𝒎𝒆𝒎𝒐𝒓𝒚1

171 20 13
                                    

في أحد الأيام المتربه ، الطقس سيء جداً ، غاضب
كأنه شخص طرد من العمل بعد ما عاناه لكي يجد هذا العمل ، فجاءَ الوقْتُ ليثور على ربه عملِه ، لم تكن الشمس تضحك أصابها العبوس ، الأشجار تطلق صوت أستغاثه ، الصخب يسود المكان ،كل شيء كان يشير ألى نذير الشؤؤم ، الثامن والعشرين من أغسطس ، أغسطس المجرم ، أرتكب بحقي جريمه لم أغفر له مادمتُ حياً ، الساعه الحاديه عشر صباحاً كُنتُ جالساً معَ أصدقائي في شارعُنا ، كأننا سربٌ من الطيور على سلك كهربائي ، كانت البيوت مرتبه تشبه لعبه الدومينو ، كان عمري في ذلِك الوقتُ ثلاثه عشر سنه

فجأةٌ !!رأيتُ بوابة بيتنا تفتح بطريقه جنونية ،
تشبه باب سباق الخيل ، تفتح لينطلِق منها الفارس جامحاً ،  شاهدتُ أمي الصارخه !!، مصفرة الوجه كالزبدة ،  مقشرة الشفتان ، مثل ✍︎ التائهه في صحراءٍ عريضه  ، تكادُ أعينها تخرج من رأسها ، مبحوحه الصوت حافيه القدمين ، تركض وهي تلهث وتبكي بكاء الأطفال ، أخذت مني الصدمه مأخذها ، أمتلئت نفسي بعلامات التعجب !!

سرحت لِ ثواني لكي أستوعب الموقف ذهب ذهني بعيداً لا أعرف إلى أين ، لا أعرف كيف علي مواجهه هكذا منظر  أصابتني رهبه يائِسة شَعَرتُ بالفراغ والرعب .

يا ترى ماهوَ الشيء الكبير الذي دفعَ أمي للخروج بهذِه الشاكله ؟
نهضت مسرعاً كأنني كرة حديديه سقطت من هاويه
، هرعت نحوها ، كانت المسافه بيني وبينها لم تكن سوى أمتار قليله ، لكن كم كانت طويله حينها ....كم كانت طويله ، قدمي ترتعش من ذهول المنظر ، لاشيء يسعفني حينها ؟، طغى اللون النحاسي على شفتاي ، كان الذي قد نخر رأسي كأنهُ رمحٌ في جمجمتي ، أين أبي ؟ هل سيرضى بمظهر أمي هكذا ؟ قلت لها بصووت عالي وخشن مصحوب بنبرة خوف وهلع ;

ــ أمي ماذا حل بِكِ ؟ لماذا أنتِ هكذا سوف يراكِ أبي ،لن يسامحني لأني جعلت محبوبته تخرج بهكذا صورة محطمة ، مشتته .

أجابتني بصرخه مدوية كأنها أنفجار دمر فؤادي بالكامل :

ــ بُني .....لقد مات أبااااك ...!!!
أصابني شيء من السكون الحذر ، وخز  قلبي بالسكين اصبحت لاأحس بالناس كأنني تجمدت
، شفتاي ترتعش ،مضطربه لم تكن هادئه كأنها تسخن لتطلق عنانها ، عيناي بدأت بالرقص اخذت تصعد وتنزل  ، حتى أمتلئن بدموع ترفض النزول ، تنتظر أمراً لكي تثور بكامل قوتها ، يرتعش شعر رأسي ، كل شيءٍ كان جاهزا للأنهيار ، بدى الظلام في عيناي ، يرتعد جسدي كله خوفاً صعقني الرعب وكأنه برقٌ أصاب قلبي ، دقاته تتسارع بجنون ، ضللت في مكاني مرتعداً مثل المقيد ألى الأرض ، أصبح الصوت بعيداً عني مثل الذي يعزل في غرفه نحاسيه ذات نوافذ مصنوعه من الزجاج .

لم أكن أميز الأصوات التي تتزاحم في تجويف أذني، أسمع فقط مقتطفات مبعثرة من الأصوات ، بالرغم من قربها مني لم أتمكن من البكاء لشدة ذعري وحزني عدتُ ألي الحياه فجأه ....!!! كنتُ في غيبوبه قصيرة ، كانت أمي قد ذبلت وجلست في منتصف الطريق لا تقوى على النهوض تشبه الوردة التي قطعت من الحقل ورميت .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 18, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مذكراتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن