قلم سكران!6

43 0 1
                                    

لعبنا المباراة. . .
قبل بضعة أشهر قال لنا أحد من شاهدنا نلعب منذ الصغر، "لم تعد كالذي كنته."، كان صادقاً ففي الملعب أصبح كالعجوز كما خارجه، يقولون أن النفس هي مُحرك الجسم تحركه كيفما تشاء وتهوى، في السابق لم نُصدق هذه الترهات ولكنها حقيقة، أطعم نفسيتك الحلوى إن أردت أن تكون قوياً، ويا حبذا لو بطعم الفراولة. . !
   الكرة هي القهوة وقد كنتُ مرها، أما الآن فأنا السكر الذي لا يُناسبها.
.
.
.
   يترنح، يتمايل مع الأغاني كالفستان مع الرياح، يفكر في المؤلم بابتسامة وسعادة لا مبرر لهما، يضحك بصوت عال وأنا في عقله الخالي الممتلئ بالمؤلم فقط، هذا السكر أن تكون سعيداً رغماً عن أنف الدنيا والبشر، عيناه وكأنها نافذة مرفوعة إلى نصفها فقط، يتكلم مع الجدران، تغلب على خجله والتحديق فقط وأصبح يحدث الجدران، "لم أنت. . . ك. . كيف أصبحت" وهو يترنح بلا وعي، "ك. . . كيف تداوين الوحدة؟" أكمل سؤاله للجدران ثم وقف كالأهبل ظهره مقوس إلى الأمام وشفتيه مدلدلة ينتظر الإجابة، أي جدران هذه التي ستتك. . . جاوبته!!! لقد سمعتُ إجابة الجدران في عقله!! "لا أُداوي الفرحة، أنت فقط من تُفضل التحدث حتى مع نفسك على البشر"، ما فهمته أن الحديث مع الجدران هو الحديث مع نفسه تماماً كالحديث مع القلم، أهذه نهايتي أم أن الغيرة بغلت منتهاها. . . ؟
بعد أن أفنيتُ عمري أضحك لفرحه وأبكي لحزنه وأسمع أسراراً حتى القلم سيفكر بالإنتحار بعدها يبدلني بجدران؟ بالتأكيد فهو أيضاً من البشر وهذا ما يفعله البشر، فلنرى كم ستتحملك الجدران قبل أن تسقط وتترك الرياح لتمزقك تمزيقاً، الخيانة على الخائن رهق. . .
أنا ذاهب لشرب بعض الخمر، إن كان السكر هو ما يُداوي الآلام فهو السكر إذاً، أما أنت يا من تقرأُ هذا الهراء خمسة آلاف كلمة. .

  قرأت خمسة آلاف كلمة ولسان حالك الآن "ما هذا الغباء؟"، أخبرناكم أكثر من مرة أن هذا أسوء ما كُتب ولا زلتم مستمرين، لو قرأت سطراً من "البداية والنهاية" لكان خيراً لك وأقوم.
ولكن هذا مُمتع لأنه من دون تفكير ولا مراعاة ولن أتكلم هنا عن الدين لكن والذي نفسي بيده لولا الإسلام لحمل القلم السكران من الحدة ما يجعل أغلبكم يكره نفسه، لولا الإسلام لما عشتم أصلاً لأن غايتكم العيش بحرية، والحرية في زمننا هذا كفر.

   أنا القلم جئتكم باعتذار، أُعذروه على ما قال، أُعذروه على أنه التزم معكم بالأدب فأنتم لا تستحقون إلا قليلاً منكم واشكروا واحمدوا ربكم الذي زين الإسلام ببعض الأدب وخلقه مُسلماً فهو من يُبعدني عن الورقة حين تخطرون على بالي، أنا حقاً أحسد الكثير من الأقلام أنها لا رادع لها من كتابة ما يحلوا لها!

ها هو يجلس ويلهث مُرهقاً من محادثة الجدران، وهو يردد "هتلر قتل كل الكلاب وترك الفئران"، واثق من نفسه يتكلم ككلب لا تكبراُ أو فخراً، تأكد أنه كلب بمقارنته لنفسه معكم.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 23, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قلم سكران!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن