لماذا قَالَ تَعَالى: ﴿ وَقَالَ نِسْوَةٌ ﴾، ولمْ يَقُلْ: ( وَقَالَت نِسْوَةٌ ) ؟
ولماذا قَالَ: ﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ﴾ ولَمْ يَقُلْ تَعَالى: ( قَالَ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ) ؟الجــوَابُ:
يُغَلَّبُ التَّذكيرُ إذا كانَ المقْصُودُ بالجمْعِ قِلَّةُ العَدَدِ؛ كَمَا في قَوْلهِ تَعَالى ﴿ وَقَالَ نِسْوَةٌ ﴾ ؛ لأنَّ المتَكلِّمَات في حَقِّ امْرَأَةِ العَزِيزِ آنَذاك ( قِلَّةٌ ) مِنَ النِّسَاءِ ( الطَّبَقَةُ المُخْمَلِيَّةُ )؛ وهُوَ على تَقْدِيْرِ: وَقَالَ ( جَمْعٌ مِن ) نِسْوَةٍ.
ويُغَلَّبُ التَّأنِيْثُ إذا كانَ المُرَادُ مِنَ الجَمْعِ كَثْرةٌ في العَدَدِ؛ لأنَّهُ يَكونُ عَلى تَقْديرِ ( جَمَاعَة )؛ كَمَا في قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ﴾ ؛ وهُوَ عَلى تَقْدِيرِ: قَالَتْ ( جَمَاعَةُ ) الأعْرَابِ، إشَارَةٌ إلى كَثْرَةِ عَدَدِ القَائِلينَ....