||01||

90 9 74
                                    


بيكهيون :

الحَياة، بالنّسبة لي فَقط شيءٌ علَينا التَّماشي معَه، لوحةٌ بَيضاء لكلّ شخصٍ حريّة الرّسم علَيها بريشةٍ وألوانٍ مُختلفة تُثبتُ افكَاره ومُعتقداته الّتي اقتَنع بِها

في بادئ عُمرك سَتقودُكَ افكَار والِديك وتَملئ لوحتك بخطوطٍ تمشي عليها ولَكِن إن تمردّت وأرَدت إثباتَ ذاتِكَ ستُحرّف حُدودَهُم وتُكملُها بِما تشاء وتَبتغي
وانَا مثل أي شَخص آخر رُسِمت لي خطواتٍ مُلِأت بالدّلال مع بعضِ التشدّدات

ولكِن عندَ بلوغي تَجاوزتُ التّمرّد بأشواط ومسحتُ حدودهُم عن بُكرة أبيها ومسكتُ ريشَتي وغطّستُها بِلون العبَث لأرسم مَسيرة عيشي بأناملي دون إهتمامٍ بِمَن حَولي وهذا مَا أنا لَن أندَم علَيه
سأعيش مرّة واحدة ولَن أسمح لفرصَتي أن تذهبَ دون استِغلالها
 

                       .....................

وان تكون الإبن الأصغر لِمالِك شركة اتصالات شهيرة، وتَملِك قوّة اقتصادية هائلة لَهُوَ امرٌ تملأه الرّوعة في كافّة جوانبه، فَستعيش حياتك والجنون حليفك، لا يَنخُر تفكيرك سِوى مع مَن سَتصرف خُلعَكَ اليوم وأين، وخاصّةً أنَّ لي أخاً يُقدّر عَدم تَمرُّسي بِأمورٍ غيرَ المرح والدّلال.
ولكن عِلّتي الوحيدة هي إلحاحُ أبي على الإنصِياع لأوامره دون نتفة انتُقها، ألا وهي أن ادلف إلى الشّركة إلى جانب أخي لِمُساندتِه -وهو غيرُ عالمٍ أنّني سأكون كالحجرة الّتي ستسدّ نجاحنا- ولتزهر فيّ روح المسؤوليّة ولكي أفقه بأحداث العالم.

أمّي دائما ما تجابه أبي بِقولِها أنّني أعيش أيام شبابي، وسَيجري الوقت لِيحين يوم خُضوعي بنفسي دون ضغوطات، ولكن انا كلّي دراية أنّها، في سريرتها، تبتغي أن أعقِل وأُحسّن من حياتي، ولكن ما يجعلُها صابرة غيرَ متذمّرة أنّني ومهما عَلا فسقي درجاته سيبقى مجرّد لَهُو ولن أجذب المشاكل، فأنا لا تستهويني الممنوعات أو حتّى النّساء، فقط يُعجبني صرف الاموال لأرفّه عن ذاتي بالنزوح إلى الحفلات وإفتعال المغامرات مع بعض الصّحبة.
 
 كانت شمس اليوم ترمي بشباكها على بحري -سريري- لتتصيدني من ظلمات سباتي ، لأفتح عينيّ على طلّة أمّي وهي تندهُ ٱسمي بلطف، لطالما كانت تعاملني وأخي كأنّنا مازلنا أطفال، على الرّغم من أنّه أب لطفلين الآن.
لكنّني أحبّ هذا الشّعور، أن تعاملك أمّك بكلّ حنيّة ولا تهتم لشئ آخر

" بيكي، عزيزي، عليك تناول فطورك بسرعة، فسَتذهب مع أبيك اليوم "

أردَفَت وأنا أخطف قبلة صباحيّة من خدّها، ولكن ألجمتني الصّدمة عندما أنهت جملتها

"ألم يتعب؟! إنّها مُحاولته الرّابعة "

أصغتُ جملتي بنبرة متذمّرة، وتوجّهَتْ خُطواتي إلى الحمام.

الهروب رقم ||04||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن