الفصل الخامس

102 12 3
                                    

عندما يتجادل المحبون ينهزم الأكثر حباً ،وليس الأقل حجة .
"جبران خليل جبران"

جميع العلاقات تتضمن المشاكل والخلافات وحتى على الاشياء الصغيرة جداً وحتى أصدقها وأعمقها لانها تسمى علاقات انسانيه والإنسان بطبعه مخطيء وجل من لا يخطيء فكل شيء يتضمن نسبه من الأذى حتى وان كان سهواً او جهلاً وفي بعض الأحيان عمداً فعلى الانسان ان لا يرى نفسه بمنتهى النقاوة ابداً ،وان حدث خلاف لا يعني انها النهايه وانما اختبار فمنذ ان كنا صغاراً ونحن نمر بالاختبارات والمواقف ليتبين من الأوفى ،الاصدق ،الذي يحتمل ويصبر ،من يتفهم ومن سيرحل ، وقصه قيصر وأيڤ مرت بأختبارات ايظاً .
اذ بعد عودتهما من عطلتهما في الشمال بدأا بالتأقلم مع حياتهما الجديدة والتخطيط لمستقبلهما وكأن الحياة بدت اكثر جديه من ذي قبل والمسؤولية ازدادت ايظاً ولكن ماداما معاً كل شي سيكون اسهل وأجمل ،
اذ عاد كل منهما لعمله مباشرة ، أيڤ كان التغير عليها اكثر كون ان لديها الكثير من أعمال المنزل عندما تعود كما ان علاقتها مع والدة زوجها لم تكن جيدة في البدايه حتى وان لم تظهر والدته ذلك ولكن النساء تفهم على بعضها اكثر ،كون قيصر لم يتزوج البنت التي اختارتها هي ،فهذا الشيء أزلي ، نادراً ما تكون الام راضيه على اختيارات ابنها وتتمنى دائماً ان يتزوج باختيارها هي كما ان والدة وضعها مختلف اكثر لانه كل شيء بالنسبه لها وربما تغار او تخشى انه بحبه الكبير لأيڤ يبتعد عنها ، ولكن مع مرور الأيام استطاعت أيڤ بجمال قلبها ان تزيل تلك الحواجز بينهما بل قربته من والدته اكثر واكثر وباهتمامها اثبت لوالدته كم كانت مخطئة اتجاها ، لان أيڤ كانت تراها بعيني قيصر وتعلم كم يحب امه وبذلك أصبحت علاقة هاتين الامرأتين افضل وأفضل .

اعتادت أيڤ على منزلهم الجديد بعد فترة ليست بالقليلة فمهما كانت مرتاحة وسعيدة بمن تعيش معهم فسيبقى منزل والديها الأقرب لانه البيت الذي يحمل رائحتهما حبهما ،طفولتها وذكرياتها ، فليس من السهل الاعتياد بسهوله ،رغم ان منزل قيصر صغير ودافيء ايظاً واكثر مكان تحبه هو غرفتها وخصوصاً تلك الشرفة التي رتبها قيصر من اجلها قبل زواجهم لانها كانت تحب الشرفات وقد وضعت فيها مقاعد وزينتها بالزهور الطبيعيه والنباتات الخضراء ،اذ كانت اكثر مكان يجلسان فيه ويتكلما في كل شيء وهما بجانب بعض ،وأحياناً يطلب منها ان تغني له بينما هو يتكيء داخل حظنها بهدوء وكأنه يستريح من تعب طويل متخلصاً من كل همومه ،وأسعد لحظة بالنسبه لأيڤ عندما يرفع رأسه ويقول :
_أحبك يا فراشتي الصغيرة ، أيڤي انا .
لقد اكتفيا ببعضهما الى حد التوحد فعندما يكونان معاً ينسيان كل شيء ولكنهما يرتبان وقتهما ، ولا يهملان اصدقاءهم وعائلاتهم ابداً فقد احتفظا بعلاقاتهم الجميله مع الجميع كما هي .

اما بالنسبه للنقاط الذين اتفقا عليها من قبل قد نفذا الكثير منها وزادا عليها نقاطاً اخرى ،اذ قيصر اصبح يعد الفطور في ايّام العطل ،كما انه لا يذهب الى العمل قبل ان يقبلها وعندما يعود ايظاً ، اذ كانت تعرف كيف تجعله ينفذ ما تشاء بالحب والمشاركة فمثلاً تجعله يمشط شعرها لانه دائماً يطلب منها ان تبقيه مبلولاً لانه يحبه هكذا برائحته الطبيعيه من غير العطر الخاص بالشعر .
كان يتحمل كل جنونها وأساليبها الطفولية في بعض الأحيان وكانها ابنته الصغيرة في احيان وأمرأته الناضجة في احيان اخرى ، فكانت عندما يكون لديه مناوبه ليلية بالمستشفى تنام في غرفة والدته قيصر وأحياناً تقضيها في بيت اهلها لانها ببساطه تخاف النوم وحدها بالطابق الأعلى وربما اعتادت عليه لدرجة أصبحت تخاف الوحدة ولا تستطيع النوم بعمق الا بعد ان تتحسس أنفاسه بالقرب منها وهي تمس وجها وتضرب على انفها ورقبتها ، ومن اجل ذلك تعاقبه اذا عاد في وقت مبكر من الفجر فمن اجل ان تفتح له باب المنزل والاستيقاظ من النوم بأن يحملها الى الأعلى وهو يتمتم (((:
_عندما تتزوج مجنونه ،تضطر لفعل كل شيء ، وتصبح مجنوناً مثلها ايظاً.
فترد عليه :
_لا تتذمر وإلا لن افتح الباب في المناوبة القادمة ):

"فراشة قلبي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن