••4••

203 10 0
                                    

"صباح الخير شي-تشان"

رفع المتكور بزاويه الزقاق رأسه بعد سماع إسمه من صوت مُحبب لقلبه، لتتسع إبتسامته و ينقض حاضنًا الآخر الذي تفاجىء للحظات لكنه سرعان ما حاوط الصغير مُدرِكًا بأنه طفل سيتعلق بأيًا من يساعده..

"لقد تاخرت اليوم."

زم شفتيه بعبوس ليقرص ناتسوسا وجنتيه بقوه مُخلِفًا إحمرارًا واضحًا و زياده عبوس الصغير، ليقهقه بخفت قبل أن يبرر

"انا آسف، انشغلت ببعض الاعمال."

و هو لم يكذب، فالبطبع.. ظهره يحرقه من جلدات امس ، حاول قدر الإمكان أن يوّفي ما يفيض عن المبلغ الذي يطلبه سيده ليوفر لشينو حاجياته ، و يرحم ظهره من آلآمه،

لكن ذلك لم يُدم طويلًا، فقد تفطرت قدماه و هو يحاول مع الأشخاص الذين يتجاهلونه ببساطه ، ليجمع ما يزيد عن العشرون جنيهًا -مبلغ اليوم- بخمس جنيهات ، وهو يعلم بأنها لن توفي حق فطيره شينو اليوم ، ليبتسم بيأس على قِله ضرباته و ليس عدمِها.

أمامه شينو يأكل بإستمتاع و ذلك كان كافٍ بالنسبه له، بـ بسمه هذا الصغير ينسى كل شيء .. ينسى ما قد يتلقاه من عقاب ، ينسى ما حل به ليصل لهذه النقطه ، ينسى حياته مع والده التي بالنسبه للتي يعيشها الآن فهي في قمه الرفاهيه..

كل شيء، كل شيء قد عكر صفو مزاجه او آلم قلبه على حاله يمحيها الطفل العجيب بوسوع شفتيه لتظهر مُنجِدَةُ ناتسوسا،

لا يشعر به إلا و شينو يقترب من وجهه بعلامات قلق و حزن ، يتلمس دموعه التي لم يشعر بسقوطها فعليًا

"هل أنت بخير ناتسو؟ لِمَ تبكي؟ هل تتألم هنا ؟"

أشار حيث محل قلبه ليسحبه الأخير لعناقه سريعًا ، لا يفوّت لحظه أن يُفرِغ ما به في صدر صغير صاحبه لا يفقه شيئًا، و لا يفهم كم هو ذا تأثير كبير عليه..

إستمر في البكاء لمهله صغيره حتى لا يُرعِب الأصغر عليه ، لتُرسم بسمه تلقائيه هادئه تُناقض غماره سعادتها على شفاهه حال ما فكر في 'يُرعِب الأصغر عليه.'

هل فكر احدهم في دموعه قِبلًا؟ لم يشعر يومًا بذاك الذي 'سأهتم بنفسي حتى لا يقلق علي' 'سأبقى قويًا ليفتخر بي' 'لن أبكي حتى لا يخاف علي.'

وجد "رفيق روحه" في هذا الصغير ذو الست اعوام، و رغم أنه يصغره سِنًا و هو من يعتني به هنا ، إلا أنه يستمد منه القوه بشكلٍ عجيب .. ليبتسم مُجددًا و معه إبتسم قلبه، هذا نِتاج صبرِه على ما يبدو.

"امم ناتسو؟ هل يمكنني أن أسألك سؤالًا؟"

ظهر صوته اللطيف ليقطع عليه لحظات شروده، فينظر نحوه بإبتسامه كبيره و يمسد شعره كـ رد بسيط بالموافقه،

"اين تعيش ؟ أ-أعني عندما تتركني تذهب لمنزلك؟ حيث ينتظرك أمك و أباك ؟"

سؤاله قد فيّض مشاعره التي كتمها للتو، 'حيث ينتظرك أمك و أباك.' هذا الطفل يجيد إنتقاء الكلمات حقًا، رغم أنها بسيطه و تليق لمن هم بعمره ، لكنها ذات وقعٍ كبير على الآخير.

CID••حيث تعيش القصص. اكتشف الآن