النحت بابٌ يُلحِقه اللغويون بفِقه اللغة، ولكلٍّ من مَشهوري اللغويين رأيٌ فيه. فمن رأي السيوطي مثلًا أنَّ مَعرفته من اللوازم، وعرَّفه ابن فارس في كتابه فِقه اللغة، فقال: «إن العرَب تنحِتُ من كلِمَتَين كلمةً واحدة.» وهو جِنس من الاختصار، واستشهد بقول الخليل:
أقول لها ودَمْع العين جار
ٍألم يُحزِنك حَيْعَلَةُ المُناديوالحَيْعَلةُ من قولك: «حيَّ على.»
قال ابن فارس: «وهذا مذهبُنا في أنَّ الأشياء الزائدة على ثلاثة أحرُف فأكثرها منحوت، مثل قول العرب للرجل الشديد: ضبطر، من ضبط وضبر،
ومن قولهم: صهصلق، أنه من صهل وصلق، وفي الصلدم أنه من الصلد والصدم.»سأل الشيخ أبو الفتح ابن عيسى الملطيُّ النحويُّ، الظهيرَ الفارسيَّ عمَّا وقَع من ألفاظ العرَب على مِثال شقحطب، فقال: هذا يُسمَّى من كلام العرَب المنحوت، ومعناه أنَّ الكلمة منحوتة من كلِمَتَين كما ينحِت النجار خشبَتَين يَجعلهما واحدة
. فشقحطب منحوتة من «شقد وحطب»