كان رأسي يؤلمني جدا و لم أشعر بشيء بعد ذلك الألم سوى ببعض الأصوات التي بدأت تتسلل إلى أذني ، أشعر و كأن جسدي محطم إلى قطع ، تأوهت بألم أحاول تحريك يداي و لكنه مؤلم ، رفعت جذعي إلى أعلى و بدأت عيناي تتأقلم مع الضوء الذي غزى الظلمة التي كنت أغرق بها .
أين انا ؟ إنها غرفة سوداء و بالتأكيد ليست غرفتي كنت لأظن أني بالمشفى أو ما شابه ، كان راسي يؤلمني فتحت عيناي بصعوبة ، كان الأمر غريب لما الجميع هنا و يحدق بي هكذا .!!
انتبهت لليد التي تربت بلطف على خدي ، أدرت راسي تزامن مع سماعي لذلك الاسم من شفتيه ليقول : أليسيا هل انتي بخير ؟
أغمضت عيناي بسبب الصداع الذي اجتاحني لتبدأ ذكريات ذلك اليوم تعود تدريجيا الي ، إلا أن ارتطام جسدي بحضن دافيء كان سبب في جعلي ارفع راسي اليها ، كانت دموعها لا تتوقف عن النزول و هي تمسك يداي تقبل كل جزء من وجهي ثم تقوم باحتضان مرة أخرى .
و لكن متى عادت تينا !! ألم تكن مسافرة لزيارة والدتها ؟ مهلا لحظة ربما هي معهم أيضا ، ربما كانت معهم من البداية ، لم يعد بإمكان الوثوق بأحد أي أحد .
ما أن امسكت بوجهي بين يديها حتى قالت و هي تمسح دموعها : ايس عزيزتي هل انتي بخير ؟ بماذا تشعرين؟
رفعت بصري إلى جوش و الذي كان يقف قريبا مني و هو ينظر لي ، كان الجميع هنا مايكل و ايثان و ذلك الفتى المزعج و حتى كريس ، أعدت نظري للذي لازال يحدق بي ، عقدت حاجباي باستنكار لتحديقه المطول بي دون أن يرفع له جفن ، ما الذي يفعله هنا على أية حال؟
شعرت بحرقة بسيطة على كتفي الأيسر ، رفعت يدي بعد أن أبعدت تينا لألتمس المكان ، لم و اللعنة شعرت بذلك !! لما أحسست بموجة من الكهرباء عبر تسري عبر جسدي إلا أنها لم تكن مؤلمة ابدا بل لطيفة إلى حد ما .
كنت أغرق في التفكير متناسية جميع الواقفين أمامي ، حتى صدح صوته قائلا : أليسيا هل يؤلمك ؟
رفعت بصري إليه لما هذه النبرة الحانية و الدافئة في صوته ، ما بال جيمس و لما يناديني بذلك الاسم .
اقترب هو قليلا لتبتعد تيتا مفسحة لهو المجال ، و ما أن فعل حتى رجعت للخلف و زمجرت قائلة : ما الذي تفعله ابتعد عني ؟
لا أعلم لما فعلت ذلك ! أعلم أنه لسبب ما لن يؤذيني و لكن انا لا اريد اقترابه الشديد مني ، توقفت يده الممتدة في المنتصف ، كانت نظرته التي ينظر لي بها مليئة بالحزن و الانكسار ، لما أشعر أنه يهمني أمره لما لما !!!!
همس قائلا : أليسيا صغيرتي !!
هذا يكفي حقا ، لست مستعدة بعد إلى هذا التغير الكبير في حياتي ، لم أعد أطيق سيل الأكاذيب التي يقولها الجميع ، حتى كريس يبدو أنه كان معهم منذ البداية .
أنت تقرأ
The Secret of Darkness
Fantasy"النفس لا تفقد شيئاً من مضمونها، لا يوجد شيء اسمه نسيان. كل إحساس وكل تجربة وكل خبرة وكل عاطفة مهما بلغت من الهوان والتفاهة لا تفنى ولا تستحدث، وكل أسرار قلوبنا ووجداننا غير قابلة للاندثار، كل ما في الأمر أنها تنطمس تحت سطح الوعي وتتراكم في عقلنا ال...