الشِّتَاءَ.. هَوَاءُهُ بَارِدٌ، هُدُوءَهُ رَقيقٌ، لَيْلَهُ طَوِيلِ، وَضَوْءةُ خَافِتٌ... أَجْمَلَ وَقْتُ فِي السَّنَةِ..
هُوَ الشَّيْءُ الْوَحِيدُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ الانتظار كُلَّ سنه.. هَذِهِ الْأَجْوَاءِ جَمِيلَةَ، وَأَجْمَلَهَا هُدُوء اللَّيْل..
أَقِفُ فِي حديقة مَنْزِلِيَّ بَيْنَمَا عَيْنَاي مُصَوِّبَهُ عَلَى حَبيبَاتِ الثَّلْجِ المتساقطة مِنَ السَّمَاءِ.. " كِريسّتالاتْ بَرَاقَة "
أَرْتَدِي مِعْطَفًا خَفِيفَا بَيْنَمَا يُحِيطُ عُنْقِيُّ وِشَاحِ أحْمَرِ ثَقِيلِ يُغَطِّي نِصْفُ وَجِهِيّ..
أَعَشِقَ هَذَا الْمَكَانُ.. حِينَ تَتْلُوَنَّ حَديقَةُ مَنْزِلِي وَتَكْتَسِي بِاللَّوْنِ الْأَبْيَضِ
" بُنيَ " صَوْتٌ أَبِي قَاطَعَنِي رَجُلُ بنهاية عَقَدَهُ الْخُمُسُونَ، لِأَسْتَدِيرُ لَهُ بِبُطْءٍ وَأُشِيرُ إِلَى السَّمَاءِ لِيَنْظُرُ هُوَ بُدورُهُ إِلَيْهَا
" لِقَدَّ هِطْلُ الثَّلْجِ!.. أعْتقدت أَنَّهُ لَنْ يَهْطِلَ إِلَّا بَعْدَ اسبوع مِنَ الْيَوْمِ"
" أَنَّهُ جَمِيل " عَيْنَاي تَأْبَى النَّظَرُ لِشَيْءٍ عَدَاهُ..
عَيْنَاي أسْتمرت بِالْمَعَانٍ لِرُؤْيَتِهِ..
إِذَا ماكنت أَرَغَّبَ بِشَيْءِ الأن فَهُوَ أَنْ يَسْتَمِرَّ الشِّتَاءُ إِلَى الْأبَدِ!
أَطُلْتُ بِتَحْدِيقِيٍّ لِسَمَاءِ مُلَاحِظًا لابتسامه وَالِدِيَّ الدافئة الموجهة نَحوَِي هُوَ زُفَرُ الْهَوَاءِ قَلِيلَا لِيُرْدِفُ بَعْدَهَا
" هَلْ حَقَّا سَتُسَافِرُ غَدًا بُنِّيٌّ ؟" هَمْهَمَهُ صَغِيرَهُ خَرَجَتْ مَنْ ثُغْرِيُّ بَيْنَمَا مَازِلْتُ عَلَى وَضْعِيَّتِي
" حُسْنًا.. لِقَدَّ كَبَّرَتْ كَثِيرَا وماعدت أَسْتَطِيعُ أَنْ أُمَنِّعَكَ بُنِّيٌّ.. لَكِنِيّ سَأَشْتَاقُ لَكَ فِعْلَا"
" سَأَشْتَاقُ لِرُؤْيَتِهِ هَذَا الْمَنْظَرِ"
" هِي !!! مَاذَا عَنْ وَالِدِكَ !! هاه!" نَظَرَتْ لَهُ بِتَعَجُّبِ لِأَعِي مَا قلَتَهُ قَبْلَ قَلِيلُ وَتَبْدَأُ أَصْوَاتُ ضَحْكَتِنَا فِي التعالي
" أهْ قَلْبِيٌّ لَمْ أَعْتَقِدْ أَنَّكَ لَنْ تَشْتَاقَ لِي"
أنت تقرأ
كَلِمتَانْ || or not !!
Tajemnica / Thriller" إذًا كيّفَ تَشّعُر ؟ " " كمُتَهم يّتِم إعدَامهُ وَهوَ بَريّء وَ لا أحَد يّعلم ذَلك سِوَاه, هكذَا هُوَ شُّعُوريْ .. " " أنتَ تَعلم أنَه لَن يَّكونْ كما تَتَخَيّله يّومًا .. إذًا لِما مَازلت مُصِرًا عَليّه ؟ " " لأنَ بّصِيّصْ أملٍ صِغِّير دَاخ...