قصة قصيرة📖☕🎼
بقلم الكاتبة نور
(همس القوافي )🎼^°^°^°^°^°^°^°^°^°^°^°^
بعنوان "الأشباح "حينما كنت صغيرة كانت اكثر مخاوفي هو مكان كنت اطلق عليه وكر الاشباح
انما بالواقع لم يكن للاشباح فعلاً... ومن فيه ليسوا باشباح
لكن عقلي الطفولي وتفكيري كان يخلق كل ذاك
هذا المكان يطلق عليه والدي المستشفى
ومن فيه اسمهم الاطباء ... كنت دائمة المرض
وابي يصطحبني معه الى ذالك المكان المرعب بالنسبة لي ... كان ابي يداوم على تكرار كلامه معي ويحاول اقناعي انه ليس بمكان للاشباح
والاطباء ليسوا اشرار كما اطلق عليهم
لكن هذه الفكرة قد رسخت برأسي
منذ ذلك اليوم الذي فقدت به أمي ... بذلك اليوم
سمعت والدي يقول لها
-يجب أن نذهب الى المستشفى ونستأصل سبب الالم
-لكنني يا ثروة لا أود الذهاب الى المستشفى-عزيزتي هوني عليك انها مجرد ساعات تكونين فيها تحت التخدير لن تحسي بشيء
شردت امي وهمست
-اخاف أن ارحل ابدا واترك ابنتي الصغيرة-لا تخافي ولا تنبسي بسوء يا جهينة ستتعافين تماما من علتك ومرضك سنكون سعداء بعدها
ابي كان يهون على أمي مصابها وروعها من المستشفى... أمي كانت تحس بأنها لن تنجو من هذا المكان لكن أبي يصر عليها بأنها لن تحس بشيء
حتى حان الموعد الذي ذهبت به امي الى تلك المستشفى أبي كان قد تركني عند عمتي رغم انني أردتُ أن يصطحبني معه
خوفاً على أمي من عدم الرجوع
ولانني رئيتها تعارض والدي ... الخوف كان واضح بعينيها لم اكن اعرف ماهذا المكان لصغر سني ولانني لا أدرك شيء
ثم انني لن ادرك سبب اصرار أبي على رحيلها ونصحها بعدم التردد فما دامت أمي خائفة فلم أبي يصرُ عليها؟!!
كثير من الاسئلة كانت تجوب برأسي ولكنني لم احصل على جواب
تركني والدي عند عمتي أنتظر القادم ... أنتظر عودة امي لألتجئ لأحضانها وتخدقني بعطفها
وحنانها
كنت أنتظر بفارغ الصبر عودتها لتقص عليه حكايها الجميلة ... التي سرعان ماتاخذني لعالم الاحلام وانا بين ذراعيها
طال الانتظار وطالت لهفتي. لكل ما مضى... طال رحيل أمي... رحلت أمي دون رجوع
ومن ذاك اليوم اتخذت المستشفى مكان للاشباح بالنسبة لي لانه المكان الذي قد اخذ مني دفئي وملاذيكانت امي تخبرني أن الاشباح يأخذون من نحب والاطباء قد اخذو أمي اذن هم الاشباح الذي كانوا بحكاياتها ...
كبرت ولم يزل خوفي من ذلك الطبيب
أبي قال لي عن مرض أمي وانه لا علاقة للاطباء بما يحصل ولا وجود للأشباح سوى بقصص الخيال وحكايات أمي خيالرغم انني كبرت الا أن الفكرة قد رسخت بعقلي ولن اصدق قول أبي... وحتى لو كان مايقوله صحيح ولا وجود للاشباح والاطباء ليسوا
بـ اشباح ... الا أنها حقيقة لا يمكن نكرانها أن رحيل أمي كان سببه الاطباءلذلك ها قد كبرت انا ولم يزل هاجسي من ذلك المكان ... عمتي كانت تنصحني بالمحافظة على صحتي لكي لا اظطر لرؤية الاشباح وكنت كذلك ... ولكن مالفائدة وأنا من خسرت امي منذ طفولتي
اخر كلمة كنت اذكرها من أمي ... «أنتبهي لنفسك جيدا يبنتي ولا تدعي الحزن يجعلك من الضعفاء»
جملة لم افهمها حتى كبرت وبدئت استوعب معنى كلامها
أنها الخسارة. التي تقوي عزيمتنا لا تهدم قوانا
فقدان من نحب ليس بالامر الهين ابداانه ليس بالامر الهين ولكنني هونته على نفسي صنعت من حزني قوتي
حتى لو كان ضعفي بوكر الاشباح الا انني لا اضعف على اي حال انها وصية اميعدت من سيل الذكريات المؤلمة ومسحت دموعي سمعت والدي يناديني
-سلافة يبنتينزلت ادراجي وأنا احتضنه قد طال سفره الى الدنمارك هذه المرة
-أبي اشتقت اليك لم لم تصطحبني معك
اطلق ضحكته وعانقني
-انها رحلة طويلة وشاقة عليك يبنتي
دعيني أريك ماقد احضرته لك من الدنمارك أحضرت كل ماتحبينأخذ أبي يريني بما قد أحضره في رحلته
نطقت بحزن
-احضرت كل شيء ولن تنسى ما احب ...
الا انك لن تحضر شيء واحد تعجز عن جلبه ليطئطئ برأسه وكانه فهم قولي
-لم تحضر اكثر من احب ... امي لانك عاجز عن ذلك من رحل لن يعودضمني أبي الى حضنه قائلا
-ليرحمها الله يبنتي لا تبكي عليها فتؤذيها بدمعك ابتسمي كي تسعد بك
فالموتى يشعرون باحباب قلوبهم
قلت:
-اهي حقيقة ام خرافة؟! مثل الاشباح
-بلا هي حقيقة يبنتي العزيزةاغمضت عيني وانا اخيل أمي وهي تراني سعيدة مع أبي ستكون هي ايضا سعيدة حتى لو لم تكن معنا سترتاح بين التراب
الفقد موجع في هذه الحياة
ولكنني على يقين أن لنا لقاء بدار اخرى وانا سألقى أمي مهما طال الفراق ....بقلم: #همس القوافي
نور