في اللّحظة الأخِيرة مُنقِذ

4.1K 37 19
                                    


" أين ؟ "
فرك عينيه بنعاس وهو ينظر لظهرها بينما ترتدي ثيابها وقد تأوّه لأنه نامَ على الأرض

" وقت العودة الآن انتهى المرح "
كانت تتحدّث بدون النظر لخلقته فراوده شعور سيء

" العودة إلى ماذا ؟ "
استقام ليلتقط سرواله الداخلي ويستر به نفسه ثمّ اتجه للثلاجة واستل منها زجاجة من الماء

" سأعود إلى منزل زوجي في النهاية لا مكان لي سوى هناك "

ابتلع ما بفمه ثم ابتسم ملتفتًا لها
" حظًا موفّق إذًا "

توقّفت عن ربط حزامها الأخير باستغراب
هل هذا هو نفسه الذي كان البارحة يردعها بكل قوّة عن الرجوع لزوجها لأنّه خائن؟ الآن هو لا يجد فرقًا ! هل ما في بالها صحيح؟

أكملت ارتداء ملابسها بتردد قائلة
" إذن ألن تعود لزوجتك ؟ "

التفت لها مبتسمًا دون إجابة
فردّت بعدما لاحظت سكوته

" أقصد أنا زوجي نائم في هذه الأثناء وخلال الليل لا أعتقد أنّه يفقد وجودي أما زوجتك لم تتصل حتى لهذا أسأل "

" لستُ متزوجًا "

توقفت ملتفتة له بعيون متسعة لا تصدق ما سمعته من ثغره ! غير متزوج؟ كيف هذا؟ لم تستطع حتى سؤاله شعرت بالغصّة تتغلّب عليها بشكل مؤذِ

هل كانت هي الرّخيصة والخائنة هنا؟
ظنت أنه كذلك يحتاج تنفسًا من زوجته لذلك سمحت له كيف يمكنه خداعها هكذا!

بل هي كيف يمكنها أن تكون غبية لهذه الدرجة !
كانت هي من استسلمت له وفي هذه الحالة كلّ الذنب وقع عليها هو ليس متزوج إذًا هي الخائنة والّتي أصبحت نسخة عن زوجِها فلا تفرق عنه بشيء كلاهما خائنان

صبرت طويلًا حتى يعود لها من جديد لكنّها الآن نسخة منه فعلًا طُبّقت المقولة الّتي تقول
" من عاشر قومًا أربعين يومًا صار منهم "
وقد صارت خائنة مثله إن عاتبته فستكون وضيعة لارتكابها ذات الإثم !
سحقًا للحظ العثر

لانت ملامحه السّاخرة عندما رأى الدموع تجتمع بمحجريها بقيت هُناك فقط بدموع رفضت النزول
تحدق به لوقت طويل هو كان يختنق من هذا الصّمت أراد الحديث وقول أي شيء يجعلها تذهب كما فعل مع غيرها لكنّه يجد في عينيها شيئًا يمنعه من الحديث لم يستطع معرفة ماهيته

" لمَ فعلتَ هذا؟ "
تكلمت أخيرًا ويا ليتها لم تفعل

فتبلك النّبرة المبحوحة والمجروحة بامكانه معرفة أن أي حرف آخر سيجعلها تجهش بالبكاء ولا ينقصه حقًا دراما زائدة في حياته !
هو سعيد لليلة الجامحة الّتي قضاها لا يريد طمس ذكراها بدراما مبتذلة صباحًا

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 29, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

HONEY حيث تعيش القصص. اكتشف الآن