part 1

252 25 35
                                    

يا من أنا في هواهُ مُعذَّب
قلبي وكلّي في غرامِكَ ذائِب.

__________

فرنسا - الرابع عشر من نوفمبر، ١٩٦٢.

تختلس الشمس مكانها بين الغيوم فتنير عتمة الليلة الماضيه، مع بعض نسمات الهواء الباردة؛ استيقظتُ بصعوبة فَ قد عدتُ إلى المنزل متأخرًا ليلة أمس؛ كان عليّ العمل على مجموعة من الأوراق التي تخص شحنة الكتب القادمة، وحقيقةً لم أستطع النوم طوال الليل، أفكر في الخطوة التي سأقوم بها اليوم.

نهضت حتى أُوقِظ إبنتي من النوم، اليوم هو السبت حيث تذهب إلى تمرين البالية المفضل لها و لي بالمناسبه،
"آن، استيقظي صغيرتي"
وكالعادة، هي لم تستمع لي من أولِ مرة و لكني أعلم ما سوف يجعلها تقفز بِلحظه ..

"اليوم هو السبت، يوم درس الباليه، سوف أحضرُ لكِ الفطور حتى..-"
لم أُكمل كلامي إلا وهي واقفة أمامي بشعرها الأشقر المبعثر ووجنتيها الحمراوتين من النوم تفرك عينيها ثم نظرت لي بنظرات لامعه،
"حقًا اليوم هو السبت! هيا هيا لنذهب الآن"

"حسنًا حسنًا على رسلك، لكن أولًا عليكِ غسل وجهك وأسنانك لكي تتجهزي"
أردفت وأنا أحاول أن أوقفها عن سحبي، هي متحمسه كثيرًا ولكنها لا تعلم أنّي متحمس أكثر منها لهذا اليوم، فأنا أخطط له منذ شهرين وأتمنى أن ينجح.

"حسنًا ها نحن ذا إنتهينا، هيا بنا"
قلت وأنا أضع لها الطوق على خصلاتها المرتبه، خرجنا من المنزل بإتجاه السيارة ووضعت آن فيها ثم قدت إلىٰ أكاديمية تعليم البالية، و في طريقي توقفت بجانب المقهى وأخذت كوب قهوةٍ مثلجة ووضعت عليها رسالتي لليوم الأول، ناويًّا مصارحه معلمه آن أنّي معجبُ بها منذ فترة ..

منذ أن توفت والده آن عند ولادتها وأنا لم يدخل قلبي غير هذه المعلمة الحسناء؛ عينيها البندقيتان ووجنتيها التي انتشر عليها حبات من السكر وإبتسامتها المشرقه، رؤيتها تجعل قلبي ينبض بعنف ولا أستطيع سوا أن أبتسم ابتسامة بلهاء وأصافحها وانسحب، يتبارك يومي وقتها وأُكمل يومي براحة وصفاء، آه لو تعلمون كم أنتظر يوم السبت من كل أسبوع حتى يتسنى لي رؤيتها..أكاد أُجن.

---

   وصل إيدن وآن إلى أكاديميه تعليم البالية ودخلوا صالة الرقص، كانت إيليا معلمة الرقص مشغولة بالحديث مع أحد الأطفال لكن صياح آن ب"آنسه إيليا" قطع حديثها وجعلها تلتفت لتراها تركض نحوها بقدميها القصيرتين اللطيفتين لقصر قامتها

فتحت إيليا ذراعيها على وسعها لإستقبال الصغيرة التي أتت مسرعة،
"اوه حبيبتي أنتِ هنا بالفعل، صباح الخير"
قالت وهي تحتضنها بضيق،
"صباح الخير، آنستي"
أردفت آن بعدما أبتعدت عن معلمتها، قهقهة الأب في الخلف جعل إيليا ترفع نظرها له
"صباح الخير آنسه إيليا، أتمنى أن هذه الشقية لم تقم بإزعاجك"
قال إيدن وهو يبتسم تجاهها
" بالعكس فأنا أحبها جدًا هي لطيفة"

Le lettre et toi حيث تعيش القصص. اكتشف الآن