22 : [تظنُني ميتًا]

1.7K 121 12
                                    


عندما تحلُ لحظات من الصمت المميت تدلُ علي مدي غرابة الأمر او مدي الصدمة منه تشعُر الضحية في هذه الحالة بأنها مُذنبة حقا....

كما ذلك الهدوءِ الذي يطلَقُ عليه 'هدوء ما قبل العاصفة' قد اكتسح الأجواء مُضيفًا التوتر لكلاً منهما...

قاتلة ؟ وهل يُمكننا دعوة ملاك يوما ما بـ قاتلة ؟

فغُر فاهي بخفة كذا توسعت عيناي..جُل ما استطعتُ فعله هو الصمت.....اجل لم املك جوابا لكلامها كما لو تم اذابة الكلمات من علي فمي في هذه اللحظة!

"اعرف....من الممكن ان تكرهُني بسبب هذا ولكن ولكن...لا بأس..انتَ لك الحق في ذلك... "

قطعت هي جدار الصمتُ بصوتُها المهزوز بعدما فاضت دموعها.....

كانت تشدُ علي عناقي من الجانب مريحةً رأسُها علي كتفي بينما تتشبثُ يدها بطرف قميصي وانا بدوري ربتُ بلطف علي خصلات شعرها مطمئنا اياها..

لقد وعدتُها انني سأكون بجانبها دائما وسأفعلُ ذلك مهما حدث..استطيع الشعور برجفة جسدها مما ادي لإكتساح القلق مساحة من وجهي...

"جاورا...اهدئي لا تخافي من شئ ما دمتُ معكِ صغيرتي..."

رميتُ كلماتي عليها بهدوء علّي استطيع التخفيف عنها قليلا ثم ازحتُ وجهها عن كتفي لتتقابل عيناي مع خاصتها الممتلئة بالدموع...

بدت نظراتُها كا لو انها تحمل الكثير من الأسرار المخبئة ورائها...منذ الوهلة الأولي التي رأيتُها بها ادركتُ انها شخصية غامضة يصعُب فهمها...

كل ما ارادتُه كان شخصا ما يتفهمُها ويتفهم مشاعرها المرهقة منذ زمن........شخصا تحكي له اسرارها تلك...شخصا تشكي له بما يثقُل قلبها...

هذا ما استنتجته كلما اقتربتُ اكثر من حياتُها....كلما احببتُها وازداد عشقي لها ازداد اهتمامي بها وبالتالي استطعتُ فهم مشاعرها المبهمة تلك التي اراهن بأنها ذاتها لا تستطيع التعبير عنها....

هكذا هي جاورا صغيرتي...كتلة من الجمال تحيط بها هالة من الغموض...حتي منذ طفولتَها....

لذا حان الوقُت لأعطي لها كامل الفرصة في ان تخبرُني بأسرارِها المكبُوتة بداخلها حتي ولو كانت عبارة عن ذكريات مظلمة...كي يرتاح بالُها و تُزال همومها....

كي تشعر بذلك الثقل ينزاح عن قلبها... !

"لا تقلقي جاورا......اخبريني بما يجول بخاطركِ...اجعليني صندوق اسرارك من الآن كما جعلتيني مصدرُ امانِك...سأكون كل شئ بالنسبة اليكِ..."

 (مكتمـلة) انـا لسـت لـك| KTH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن