فصل 3: اِفتراس الطّفل لِيصبِح خاَلداً

1.1K 50 5
                                    

في بنايَة عبّاد الشّمس، حيث السّاعة قدْ أشاَرت إلى السّابعة صباَحاً. يبتدأ المتساكنيِن يومهم فيِ نشاطٍ و حيويّة فمعظمهم اِستيقظَ للتوّ و بعضهم بصدد مغادرة شقّتهِ أما الآخر ف-

"سبْعٌ و تسعوُن"

"ثمانٌ و تسعوُن"

"تسعٌ و تسعون"

"مائة"

توقّف صوت العدّ لِيُستبدلَ بِلهاثٍ ثقيِل متقطّع، رنّ منبّه الهَاتف ليغلقهُ صاحبه ثم يستقيم مالك الشّقة رقم 919 ليتّجه نحو الحمام.

تيرايو سيرييوثن أو كماَ يُلقّب بِ تيِمْ ذو الثماَنية عشر عاما ينهضُ فيأخذ منشفتهُ و يدخل حمّامه. اليوم ليسَ لديْه تدريب سباحةٍ لكن لم يتوقّف من التّدريب بنفسه في شقّته. يمررُ يده على عضلات بطنِه التيِ أصبحت أوضَحَ بعد مدّة من التّكاسل و قلّة الحَركة. لقد قَال أنّهُ منذ دخولهِ الجامعة أصبحت عضلاتهُ في تحسّنٍ و خصيِصاً بعد عودَتِه من مخيّم التّدريبِ قبل أشهرٍ معدودة.

أخذ طالب السّنة الأولىَ طويِل القامةِ ذاك يحاولُ ربطَ ربطةِ عُنُقه بوجهٍ حانقٍ. لم يكن فيِ وسعِ تيِم إلاّ إنتظار اليَوم الذيِ يتخلّص فيِه من تلك الرّبطةِ لأنه لم ينجحْ في ربطِها يوماً رغم محاَولاَتهِ الفاشلة فيِ التّعلّم. أخيراً، اِستسلمَ الفتى، ثم اِستدار ليأخذ مفَاتيح سيارته و طبعاً لم ينسَ أن يراسلَ صديقَهُ ليعدَّ له شطاَئر الأفوكادو.

السّاعة الثّامنَة صباَحاً و الجاَمعة كاَنت مكتضّة بالفعل بالطلاّب النّاعسين. ترجّل تيِم لِيجلس حول الطاولةِ الصّخريّة حيث شطائر الأفوكادو المسيلة للعاَب تنتظره.

"هوي ياَل هذَا الطّعام!" يتعجّبُ عندماَ وجد كِلا ما طلبه؛ صدر الدّجاج و لحم التّوناَ.

"هذه خاَصّة تيِم" تحدّث باَرم و الذِي كاَن صديقاً جديدًا قابَلهُ يومَ التّوجيهِ الجاَمعيّ و الّذي أصبحَ صديِقاً مقرّباً له بسرعة، إضافةً إلى أنّ إبنُ صاحبَة المطعمِ هذاَ دائماَ ما يعدّ أكلاً منزلِياً شهيّا و جيدا جداً.

"و لمَن هذاَ؟" يشيِرُ تيِمْ إلى العلبَة الثّانية، يسأل لأنّ ماَناوْ كانت بالفعل تمضغُ شطيرتَهاَ دون اِنتظار أحدٍ حتّى.

"صحيح لمن هذا؟" تبتلعُ ماَناوْ آخر ما تبقّى من طعامِها لِتتغيّر ملامحهاَ "لذلك الشّخص أليسَ كذلك؟ ذلك الشّخص"

"أوهه"
يرفعُ تيِمْ حاجبَاه لِيُضيّق عيناَه بغيض

"أوه ماذا هاه!" يصرخُ بارم بِوجه محمرّ

Hemp Rope (arabic translation)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن