عناد الهوى

الفصل الثاني

*في الجامعة .
سمر : يابنتي يلا بسرعة احنا اتاخرنا جوي بسببك .... خلينا نلحق قبل الدكتور ما يدخل ويبقي شكلنا زبالة ..... اوووف

حلا وهي تضحك على سمر وعصبيتها : اهدي ياختي شوية ، مش حكاية دي باقي خمس دقايق على المحاضرة ... وبعدين اهدي التعليم مش هيطير

سمر بغيظ : اموت واعرف جايبة برود الاعصاب ده من فين ، يا برودك يا شيخة
حلا لم تتمالك نفسها من الضحك على منظر سمر :يا بتي هتموتيني يخرب عقلك نصيبة .... يلا امشي يا دحيحة .
وهما وداخلين المحاضرة حلا تسمع صوت حد يينادي عليها ، فبتص وراها وتبتسم ابتسامة مشرقة
حلا : محمد ازيك ؟؟! عامل ايه ....

محمد وهو سعيد برؤيتها : انا تمام جدا طالما شوفتك .... وينظر اليها نظرات كلها حب وعشق
حلا وهي تنظر لاسفل من كثرة الخجل ولتداري ابتسامتها ، واذا بصوت يفصل عن نظراتهم

سمر : هوو يا عالم هنقضيها سبيل ومحن متخلص يا عم انت وهي خلينا نلحق المحاضرة ، بدل ما الواحد هيرجع من كتر المحن ده ، ايه يابوي ديه
حلا بغيظ وغضب : ابو شكلك بنت فصيلة ، غوري يا فقر قدامي
محمد بحرج : احمم انا هسيبك تلحقي المحاضرة ولما تخلصي كلميني
حلا : بابتسامة رقيق حاضر يا محمد
سمر بإشمئزاز وغيظ مما تراه : حاضر يا محمد... . الله يرحم الاسطا والشبح وشربت حجرين عالشيشة .
حلا بغضب : يلا ياختي طيرتي الواد ، عالله بس تفلحي يا غندورة ، اتزفتي خشي لما نشوف اخرة الدح ايه
سمر وهي تكاد تقع : متزقيش طه الله وتضحك على ملامح حلا الغاضبة
***************************
بينما في الوجه البحري .
ريم وهي تحاول ان تدخل الى مكتبها بدون ان يراها مديرها البغيض بالنسبة لها
ريم : يارب ما يقفشني يا رب ، يارب عدي اليوم ده على خير ان مش عايزة اخش السجن انا لسه صغيرة ، واذا بها تكاد تقترب من الوصول الى مكانها وابتسامة انتصار على وجهها ، ولكن الفرحة مبتكملش لانها سمعت اسمها على لسان ذلك البغيض
المدير  : آنسة ريم ، استني عندك
ريم وهي تكاد تبكي : اهئ اهئ اهئيي ، ليه كدة بس دا انا كنت خلاص هسجل جون يجي في العارضة ، وتستدير لترى سيد كرشة ، بابتسامة مصطنعة
استاذ سمير صباح الخير يا فندم ، وانا اقول المكتب نور ليه ،اتاري حضرتك فيه ، اتفضل يا فندم
المدير بغيظ من افعالها : حضرتك الشويتين دول تعمليهم على حد تاني ، انتي كل يوم بتتاخري وانا عطيتك تحذيرات كتير و مفيش فايدة ، كدة هضطر اخد معاكي اجراءات قانونية
ريم ببكاء كصطنع : اه يا فندم لو تعرف انا اتاخرت ليه هتعذرني ، حضرتك انا صديقة عمري ماتت امبارح ووالدتها ملهاش غير فكان لازم اروح اقف معاها ، و امبارح للاسف والدتها مستحملتش الخبر وجتلها سكتة قلبية ونقلوها على المستشفى وكان لازم اكون معاها لانها ملهاش قرايب ولا اي حد ... وتنظر الى مديرها من تحت لتحت ترى تأثره ... وتكمل في كذبتها ، وبعد كدة يا فندم اضطريت اقعد معاها لغاية ما تفوق .... ويدوبك روحت البيت غيرت هدومي وجيت على الشغل على طول حتى من غير ما افطر
المدير  بتأثر وحزن : خلاص يا آنسة متكمليش ، وربنا يجازيكي على فعل الخير ، و يلا اتفضلي على شغلك وخدي نص اليوم اجازة علشان تعرفي ترتاحي
ريم وهي تمسح دموعها المصطنعة : ميرسي لذوق حضرتك اوي يا فندم
المدير وهو يومئ لها وهو خارج : العفو
ريم : يس ، الله عليكي يابت يارورو وانتي فنانة كدة ، والله انا خسارة ازاي مبقاش ممثلة هما يعني احلى مني في ايه ، وتمشي بغرور وكبرياء مصطنع
ميار : عملتي ايه يا حيوانة
ريم : اووف خضتيني يا بنتي ، وهي ترجع شعرها للخلف ولا حاجة اداني نص اليوم اجازة علشان ارتاح ، وتضحك بانتصار .
ميار بغيظ من طيشها وافعالها الطفولية : اه منك انتي خليكي كدة لغاية ما في يوم يكتشف كل اكاذيبك
ريم : يا ستي فال الله ولا فالك ، ليه  السيرة الوحشة دي ، امشي ياختي خليني اشتغل علشان الحق اروح ، وتضحك
ميار بغيظ من افعالها : ربنا يهديكي
****************************
وفي تلك الشقة التي يطغو عليها الكبرياء والعناد والحب الخفي
مايا وهي تغلق باب الشقة خلفها : مساء الخير
امير باقتضاب : مساء النور ، حمدلله على السلامة يا هانم ، ما لسه بدري
مايا بارهاق وزهق : امير لو سمحت انا مش قادرة استحمل خناقك دلوقتي ، انا جاية تعبانة ومصداعة
امير بزعيق : ومين قلك اني عايز اتخانق حد قلك اني مجنون وبجر شكل وخلاص .
مايا بلا مبالاة : معرفش ، حضرتك تعرف اكتر ، عن اذنك بقا هروح اشوف ديجا .
امير وهو يجذبها بغضب اليه (ويفرغ بها كل كنايا صدره من الغضب الذي يحمله داخل لينتقم لمشاعره المجروحة  ) : ايه البرود اللي انتي فيه دا ، انا عمري ما شفت واحدة باردة ومستهترة في بيتها زيك ، ولا ترمي بنتها المريضة للدادة علشان معاها شغل ، ويكمل باستهزاء وياترى كنتي هتبقي كدة برضه مع حبيب القلب ، وبضيق وغضب انتي اكبر غلطة في حياتي انا ارتكبتها ولو رجع بيا الزمن عمري مفكر اعملها تاني .
مايا بصدمة شديدة مما سمعته من حبيب القلب والروح والدموع قد تجمعت بغزارة شديدة في عينيها.....فهو لا يعرف بانه حبيب القلب ومالكه... و تدفعه عنها وبصوت عالي : انا بكرهك  بكرهك يا امير ..... ابعد عني يا اخي .. طلقني انا مش هقدر اعيش معاك تاني ، انت انسان اناني وحيوان (ومع كل كلمة تتساقط الدموع من عينيها) وحق....ولكن لم تكملها بسبب تلك الشفاه القاسية التي منعت خروج الكلام من شفتيها ، واخذ يقسو عليها بقبلته ليعبر بها عن كم عذابه واشتياقه لها ، ولكن اصبحت قبلته هادئة وعميقة ليس كالبداية قاسية تعبر عن عذاب صاحبها وقسوته ، لا بل حانية وناعمة تعبر عن حبه وعشقه  لهذا المخلوق.......اما هي فكانت الصدمة حليفتها و لكن مع رقته تجاوبت معاه فهذه كانت اول لحظة يعيشون بها منذ زواجهم ويطلقون العنان لمشاعرهم في تلك القبلة ....فوضعت زراعيها حول عنقه لتقربه اليها اكثر لعل يتوقف الزمان بهما هنا ، ويفصل قبلتهما لكي تتمكن من التنفس نظرا لحاجتها بعد هذه الملحمة
مايا : اه
امير بسخرية وضحك وسعادة مما حدث فقد تجاوبت معه  : ... اه من بوسة امال لو جبنا اخ لديجا هتقولي ايه ؟!!  وينظر لها بوقاحة ويرقص لها حواجبه .
مايا وقد احمر وجهها من الخجل والغضب : انت انسان قليل الادب ، عيب يا استاذ الكلام ده عيبب
وبعدين ايه اللي عملته ده على فكرة ميصحش
امير وهو ينظر اليها بدهشة من كلامها : عيب وميصحش وقليل الادب كمان ، هو انا متجوز مين ، انا جوزك يا هبلة
مايا وهي تكتم ضحكتها وبغضب مصطنع : لو سمحت متستهزأش بكلامي ...ولكن تذكرت ما حدث منذ لحظة وعادت الى الضيق  وبعدين انا عايزة اطل...
وقبل ان تكملها كانت بين احضانه
امير بغضب : حسك عينك اسمعك بتقولي الكلمة دي تاني وتكرريها بينك وبين نفسك ، وبصوت عالي فاهمة
مايا بخوف مم ملامحه و تهديده : حاضر حاضر فاهمة ، مش مش ه ه هقول كدة تاني واخذت تتهته
امير وهو يكتم ضحكته من منظرها وخوفها ولكن شعر بالندم لما القاه على مسامعها من كلام جارح اذاه قبل ان يأذيها : ....انا اسف مكنش قصدي اقول كدة ، وضهما اليه بشدة سامحيني مش هتكرر تاني
مايا وهي مندهشة منه اهذا هو امير يعتذر لها ويطلب منها السماح ويضمها اليه هكذا ، وقد تغلب القلب على عقلها واراد الغفران له : .... بعدت عنه ونظرت الي عينيه بتمعن ، انا مسمحاك يا امير
امير هو ينظر اليها بعشق و تقرب مما جعلها تخجل وتحاول الفرار ......مايا : انا هروح اشوف ديجا واقيس حرارتها وفرت من امامه