الفصل الثامن.

460 71 30
                                    

كُنا لا نزال جالسَين أمام الشاطِئ، وقد أنهى ماتِيو حديثه بـ 'لا بُد أنّه كانَ أبشع موعدٍ قد حصلتي عليه' مُمازحاً. وحقيقةً، أردتُ إخباره بأنّي مررتُ بأبشع من ذلك.

"هل تُريد تكملة الحدِيث؟" وقبل أن يتمكّن من الرد عليْ أكملت، "لأنه لدي فكرة، هيا بنا." قمتُ بسحبِ يده والركض بتجاه الشارع الرئيسي، بدونا كالمجانين، منظرنا كان مُناقضٌ تماماً لتأنُقي ومظهر ماتِيو الجدِي.

سِرنا بتوازٍ مع الشاطِئ حتّى وصلنا لمنطقةٍ خضراء يقطعُها شارعٌ رئيسي، وبعض الأبنية المتناثرة. رُغم رُقي المنطقة، إلّا أنّها مُريحة للعين وقريبةٌ لمواضِع السياحة مما يجعلها منطقة تُجارية ممتازة.

توقفّنا أمام متجرٍ مُغلق نلتقط أنفاسنا، رأيتُ ملامح التعجُب على وجه ماتِيو ممزوجة بملامح الإعجاب.

"هذا متجري

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"هذا متجري." ابتسمتُ بسعادةٍ وأنا أنظُر نحو المكان. مُنذ مررتُ من هُنا لأول مرة، حلمتُ أن أمتلكه يوماً ما، وقريباً سيتحقق الحلم.

"حقاً!" تعجّب بعدما نقل نظرهُ لِي، أومأت له بسعادةٍ.

"أُخطط مُنذُ مُدة لشراء هذا المكان وتحويله لمتجرِ زهور، لهذا اتطلعتُ على بعض أمُور إدارة الأعمال ليُساعدني الأمر في إدارته."

"لهذا كُنتِ مُذهلة في الحديث أثناء الاجتماع! كُنتُ متأكداً أنّ عملك في المركز كمُترجمة ليس بكافٍ لامتلاكك كُل هذه المعلومات،" نظرتُ للأسفل بخجل عندما وصفني بـ'مُذهلة'، "أوه انتظري! لهذا تقومين بزرع كمّياتٍ هائلة من الزهور في حديقتك!" ضحكتُ من ردةِ فعله المُتحمسة.

"أجل، فأنا اتدربُ مُنذُ مُدة على زراعة الزهور بكافة أنواعها، كما أنّي قد حصلتُ مُسبقاً على دوراتٍ تعليمية في علمِ النبات. أُخطط لتمويل متجري عن طريق زراعة الزهور بنفسي، بدلاً من شرائها من الحقول." تعجبتُ من نفسي كيف أُخبره بجميع خططي، فعادةً ما أتكتمُ عليها إلى حينِ تنفيذها على الأقل، ولكن شيءٌ ما بداخلي يجعلني أُريد مُشاركة ماتِيو كُل أمُوري.

"چِيا، أنتِ مُذهلةٌ بحَق!" نظر بعيناي تِلك النظرة التي باتت تُضعفُ رُكبتاي، "لمْ أرى بحياتي امرأةٌ مثلكِ قَط، فاتنةٌ من الداخل والخارج، لديكِ ألطف شخصيةٌ عرفتُها على الإطلاق، تهتمين بمَن حولكِ وتعتنين بهم، تفعلين ما تُحبيه وتنجحينَ به، امرأةٌ بكُل ما تحمله الكلمة من معنى،" انخفضت عيناه عندما اقتربَ مِنّي، منكبيه العريضين يقطعا مجال رؤيتي فلا أرى غيره.

| غريب |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن