8_مشاريع الشياطين "2"

5.9K 256 13
                                    

فتحت عينيها على صوت كسرٍ قوي لتنهض عن السرير بقوة، تقدمت نحو الباب و هي تسمع صوت التكسير بكل مكان قبل صوت أحدهم و هو ينادي
- هاااي ويس بوند! أين أنت يا جروي الصغير؟
سمعت هذه الصيحة لتتسارع أنفاسها و نبضات قلبها على حدٍ سواء فتراجعت إلى الخلف و هي تحاول عدم تصديق الأمر
- لا...ليس هو...مستحيل...لا...يا إلاهي لا!
إرتطم جسد لونا الراجف بالسرير ليُصدر صوت أشبه بالضغط على الخشب القديم و ما إن سمعه دولف حتى
طلب من رافر فحص العلية بسرعة

أفاقها من حالة صدمتها صوت ضربةٍ قويةٍ قريبةٍ منها ليتبع ذلك صوت خطواتٍ مرعبة سمعت بعدها مجددًا صوت فتح بابٍ بقوة لكن هذه المرة كان أقرب فأدركت أنه يقترب من باب غرفتها و قد حان الوقت لتتحركَ و إلا ستموت أبشع ميتة

رمقت لونا جانبي الغرفة لتشد الخزانة إنتباهها، إنها المكان الوحيد الذي سيُخفيها

إقترب الصوت أكثر فتحركت بصمتٍ نحوها، فتحت بابها ببطءٍ و دخلت لتغلق الباب تزامنًا مع فتح رافر لباب الغرفة المجاورة بقوة لتضع لونا يديها على فمها و أنفها لحبس صوت أنفاسها و صدى خطواته يخترق مسامعها

فُتح باب الغرفة بقوةٍ ليبدأ الذعر يغزو جسدها، نظرت من ذلك الشق الصغير لترى أرجله و حقًا أحست بالدم يتجمد في عروقها و نبضات قلبها تتسارع حتى ظنت أنه سيتوقف، أحست بكتلة ضغطٍ هائل على عقلها
أغمضت عينيها عندما شعرت بدوارٍ غريب يجتاحها، ساد صمتٌ قاتل لدرجة أنها كانت تخال صوت نبضها صاخبًا للغاية و تمنت لو ينقص قليلًا، ضل الوضع على حاله لمدة رغم قصرها إلا أنه بدت طويلة للغاية لكليهما

•••

تعالت ضحكات جارد تحت نظرات مايا المستغربة لذا علقت بإنزعاج
- أقلتُ نكتة لكي تضحك بهذا الصخب؟!
توقف قليلًا عن الضحك قبل أن يعود للضحك مجددًا و حقًا كان يستفز الموجودين بصوته
- آه يا إدوارد آه! كم أشعر بالحزن لك، من يتوقع أن إبنتك المسكينة لا تعرف شيئًا يدعى بتعديل الصور!
- ليس تعديلًا، الصور حقيقية!
دافعت مايا عن نفسها فقلب جارد بصره إليها
- بلى هو كذلك عزيزتي، أعني بحقكِ مايا إستعملي عقلكِ بدل مؤخرتك هذه الليلة و فكري، لِما قد يصورني أحد و أنا مع إحداهن؟! لا سبَبَ لفعله ذلك فلا أحد يعلم بزواجنا من الأساس وأنا لا أكشف عن شخصيتي إن زرتُ حانة و أيضًا قالت أنها عاملةٌ في بيت دعارة، كيف ستُحضر صورًا كتلك، كيف؟
عضت مايا شفتها بقهر بعدما شعرت بأن جارد تغلب عليها بالنقاش لكنها تعلمت درسها و لن تخطئ ثانيةً
- تعديلًا كان أو لم يكن، أنا لم أعد أريدك، أريد الطلاق
ردت بكل جرأة و هي تنظر في عينيه بتحدي فسأل بهدوءٍ يخفي به ضيقه
- تريدين ماذا؟
- الإنفصال! -قالت بصرامة ثم أكملت بإهانة- جربتُ معكَ الحب لكنك مع الأسف لا تستحق ذرةً منه فأنت مجرد كلبٍ ضال عثر على شريحة لحم بعدما كان يشارك الخنازير في أكلهم لذا نحن منفصلان رسميًا ولا تهمني رغبتكَ فأنا لا أعتبر نفسي زوجتك بعد الآن!
كانت كلماتها قاسيةً على جارد و حقًا جرحت قلبه لكنه أبدًا لن يرضخ له لذا مد يده و أمسك ذقنها بوحشية
- يا سافلة! لن أسمح لكِ بإهانتي حتى لو كنتِ الزعيم بذات نفسه لذا إسمعي جيدًا ما سأقوله، لطلما كنتم أنتم
...أعني، أنتن، أجل، لطالما كنتن أنتن الفتيات مثل سيجارتي، أستغلكن كما أشاء ثم أدعسكن برجلي و بما أنكِ مُصِرَةٌ على كوني خائن فدعيني أبشركِ أني أملك في منزلي رهينةً تبلغ الثالثة عشر من عمرها، سأجعلها امرأةً لي فقط لتعيشي طوال حياتكِ بحرقة أن زوجك أُخِد منكِ على يد فتاة لم يبرز صدرها بعد، هذا أولًا، أما ثانيًا فأنتِ طليقتي رسميًا، و ثالثًا يا جميلتي الحلوة، حتى لو قلتِ عني كلبًا ضالًا فسأضل رجل مافيا أما أنتِ يا سكرتي فقد أفقدتكِ أهم ما تملكين و الآن ها أنا أرميكِ ككتلة اللحم المعفن إلى والدك، مجرد عاهرةٍ إستمتعتُ بجسدها قليلًا
صَدَقَ من قال أن وَقْعَ الكلمات أشد من وقع السيوف فتلك الكلمات كانت صادمةً للجميع دون إستثناء ناهيك عن مايا التي تمنت الموت في تلك اللحظة

Mafia's inferno _الجزء الأول_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن