Chapter One "شرارةٌ بآردة "

1.4K 45 11
                                    

لا تنخدع بالمظاهر و لا تتبع مجهول , أمشي مبتسماً بحذر و حدّ سيفك جيداً ..

.

.

.

.

..

إرتشفتُ قهوتي السّاخنة عند نافذةَ شقتي الشّاهقة ذات المنظر البديع , حيثُ كانت الشمس تُلتهم من قبل السماء فتنزف لوناً أحمر كالدماء النقية , كان كل شيء ساكناً بصمت و الجو بارد بشكل لطيف , لم تلتقط أذني صوتاً لشئ سوى عقارب الساعة التي تتحرك ببطء وهدوء , تلك كانت أطول لحظة سكينة مررت بها , أسترحت جيداً على أريكتي البسيطة , و أغمضت عيني محاولةً الإستمتاع بما تبقى لي من وقت حتى يبدأ دوامي في المشفى , رددت في نفسي " علي أن أغير مناوبتي هذه في أقرب وقت ممكن " .. لقد إنتهت هذه اللحظة الجميلة .. عندما فكرت بالعمل .. ياللحظ !

حملت فنجان قهوتي و مشيت بضع خطواتٍ أوصلتني الى المطبخ , مطبخ صغير سكري اللون .. وضعت الفنجان على المغسلة و سكبت بعض الماء عليه .. ثم ذهبت دون غسله .. مشيت خطوات قصيرة أخرى لكنها أطول بقليل من ذي قبل .. حيث كانت غرفتي .. كانت بسيطة و صغيرة مثل باقي الشقة ..بلون بني خافت تتخلله بعض الخيوط الذهبية المضيئة بصمت .. ملأت حقيبتي بملفات قليلة و دفتر كبير ضخم تكفل بإنتفاخ الحقيبة بالكامل .. اغتسلت و ارتديت ملابسي العادية مع قبعة زرقاء أخفت ما أسفل حاجباي .. جعلت شعري على وجهي حتى أغطي ما تبقى منه .. و بخاصة عيني .. فهناك هالات تحيط بهما توحي بأنني مدمنه مخدرات أو ما شابه .. فأنا لا أكاد أهنأ بنوم هاديء .. الليل و النهار أصبحا سياناً بالنسبة لي .

خرجت من شقتي .. و طلبت سيارة أجرة من امام المبنى السكني الذي اقطن به منذ السنتين الماضيتين .. أخبرت السائق أن يذهب بي الى المشفى المحلي في مانهاتن .. فأومأ لي برأسه .. كان السائق رجلاً بانت عليه ملامح الكبر بشكل يسير .. أكد لي شيخوخته بصوته المبحوح وهو يقول لي -" صغيرتي .. ما الذي يجعلك تخرجين من منزلك بعد هذه الساعة .. أكل شيء بخير ؟" .. أبتسمت مستلطفة قلقه ,ثم أجبته -"لا ..ليس حقا , أنا أعمل هناك " .. هز برأسه مراراً قائلاً-"أووه فهمت ..." .. أردف بعد ثانية -"أليس من الأفضل أن تعملي نهاراً , أعني سيكون الوقت متأخراً جداً عند عودتك , و نادراً ما تجدين سيارة أجرة تقلك " .. تنهدت حائرة بقولي -" معك حق " .. همهم قليلاً ثم قال لي ملتفتاً الي -"إسمعيني .. سأعطيك رقمي كي تتصلي بي متى ما خرجت و انا سآتي و آخذك الى المنزل "

نظرت غير مصدقة .. أحقاً ما يقول .. لكن على اية حال لا يمكنني القبول .. أن يخرج رجل مسنٌ في وقت متأخر و في هذا البرد القارص .. أوه لا !

تحدث الرجل المسن و كأنه قرأ ما كنت أهمس به في عقلي -" شابة يافعة جميلة مثلك لا يجب أن تترك وحدها , أنني والدْ ،ولدي بنات بعمرك ،و انت مثل ابتني , أنا أسكن في المبنى نفسه على آية حال لذا لن تكون هناك مشكلة أعتقد .."

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 28, 2015 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

The Twilight :new beginningحيث تعيش القصص. اكتشف الآن