تِـ٢؛شعـرٌ أبيَـضْ.

89 11 7
                                    


قِراءة مُمتعة، لا تنسُو تعبّروني بالفوت والكومنت هالشي يسعدني كثير):🤍.

––

"لُوسيي!"
‏⠀
"كُنت أعلَم أن حصُولك على أصدقَاء هو أمرٌ سيء"
تمتمت ودانلِي تنهّد.
‏⠀
"أنا آسف حسناً؟ إغفرِي لي، لن أُكررها"
تحدّث بترجي وهو يتمسّك بذراعها ويتبعها حيثما تذهب، ضربتهُ على ظهره بشدّة وهو تلوّى ألماً.
‏⠀
"هكذا سوفَ أُسامحك، أيها الّلعين"
‏⠀
"أنتِ عنيفة، يا إلهي أعتقد أن ظهري قُسم لنصفين.."
‏⠀
"ألست تستحق هذا؟!"
دخلا إلى الكافيتيريا ليستوقفهما أحد الفتية بإستعجال.
‏⠀
"دانلِي، بروفيسور الكيمياء يطلُبك"
غادر تاركاً دانلي يَشتم ويلعن تحت أنفاسه.
‏⠀
"مالأمر؟"
تسآءلت لُوسي حينما رأت الآخر يكاد يحطّم الأرض.
‏⠀
"ذلك الّلعين أمسك بي أقوم بتحضير بيكهيون في المحاضرة، سيقوم بتغييبي أنا متأكّد"
‏⠀
"هل تغيّب بيكهيون؟"
هي شعرت بالفضُول نوعاً ما..
‏⠀
"هو دوماً يتغيّب! درجاته في الحضِيض حرفياً، لقَد تعبت وأنا دوماً أُحاول إنقاذ درجاته الغبية، هو يقضي وقته في المَرسم ونادراً ما يحضر أي محاضرة، وإن حضر هو سيكُون نائماً، وبما أننا نتكلّم عنه؛ هل يمكنكِ أخذ بعض الطعام له؟ سأتبعك عندما أنتهي"
‏⠀
"و_ولكن.."
غادر دانلي قبل أن تُكمل كلامها وهي تنهّدت.
‏⠀
"..مالّذي يأكله بيكهيون؟"
توقّفت أمام الطاولة التي تحتوي مختلف الأطعمة الخاصة بالجامعة لتحمل صحناً وتبدأ بوضع الطعام فيها، هي وضعت من كل شيء..
‏⠀
خرجت للمرسَم وطرقت الباب قبل أن تدخل ببطء، الأضواء كانت مثل البارحة، تقدّمت نحو الألواح التي كان يجلس بينها سابقاً وهي رأته.
‏⠀
كان يضع كرسيّين بجانب بعضها البعض ويستلقي عليهم، نائمٌ في هدوء وأشعة الشمس التي بدت كالسلاسل تحيط الغرفة، كان مظهراً أقرب للملائكية.. هي توقّفت في مكانها لا تعلم مالذي تفعله.
‏⠀
إقتربت بهدوءٍ وجلست القرفصاء تحدّق في وجهه النائم، وضعت الطبق على الأرض بجانبها وأعادت نظرها إليه وإلى شعره المبعثر.
‏⠀
"كثِيفٌ للغاية.."
تمتمت بخفُوتٍ ولاحظت أن أشعّة الشمس كانت تؤذي عيناه، لذلك هي رفعت كفّها تحجِب أشعة الشمس عنهُ لتلاحظ حاجبيه الّلذين إرتخيا بخفّة.
‏⠀
فتَح عيناه بهدُوءٍ ونظرلها، قريبةٌ بما فيه الكفاية منه وبهذه الوضعِية..
‏⠀
"إجلِس لتناول طعامِك"
تمتمت لُوسي بخفُوتٍ مجدداً حينما شعرت بهدُوء المكان، وهو لم يتحرّك بل عينيهِ إستقرّتا داخل عينيّ لُوسي البُنيّة.
‏⠀
"لستُ جائعاً.."
تمتم هو الآخر وهي إتكأت على يدها الحُرّة، في ذاتِ الوقت، يد بيكهيون لامست أطرافَ شعر لُوسي بهدوء، يجعلها تجفل بتفاجُؤ.
‏⠀
"مـ_مالأمر؟"
أنامل بيكهيُون كانت تتلمِس أطراف شعرها الأبيض وعينيه كانت سارحة هناك.
