°• شَتَاتُ نَفْسٍ •°

26 2 0
                                    


كان الجو ممطرا شديد البرودة و الشمس محاصرة بين السحب و الغيوم للأسف لم تستطع نشر أشعتها الدافئة الممتلئة أملا ،بالنسبة لبعض كان ذلك الجو نذير شؤم أما لها
فهو أجمل أيام الأسبوع كاملة .

ذلك المعطف الأسود و الكوفية التي إلتفت حول عنقها
في محاولة لتدفئة جسمها هي منزعجة قليلا من ألم كتفها
ما كان يعلم أن صناديق الأدوية ستكون بذلك الثقل عليها أن تحتمل قليلا من أجل السيدة 'هوانغ' لا يصح أن تبذر المال من أجل إحضار عامل كي يحمل الصناديق يكفي تكلفة الشحن
أسرعت بخطاها ما إن رأت ساعي البريد يضع الظرف في صندوقها

" نهارك سعيد سيدي"

ألقت التحية على الرجل العجوز الذي اعتاد على توصيل البريد في هذا الحي و خاصة رسائل غاليها لكن نظرته تلك أثارت حيرتها .... ربما بسبب الطقس

" أتمنى أن يكون نهارك كذلك صغيرتي"

إنحنى لها ساعي البريد ذاك تاركا إياها مع ظرفها

"سيكون من الأفضل لسوهو أن يكون قد أرفق له بعض الصور لن أسامحه هذه المرة غلاف أصفر ... هل هذه برقية حرب ... مزحة لطيفة منك "

باشرت بفتح الرسالة المنتظرة ،تزداد اتساع ابتسامتها شيئا فشيئا إلى أن توقفت ...قد تسمرت مكانها وكأن خنجرا قد غرز بها و هي كذلك أجل هناك طعنة عميقة تكاد تصل بل وصلت إلى قلبها

تساقطت الأمطار بغزارة، وكأن السماء تشارك ييريم دموعها في تلك اللحظة. تجمدت في مكانها، وأصبحت كلمات الرسالة تتردد في عقلها وكأنها صوت بعيد يناديها من أعماق الهاوية. غمرت عينيها نظرة الذهول، وهي تتنقل بين السطور بخوفٍ لا يوصف، ترى اسم سوهو وقد ارتبط بتلك الفاجعة.

ارتجفت يديها وارتخت قوة قدميها، شعرت ببرودة تجتاح جسمها كأن روحها تفر منها. حملتها الرياح الباردة وكأنها تقذفها في دوامة من الألم والعدم. تفجرت مشاعرها كأنها بركان خامد أفاق فجأة من سباته الطويل. لم تستطع أن تستوعب الكلمات، "سوهو... فقد أثر انقلاب قارب البعثة... المحيط".

انحنت برأسها، ونزلت دموعها بحرارة كأنها تتحدى برودة الطقس. حاولت أن تستجمع أنفاسها، لكن شعور الفقد كان أقوى من أي محاولات، كأنما قد انقطع جزء من قلبها. ارتجفت شفتيها وهي تحاول النطق، لكنها كانت عاجزة عن التعبير، لم تكن الكلمات تكفي لوصف هذه اللحظة المروعة.

في تلك اللحظة، كان العالم كله يبدو بلا معنى. أصوات الرياح، وقع الأمطار، حتى ألم كتفها... كل ذلك تلاشى أمام صدمة الفاجعة التي أصابت قلبها بدقة متناهية. تمنت لو أنها تستفيق من هذا الكابوس، لكن الواقع كان أشد قسوة، وجعلها تشعر بمرارة لم تعرفها من قبل. كانت تطوق إلى حضنٍ دافئ، كلمة طمأنينة، أي شيء يبدد هذا السواد الكامن في قلبها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 31 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أَحْزَانُ اَلْقَمَر |P.CYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن