- يزن هل انت معي؟!. .
قالتها ليلی ذات ال21 عاما بتذمر لیزن الذي مضغ طعامه
بسرعة ليرد
- مع مع حبيبتي!. .
- لما تصمت؟!. .
- وكيف اجيبيك والطعام يملأ فمي؟!. لقد صمت لثلاث ثواني
فقط. .
- آنها كثيرة.كان علي اخباري قبل أن تصمتهم. .
- نعتذر انسة لیلی. .سأشتري ببغاء وسأعلمه أن يقول "یزن
مشغول الان او خارج نطاق التغطية" في كل مرة لا ارد عليك
بسرعة! . .
- هل المفترض أن يكون هذا مضحكا؟!. .
- اجل في الحقيقة يفترض ذلك.ولكن ليس بالنسبة
للمتشائمين والمعقدين امثالك!. .
انفجرت ضاحكة ثم قالت به:
- وكيف عساني أن اكون متفائلة مع اكوام الأوراق والكتب
هذه امامي؟!. .
تنهد بتضايق ثم قال:
- اخبرتك أن تذهبي لتدرسي يا عنيدة بدل أن ترسبي وتبدأين
بصدح راسي ببكائك وتذمرك..
- واخبرتك اني عشر دقائق وسأذهب لأكمل! . .
- انت تقولين هذا منذ نصف ساعة. .
فقالت بجدية وشيء من العصبية
- حسنا ان كنت ازعجتك بأتصالي فأنا ذاهبة الان كف عن
طردي! . .
فهتف بها بغضب م ماثل
- طردك؟!. . .انا قلق على امتحانك اكثر منك وتقولين اني
اطردك؟!.حسنا ليكن في معلوماتك يا انسة اني اجلس
الوحدي الان واشعر بضجر شديد ولا يوجد من اثرثر معه وكنت
سأستغل اشتياقك هذا دون أن اهتم لأمتحانك وا جلس
لأتحدث معك ولكني رغم ذلك. .
- ش ش ش ش اصمت. .
- اخبرتك ان لا تقولي هذا مجدداً حين اتك. .
- تفضل! . .
- هل تسخرين؟!. .
- اها ابي!. .
حينها فقط استطاع أن يتوقف عن تفكيره الاحمق وادرك آنها
تطلب منه الصمت لأن ابيها دخل الغرفة. . . ابتسم على الموقف
المخجل الذي وضع نفسه به وبقي يستمع لحديثها مع ابيها. .
...
هذا الشاب بالفعل يصبح شخص آخر حين يصبح عصبي او
يغضب!. .دخل السيد احمد غرفة ابنته وقال بينما ينظر الى ساعة يده
- انها تشارف ان تصبح الواحدة .متی ستنامين عزيزتي؟!. .
لا اريدك ان تذهبي ل لأمتحان ناعسة فهذا سيؤثر في اجابتك!. .
تبسمت لیلی بلطف وهي تقول
- لم يتبقى لي الكثير ابي. . .
لاحظ السماعات في اذنيها وقال
- لما تضعين السماعات وانت تدرسين؟. .
تلعثمت قليلا وهي تقول
- هكذا فقط.مجرد منظر. اضع الاغاني أحيانا حين اكتب
كما تعلم! . .
قوس حاجبيه بأبتسامة وهو يبتسم مدعيا التصديق ثم قال
- حسناً. انهي مكالمتك وعودي لتدرسي بسرعة.!.
ثم تركها وخرج من الغرفة بينما انفجر يزن ضاحكا وتلون وجه
ليلى بكل الاحمر الموجود في الأرض وكتمت ضحكتها وهي
ت تمتم بهمس
- لا اعرف کيف يكشفني دائما. . .
قال يزن من وسط ضحكاته:
- لا استبعد الان ان يفعل كالمرة السابقة ويطرق الباب علينا
في منتصف ال ليل ليأخذ هاتفي مني كي لا اتصل بك في فترة
الامتحانات. .
بادلته لیلی ضحكه وهي تقول
- لا تذكرني بالامر. .لا زلت انفجر ضاحكة كلما
تذكرته. . . انظر. .هذه مساوئ أن تسكن في الشقة المقابلة لي. . .
اخذ يزن نفسا عميقا وهو يقول بصوت حالم: "يقولون تب عن ذكر ليلی وحبها
وما خلدي عن ذكر ليلى بتائب"..زينت الابتسامة ملأ وجهها وتوهجت وجنتيها بحمرة خجل
داكنة لا تزال الى الان تكتسحها حتى بعد سنين طويلة من
تواجدهما معا..10 سنوات تماما. . من طفولتهما والى الان. .او
•.
بالاصح طفولتها هي.فحين التقيا ل لمرة الأولى كانت تبلغ
ال1 1 بينما هو ال17 من عمره!. .
-ليلاي. . .ألا زلت معي؟!. .
قالت بهمس وصوت عاشق
- دائما معك. .
- أتعلمين ما اجمل شيء فعله قيس بن الملوح؟!
- ماذا؟!. .
-انه احب واحدة تسمى ليلى. . ليكتب اجمل قصائد الغزل
بأسمك!. .
آغمضت عيناها وكلماته بعثرت لها كل ضربات قلبها. . .هي
تعشقه. . وتعلم جيدا مدى جنونه بها.ولكن الى الان قلبها لم
يتقبل كلماته بهدوء. . عليه أن يقف احتراما كلما سمعها. .ان يثور. . أن يحدث فوضى عارمة في روحها. . فقط ليعلن عن
حبه! !. .
- هل ارسل لك ببغائي ليلی؟!. .
انفجرت ضاحكة ثم قالت:
- لتوي تسألت ما باله يستمر بالرومانسية من دون أن يفسدها
في منتصف الطريق؟!. .
- صمتك هو من افسدها يا حمقاء!. .
قالت بخجل
- يزن تعلم اني لا اقوى على قول كلمات مماثلة بشكل مباشر
وان استخدم الرسائل بدل هذا!. .
- اعرف. . .فرغم لهفتي لسماع تقوليها ألا اني اعشق خجلك
اکثر!. .
- ليلی؟!.
قطعت عليها والدتها سلسلة رومانسيتها وهي تفتح الباب بعد
ان تاخرت ليلى في الرد على طرقاتها. . .حسنا. . لا يوجد عاقل
سيسمع شيء اخر وكلمات كهذه تتوافد الي مسامعه!. .
ارتبكت ليلی من دخول امها المفاجى وهي تخبرهم آنها تدرس
بينما كلاهما سيكتشفان انها تتحدث مع يزن. قالت بتلعثم
- اجل امي؟!. .
كتفت جيهان يديها الى صدرها وقالت بينما بصعوبة تكتم
ابتسامتها:
- لا زلت تدرسين؟!. .
- اجل.اجل بالتأكید!. .
- أحقا؟!. .
فبقیت لیلی تحدق بوجه والدتها بعيون بريئة تحاول اثارة
شفقتها فمدت جيهان يدها وقالت:
- اعطيني ایاه!. .
- امي ارجوك. . .
- هل ستدعيني احدثه هنا ام تفضلين أن اطرق عليهم باب
الشقة؟!. .
مطت شفتيها بملل وقدمت الهاتف بقلة حيلة الى
امها. . .وضعته جيهان من فورها على اذنها وقالت:
- یزن؟!. .
فأدعي يزن النعاس وهو يقول
- اجل سيدة جیهان؟!. .
فقالت مصطنعة الشفقة وهي تسايره في التمثيل
- اه يا للمسكين.. .لا بد ان نا ايقظناك من نومك؟!.
- اجل في الحقيقة.اتمنى أن تخبري ابنتك أن تكف عن اتصالها المستمر. . انا شاب محترم وكما تعلمين انا طبيب
ونعاسي سيؤثر بشكل سلبي على مرضاي ولن اركز جيدا
بعملي وبالتالي سيموت مرضاي بسب ب ابنتك. هذا ليس
وضع مقبول بالنسبة لي سيدة جیهان اتمنى أن تجعلي ابنتك
تفهم هذا!. .
- حسناً ايها الطبيب المحترم. . ان لم تغلق هاتفك الان وتنام
سأتي اليكم لأتفاهم معك!. . .
ضحك بقوة وهو يقول
- أتعلمين ان الجدية لا تليق بنا يا خالتي العزيزة. . .
كتمت ابتسامتها بصعوبة وهي تجيب:
- انا لم اصبح خالتك بعد یا ظريف. . ولن اصبح ألا بعد آن تعبر ليلى ل لمرحلة الرابعة. وليكن في معلومكما انتما الاثنين. .
ان احضرت نتيجتها راسبة او درجاتها منخفضة فسيتأجل
مشروع خطوبتكما لحين تخرجها !. .
فرد فورا بسرعة
- لالالا سأنهى المكالمة الان!. .
- ليس ان تنهيها فحسب. . بل ستغلق هاتفك كي لا ت تصل بك
مجددا.. .
- اعدك حتى وان اتصلت لن ارد عليها !. .- وعود العاشق غير مأخوذ بها كما تعلم. . والان هيا اغلق
هاتفك. ولمعلوماتك فقط سأتصل بك من هاتفي بعد دقيقة حتی
يصلني اشعار آن فتحته بعد نومنا!. .
فقال بتذمر
- یا اللهي!. . . استخبارات والعياذ بالله وليس آباء! . .
ثم انهيا المكالمة بعد ذلك ويزن لا تزال الابتسامة عالقة على
ثغره.وكأنه مراهق جرب الحب ل لوهلة الأولى وليس وكأن عمره
28عاما. .حب طفولي تحول الی هوس مجنون!. .
اراح رأسه على الوسادة وحدق بالسقف بضياع..فعقله لم يكن
مع السقف على الاطلاق. . بل بمكان يعود الى عشر سنوات
مضت!. .