‏⠀
"تعلمِين؟ شعرُك جمِيل جداً."
إكتنزت وجنتيّ لُوسي بالحُمرة خجلاً وإلتفتت تنظُر بعيداً.
‏⠀
"إنك الوَحيد الذِي تمتدحُه.."
همَست وهُو همَس بالمُقابل.
‏⠀
"الوحِيد؟ غرِيب"
‏⠀
"إنهُ لا يُعجب أحداً، يعتقدُون أنني ساحرة عجُوز"
ضحكَ بخفّة ثُم نظَرت إليه.
‏⠀
"أشكُرك، كلَامك لطِيفٌ حقاً"
قامت بتغيِير الموضُوع فوراً حينما تذكّرت الطعام.
‏⠀
"إذاً هذا سيذهب سُدى؟"
نظرت للطبق على الأرض وتنهّدت بينما هو رفع ظهره وجلس.
‏⠀
"إنهُ كثير جداً"
‏⠀
"لم أعلم مالذي تحبّه، لذا وضعت من كل شيء"
‏⠀
"لنأكل معاً"
حمل الطبق عن الأرض ووضعه بجانبه، لتقف هي وتجلس على الكرسيّ الآخر ليصبح الطبق بينهما.
‏⠀
"مالذي تحبّ تناوله؟"
تساءَلت وهُو حمل الشوكَة ونظر للُوسي.
‏⠀
"لا أعلم، كُلي أنتِ أولاً"
تفاجأت من ذلك ونظرت للطبَق.
‏⠀
"لا تعلم؟ وأيضاً لما عليّ أن أكون الأولى؟"
‏⠀
"سأرى مالذي ستأكُلينه"
ناولهَا الشوكة وإلتقطت كرَة لحمٍ بها.
‏⠀
"أوه.."
‏⠀
"أنت خسِرت، بما أنك دعوتني لتناول الطعَام أيضاً، عليك أن تسرع في تناوله قبل أن ينتهي داخل معدتي، أنا آكل كثيراً"
ضحِك بخفّة لتُعيد لهُ الشوكة ويلتقط بها كُرة لحمٍ هو الآخر.
‏⠀
"إرفقي بِي، أنا بطِيء"
‏⠀
"سأُحاول"
ضحكا مجدداً يتشاركان الطعام، والشوكة..، وأثناء ذلك، بيكهيون كان يُري لُوسي بعض لَوحاتِه المُعلّقة في المرسم.
‏⠀
هي أُعجبت بمدَى براعته في الرّسم، ولاحظت تعرُّج الخطُوط قليلاً في الجهة اليُسرى من كل لوحة، ذلك كان العيب الوحيد ولكن مع ذلك هي بدَت جميلة.
‏⠀
"الجِهة اليُسرى، أعتقد أن عليك التدرّب عليها أكثر"
أومأ بيكهيون ونظر للوحَاته المعلقَة.
‏⠀
"أعتقد ذَلك أيضاً، أنا أتدرّب على الخطُوط كثيراً ولكنني لم أُتقنها كاليُمنى بعد، يدي تهتزّ عندها ولا أعلم مالمُشكلة، بشكلٍ ما؛ قمتُ برسم لَوحة بدُون جهتها اليُسرى، هي ستكُون جميلة حقاً لَو كانت مكتملة، ولكنني لا أُريد إفسادها برسمِي للجهة اليُسرى بشكلٍ سيء"
‏⠀
"الجهات اليُسرى ليست سيئة إلى هذه الدرجَة، رسمك رائع بيكهيون، حتى مع الجهات اليُسرى"
نظر إليها وهي كانت مبتسِمة بينما تنظر إلى لَوحاته المعلّقة.
‏⠀
هو إبتسم وإتكأ على ظهر كرسيّه يشاركها التحديق في رسماته.
‏⠀
"شكراً لكِ"
‏⠀
كما الأمس، إقتحم دانلِي المَرسم ولكنه كان غاضباً..
‏⠀
"والّلعنة بيكهيون ذلك البروفيسور قام بتغِييبي كما توقّعت"
‏⠀
"لم يكن عليك أن تقوم بدَور الصديق الجيّد وتقوم بمحاولة تحضيري"
‏⠀
"أنت عليك على الأقل أن تكون ممتناً"
‏⠀
"ممتناً لماذا؟ أنت حتى لم تحضّرني، فقط 'حاولت' فعل ذلك"
تذمّر دانلِي وحمل الطبق الشبه فارغ يكمل تناول ما بقي.
‏⠀
"مالذي تحدّثتما عنه؟"
‏⠀
"الطعام، الرسم"
أجابت لُوسي بإختصار وبيكهيون أومأ.
‏⠀
"انتُما مملّين يارفاق، لما دوماً أُصادق المملّين؟"
تنهّدت لُوسي ووقفت تنفُظ الغبَار الوهمِي عن تنورتها.
‏⠀
"إذاً، عليّ الذهاب لِلدراسة لذا.. أراكُم لاحقاً"
لوّحت بيدها وقبل أن تخرج صرخ دانلِي.
‏⠀
"إعتقي الكُتب المسكينة، حتى هي شعَرت بالملل من كثرة دراستكِ لها"
‏⠀
"أُصمت دان!"
خرجت بعدَ ذلك متجهةً نحو خزائِن الجامعة لأخذِ كتُبها.
‏⠀
"لا عجَب أنها الأُولى على دُفعتها"
تمتم بِيكهيُون ودانلِي نظر له بتساؤل.
‏⠀
"كيف تعلَم ذلك؟أنتَ حتى لا تخرُج من مرسمك"
‏⠀
"بالطَبع سأخرُج وأذهب لمنزِلي!، تشِه، رأيتُ لوحَة المراتب معلّقة في مدخل الجامعة"
‏⠀
"وما كانت مرتبتُك؟"
‏⠀
"ألَيس هذا معروفاً؟ ليس علَيك السؤال في كل مرة عن هذا"
وقف دانلِي وضحك بسخرية.
‏⠀
"الأخير مجدداً؟ بحق بيكهيونآه، عليكَ على الأقل أن تحدث تغييراً وترتفع رتبة واحدة على الأقل"
‏⠀
"تُريد مني أن أرتفع وأنا أنام على ورقة الإختبار؟ هذا إذا كنت متواجداً بالقاعة حتى، لا أهتم في الحقِيقة، لا أحتاجُ لوظيفة في النهاية"
‏⠀
"نعم نعم، الأغنياء دوماً هكذا هل تعلم؟"
‏⠀
"ليس لأنني غنيّ أيها الأحمق!، أنا لا أهتم لأيّ مجالٍ عدا الرسم لذَا سأفتتح معرضاً، سأُصبح رسّاماً، هذا ما أريده ولا يهمني إن كنت سأحصل على وظيفة أم لا"
‏⠀
"بيكهيونآه، أحسدك"
ضحك بيكهيون بهدُوءٍ ثم ركل الآخر بخفة.
‏⠀
"إذهب للدراسة أنت أيضاً، تفوّق على لُوسي"
‏⠀
"أنت تعلم أن ذلك مستحيل، الفرق بيننا تسعُون رتبة! تلك الفتاة ربما تكُون روبوت، بالحدِيث عن ذلك لَون شعرها غريب وجمِيل أيضاً، ولكن ألا تُشبه العجَائز في أفلام الكرتُون نوعاً ما؟"
‏⠀
-إنهُ لا يُعجب أحداً، يعتقدُون أنني ساحرَة عجُوز-
تذكّر بيكهيُون كلام لُوسي، هُو وجد نفسه يقبض على يده بقليلٍ من الغضب ونظر لدَانلي.
‏⠀
"مارأيُك أن أكسِر لك طَقم أسنانك لتبدُوا كالعجائِز حقاً؟توقّف عن قولِ هذه التُراهات."
‏⠀
"أ_أنا كُنت أمزح! مابِك لما أنتَ غاضب؟.. لطالما مزحتُ هكذا!"
‏⠀
"مزحتُك وقحة دان، ذلك يُؤذيها.."
إرتفع صَوته قليلاً ولكنه تنهّد يحاول ضبط نفسه مجدداً.
‏⠀
"حـ_حسناً، ذلك غريب رؤيتك غاضب.."
تمتم دانلِي بقليلٍ من الإستغراب على محياه، ولكنّ بيكهيون لم يُجب عليه ليحمِل الطبق الفارغ يَرميه بين يدي دانلي.
‏⠀
"أعدهُ إلى الكافيتيريا أو إفعل ما تشاء، أنا عائد للمنزل."
حمل حقيبته وهمّ مغادراً يجعل دانلي يقف مصدوماً.
‏⠀
"يا فتى لَم تنتهي ساعات الجامعة!"
هو بالفعل كان يصرخ في المَرسم الفارغ حيث أن بيكهيون لم يستمِع إليه وغادر.

——

مرحباً مجدداً~~~~
أتمنّى إستمتعتو ولو شوي!🤍🤍🤍.

White - BBH.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن