الفصل الثالث (تخاطيف صادمة)

16 2 0
                                    


سيأتى علينا يومُ نصطدم فيه بالحقيقة التى حاولنا دائماً طمسها والتهرب منها.
                       ****************
بعد أسبوع كان يوسف ونديم قد بحثا عن ليندا ونوح بشتى الطرق المختلفة ولكن لم يتقدما خطوة واحدة.. ولذلك أصاب الاغلبية الإحباط من إيجاد نوح أو ليندا فحتى إذا كانت تم إختطافها فلم يظهر اى شخص لطلب الفدية.. فقد ترك أغلبية القائمين على البحث القضية.... فكان يوسف يجلس فى بيته يفكر بصوتٍ عالى وعقله يعج بالأسئلة التى ستجعله يجن... فأمسك هاتفه وطلب رقم وهو يقول:
أنا لازم أفهم
وما أن رد الطرف الأخر حتى قال يوسف بعصبية:
بقولك ايه انا لازم أفهم ايه اللى بيحصل
الطرف الأخر بإنفعال:
انت حمار ياض مش قولنا محدش يتصل بالتانى علشان لو مراقبين الموبايلات ويبقى حلقة الوصل بنا هو كيرلس
يوسف بسخرية:
ولا مراقبين ولا نيله ولا عارفين يوصلولك اصلاً بقالى اكتر من اسبوع مع الزفت نديم مش بفارقه لحظة وهو بيدور فى سكك بعيدة عنك.. وبعدين انا مش قادر هموت واعرف ليندا راحت فين؟
الطرف الأخر بنفاذ صبر:
وانا ايش عرف امى ليندا فين انا... إقفل يا يوسف ولو عايزنى إبقى كلم كيرلس تمام
يوسف بعصبية:
طيب يا نوح
                        *****************
كان نديم يجلس فى غرفته وممد على سريره ويقرأ أوراق التحريات التى تخص سارة والتى كلف أحد بها.. فهى الفتاة الوحيدة التى جعلت صرامته تنهار أمامها.. فعرف نديم من الأوراق إنها فتاة وحيدة لأمها وأبيها وإنها تقطن فى منطقة جميلة ويقطن بجوراها جميع أقرابها فهى من عائلة كبيرة ومتفرعة من محافظات كثيرة.. وكان الجميع يشكر فى أخلاق سارة وفى تعاملها مع الناس.. فكانت كل كلمة يقرأها نديم عن سارة وحياتها كانت تعتلى وجهه إبتسامة جميلة.. وبينما يواصل نديم القراءة بتأمل دخلت أمه الغرفة فجأة فقام نديم بسرعة بتخبئة الأوراق تحت غطاء السرير.. فسأل أمه عن سبب دخولها غرفته بهذه الطريقة فقالت امه بعصبية: 
وعايزنى أدخل الأوضة إزاى يا بيه؟
نديم بإستغراب:
فى ايه يا ماما؟
أمه بإنفعال:
فيه ان خالتك لسه مكلمانى وهى منهارة من العياط وبتقولى كلام يقطع القلب
نديم:
بتقولك ايه؟
امه بحزن:
بتقولى إنها حاسه إنها مش هتشوف ليندا تانى وإنكو مش هتلاقوها ولو لقتوها هتلاقوها............ هتلاقوها جثة
بدأت ام نديم فى البكاء شئ فشئ فقام نديم من سريره وضم أمه فى صدره وقال لها مهدئاً إياها:
والله العظيم ليندا كويسة وقريب هترجع
نظرت له أمه وقالت بلهفة:
طمنا يا نديم والنبى انت تعرف هى فين؟
نديم:
معرفش طبعاً بس أنا واثق ان محدش مس شعره منها وإنى هلاقيها قريب اوى.. بس انتى طمنى خالتى وهديها مش تقلقيها اكتر
بعد مجادلات دامت بضع دقائق خرجت ام نديم من غرفته أخيراً.. فعاود نديم قراءة الأوراق التى تخص سارة ووجد فى الأوراق رقم هاتفها فكان يريد الإتصال بها ولكنه كان متردد... حتى إستجمع شجاعته وطلب رقمها فردت عليه بعد ثوانى قائلة بتساؤل:
الو.. مين معايا؟
نديم بتردد:
انا نديم
سارة بإستغراب:
نديم مين؟
قال نديم مذكراً إياها:
انا الرائد  نديم حسن اللى انتى جتيله علشان الوا.........
قاطعته سارة قائلة بتذكر:
اة اة إزيك يا فندم؟ خير فى حاجة؟ هو انا مش جيت لحضرتك القسم تانى علشان نعمل محضر إثبات حالة
نديم بتوتر:
لا مفيش حاجة.. انا بس... ءءءء.. يعنى اقصد....
أخذ نديم يتأتأ فى الحديث فضحكت سارة برقة ثم تسألت:
هو انت جبت رقمى منين أصلاً؟
صُعق نديم من سؤالها فهو خائف إذا أخبرها إنه أجرى تحقيقات عنها تتضايق منه ولكنه قرر ان يقول الحقيقة فقال لها بسخرية وتوتر:
ظابط بقى وكدا
سارة بدهشة:
على كدا عملت تحريات عنى؟
قال نديم بنفس نبرة التوتر المسيطرة عليه من بداية المكالمة:
بصراحة أة..... بس والله العظيم ما قصدت حاجة وحشة من التحرى دا انا بس كنت عايز أعرف عنك كل حاجة لأنى من ساعة ما شوفتك أول مرة فى القسم وانتى شخصيتك عجبانى جداً وعلى طول بتيجى على بالى علشان كدا كنت عايز أوصلك بأى شكل فعملت تحريات عنك وعرفت رقم تليفونك وطلبتك دلوقتى.... أنا أسف بجد لو ضايقتك ومستعد مكلمكيش تانى لو دى رغبتك بس ارجوكى سامحينى
صمتت سارة قليلاً بينما كان نديم يضع يده على قلبه خائفاً من ردها عليه ولكن جاء ردها بما لم يتوقعه نديم فقالت سارة بتساؤل ساخرة:
ومكتوب ايه عنى بقى فى التحريات؟
إبتسم نديم وفرح بشدة من ردها هذا فتنفس الصعداء ثم أكمل حديثه معاها
                        ****************
قبل شهرين ونصف فى وقت متأخر من الليل كان يوسف وليندا نائمان فى سريرهما فرن هاتف يوسف فقام مسرعا وأطفئه وتأكد من ان ليندا مازالت نائمة فأخذ هاتفه وخرج من الغرفة وأعاد الإتصال بالشخص الذى طلبه وما ان أجاب حتى قال يوسف بصوت خافت وعصبية:ً
إيه يا كيرلس حد يتصل بحد دلوقتى؟
كيرلس بأسف:
معلش والله بس فيه حاجة
يوسف بتساؤل:
فى ايه؟
كيرلس:
معاد تنفيذ حكم الإعدام إتحدد
يوسف:
إمتى؟
كيرلس:
بعد شهرين ونوح خايف
يوسف:
ياعم قوله ميخافش خالص مش هيحصله حاجة أصلاً مش هيوصل لمكان تنفيذ الحكم الرجالة بتاعتنا هتتصرف.. طمنه انت بس وقوله يوسف بيسلم عليك وبيقولك إنه هيقابلك يوم ما يهربوك وهيجبلك هدية شيكولاتة من السوبر ماركت بتاعك كمان
ضحك كيرلس وقال:
اة علشان يقرر ميهربش ويتعدم احسن
ضحك يوسف بصوت خافض لم يكن يعرف ان ليندا ليست نائمة وتسمع حديثه من بداية المكالمة.. وما ان احست ليندا ان يوسف على وشك ان يُنهى المكالمة حتى ذهبت إلى سريرها مرة ثانية دون ان يشعر يوسف.
                       *****************

لا تقتربي ( الجزء الثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن