داخل شركة كبيرة ضخمة وفاخرة كل مافيها راقي والعاملين كأنهم خلية نحل لا يجرؤون عن التقاعس في العمل بسبب ذلك الوحش الذي يفتك بالجميع إن قصروا في شيء. فالخطأ عنده لا يسمح به .
/إيه اللي عملته ده يا مروان أنت اتجننت
صرخ مراد بحنق وهو يقف أمام مروان في أحد المكاتب الراقية
لينظر مروان ببرود
/عملت إيه ؟
جلس مراد مقابله وقال بجدية
/ مروان أنت عارف عملت إيه كويس . حرام عليك أخوك ذنبه إيه أنت بقيت قاسي كده ليه
مروان
/ أنا طول عمري كده
مراد
/ لا متكدبش انت من لما ابوك مات وبقيت كده ليه إيه هو السبب . ده انت روحك كانت في أخوك فاكر لما كنا صغار كنت تخانق وتزعق ع كل اللي بقرب منه أو بيئذيه تقوم انت دلوقتي تئذيه
مروان
/ ده أنا ومش هغير طبعي
مراد
/ ده مش أنت في حاجة عملت منك كده . ليه مكنتش قاسي كده زمان هاا
مروان بضيق
/ اقفل ع السيرة دي يا مراد أنا مش فايق
زفر مراد مخرجاً أنفاسه بهدوء واقترب حتى جلس بجانب مروان ورفع يده يربت على كتفه بحنان
/ مروان أنت مش بس صاحبي . أنت أخويا وكل حاجة ليا إحنا نعرف بعض بقالنا زماان أوي وعارفك وحافظك كويس . أنت مكنتش تخبي عني حاجة اشمعنا دلوقتي
مروان بابتسامة
/ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك . بس بجد مش هقدر أقولك
مراد بتأكيد
/ يبقى في حاجة عملت بيك كده صح
مروان
/ خلاص يا مراد بقولك مش قادر اتكلم
ابتسم مراد بتنهد
/ خلاص براحتك . بس خف شوية عليه حرام اللي بتعمله بيه . هو بحبك أوي يا مروان بس برضه هو لسا صغير ولو فضلت على معاملتك دي معاه هينفر منك وممكن يكرهك
نظر مروان إليه بتفاجؤ وعبوس وكأن الفكرة تلك لم ترق له ليقول مراد
/ أيوه زي م قولتلك . قولتلك هو لسا صغير هو كان متعلق بيك وبحبك بس تعاملك ده هبخليه بحاول يبعد عنك لأنك مش بتسببله غير الأذى . هو عايز منك حنان زي مان عايز تتقرب منه تحسسه انك بتحبه أنا مش مصدق انك بتكرهه اللي بحب مبيكرهش .
زفر مروان وأعاد رأيه للوراء بشرود
/ مليش في حياتي غيره . أمي ماتت وأبويا حصلها . أنا صح زعلت أوي من بابا أنه تجوز بعد موت أمي بس لما جه آدم حسيت إني عايز أشكره . ده حتى مرات أبويا رغم كرهها ليا حسيت اني بحبها أووي عشان جابتلي الهدية دي . لولا إن أبويا تجوز وجاب آدم كنت دلوقتي بعد موته وحيد مش هيفيدني كل الغنى والفلوس دي .
