَجـُلٌ يَـعـرِفُ اسـمِـي وَ لَا اَعـرِفُ عـَنـهُ شَـيـئـًا"

"اَنـَا اَعـرِفُ اَكـثَـرَ مـِن اِسـمِـك"

"مـَاذَا تـُرِيـد؟!"

"اَن اَكـُونَ كُـوبَ قـَهَـوَتُـِكَ الـَّتـَي لَا تـَعـرِفُ مـَذَاقـُهـَا وَ أُجـبِـرُكَ عـَلـَى اِرتـِشـَافـِي ،،اُرِيـدُ اَن اَكـَونَ عـِيـدَان اَكـلِـكَ الـتـِي لَا تـَسـتَـطِـيـعُ اَلإِمـسـَاكَ بـِهـَا ، اُرِيـدُ اَن اَكـُونَ مُرطِبَ شـِفـَاهِـكَ الـمـُفـضـَّل ، اَن اَكـَونَ اَي شـَيِّءٍ يـَلـمِـسُ شَـفَـتـَاك"

وَ اِتَّسَعَت عَينَاي مِن جُرأَتِكَ ،، حُرُوفُ كِتَابِي رَأَيتُهَا تَسقُطُ مِنه لِتَهرُب وَ لَا اَجِدُ حرفًا وَاحِدًا بـِ جَوفِي
يَمكِنُنِي اَلقَولُ اَنَّكَ اَربَكتَنِي وَ تِلكَ الإبتِسَامَه بَعدَ اَن رَمَيتَ بِـ كَلَامِكَ اَلسَام عَلَى قَلبِي اَربَكتَنِي اَكثَر

"إِذا كُـنـتَ بِـ تِـلـكَ الـجُـرأَه لِـمَـا لَا تُـخـبِـرُنِـي بِـ اسـمِـك"

"انـا اكـثَـرُ جُـرأَة مِـن هَـذا لِـلـحَـدِ الـذِي يَـسـمَـحُ لِـي بِـتَـقـبِـيـلِـكَ هُـنـا وَ الآن"

وَ وَقَفتُ اُلَملِم اَشيَائِي لَأبتَعِد وَ لَم تُوَقِّفنِي كَأنَكَ كُنتَ مُتَأكِدًا أَنّ هَذا لَن يَكُونَ لِقَائَنَا الآخِير
وَ فِي طَرِيقِي لِلخُرُوجِ رَأَيتُ مَشَاعِرِي تَتَبَعثَر تَحتَ قَدَمَاكَ وَلَم اَقوَى عَلَى اَلإنحِنَاءِ لـ ِجَلبِهَا
فَتَحتُ هَاتِفِي لِأَتَأَكَّد مِنَ السَاعَه و َوَجَدتُ عَينَاكَ بِشاشَتِه ..أَأَنتَ اَيضًا تَسقُطُ مِنكَ اَشيَائُكَ مَعِي كَمَا اَتَبَعثَرُ عِندَك؟َ اَم اَنَّكَ اَرسَلتَ عَينَاكَ اِنتِقَامًا مِنِّي وَ لِتَضمَن لِقَاءًا آخَر لِأُعِيدُهَا لَكَ مَعَ صَفعَه

فِي اَلمَنزِل رَأَيتُ طَيفَكَ فِي زَاوِيَه غُرفَتِي
وَ يَدَاكَ تَعبَثُ بِـ كُتُبِي
وَ عَينَاكَ عَلَى الْشُرفَةِ تُرَاقِبُنِي
وَ عُرُوقُ يَدَاكَ تَلتَفُّ كَشِبَاكٍ تَخنُقُنِي

تِلكَ اَلمَرَّةُ اَنَا مَن اِخْتَفَيتُ لَكِنَّكَ لَحِقتَ بِي لِغُرفَتِي
تِلكَ اَلمَرَّة اَنَا اَنهَيِتُ حَدِيثُنَا فَـ اَرسَلتَ رَائِحَتَكَ مَعِي اِنتِقَامًا

اَسْتَنشِقُ كُلَّ لَيلَه مَُّر عَتْمَةِ غُرفَتِي وَ جَاءَ طَيفُكَ كَقِطْعَةِ ضَوءٍ تَذُوبُ بِي وَ تَتَوهَّج كُلَّمَا اِقْتَرَبتُ وَ اَخَافُ اَلإحتِرَاقَ فَـ اَبْتَعِد وَ اَشعُر بِدِفْئِكَ وَ بُرُودَتِكَ فِي ذَاتِ اَلوَقت وَ اَتَسَائَل بِحُمقٍ اَنَّ مَا رَائِحَه قُبلَتِك وَ مَذَاقُ ضَمَّتِك ؟! ..مَا اَلمَشَاعِر اَلَّلتِي سَتَجتَاحُنِي اِن اَحْرَقَت يَدَاكَ اَصَابِعِي وَ مَلَئْتَ فَرَاغَهَا كَمَا زَعَمتْ

وَ اِلَى مَتَى ؟!
اِلَي مَتَى سَأَظَلُّ اُنَادِيكَ بِالغَرِيبِ يَا غَرِيب ؟!

°


°وَ عَـلَـى غِـرَارِ الـحَـيـاةِ ..كُـلُ الأُمُـورِ سِـيّـان
كُـلـهَـا كَـئِـيـبـَةٌ بِـدُونِـكَ°

°

*.・゜゜・.・゜゜・.・゜゜・*

étoile et lune||نَجمَةٌ وَ قَمَر ڤ،كحيث تعيش القصص. اكتشف الآن