الفصل الرابع (طلقة)

22 3 0
                                    


لا تستعجب يا عزيزي من خيانة أحدهم لك وأنت تعرف إنك سئ لدرجة تسمح للعالم كله بخيانتك.
                     ****************
بعد مرور ثلاث أيام آخريين من البحث التى كانت نتيجته كأسبقية الأيام وهى الفشل كان يوسف قد طفح الكيل من هذا الغموض وخاصة من تجاهل نديم له المستمر.... فقرر يوسف زيارة نديم فى مكتبه ويسأله عن نتائج البحث إذ أن نديم يتهرب منه منذُ الثلاث أيام أولئك.. فذهب يوسف إلى مكتب نديم وسأله بعصبية لماذا يتهرب منه فرد عليه نديم ببرود قائلاً:
هتهرب منك ليه يعنى؟
يوسف:
معرفش اسأل نفسك.. انت بقالك فترة كل ما أتصل بيك متردش عليا
نديم بلامبالاة:
بتتصل بيا فى أوقات بكون مشغول فيها
يوسف بإنفعال:
ما انا بتنيل أتصل بيك علشان أساعدك
رجع نديم بظهره إلى الوراء وإتكأ على كرسيه وقال:
تساعدنى فى إيه؟
يوسف بإستغراب:
أساعدك تلاقى ليندا!! إحنا مش أول ما ليندا إختفت كنا بندور عليها سوى؟
نديم بهدوء أعصاب:
أة كنا بندور سوى وموصلناش لحاجة.. وأنا بصراحه حاسس ان وجودك معايا بيشوشر عليا فحابب أدور لوحدى الفترة دى فياريت تتفضل تمشى بقى خلينى أشوف شغلى
يوسف بسخرية وعصبية:
هو فين شغلك دا؟ ما انت بقالك 3 أيام بتدور لوحدك من غيرى ومتقدمتش فى اى حاجة
نديم بتحذير:
بقولك ايه انا ماسك أعصابى لغاية دلوقتى علشان انت جوز بنت خالتى وانا عامل إعتبار ليها بس قسماً عظماً لو متلمتش ومشيت من قصادى لتكون ليلتك سودة
تعصب يوسف بشدة ولكنه تمالك أعصابه وإنصرف من مكتب نديم وهو يشتعل من الغيظ
                       ****************
بعد يوم فى منطقة العامرية وهى على طريق إسكندرية الصحراوى وكان الليل قد حل.. كان نوح يقود سيارته فى هذة المنطقة بينما كان يجلس بجانبه كيرلس وكان نوح يقول له بحيرة:
انا مش فاهم يوسف ليه مستعجل على سفرى بالشكل دا؟
كيرلس:
هو لما كلمنى قالى ان نديم إبتدى يدور لوحده من غير يوسف وهو خايف لا يعرف حاجة علشان كدا عايزك تسافر بأسرع شكل
نوح بقلق:
ربنا يستر
كيرلس بتذكر:
اة صح وقالى ان هو جاى
نوح بدهشة وخوف:
جاى!!!! جاى فين؟
كيرلس:
جايلنا على البيت
نوح بعصبية:
ليه بس؟
كيرلس:
علشان عايز يودعك قبل ماتسافر
نوح بإنفعال:
ياعم لكان يودعنى ولا نيلة لا إله إلا الله
بعد دقائق وقف نوح بسيارته بجانب إحدى بيوت منطقة العامرية.. وكان البيت يتميز بإنه يبعد عن باقى البيوت مسافة كبيرة فكان وحيد تماماً وبعيداً عن العيون.. فخرج نوح وكيرلس من السيارة ودخلوا البيت وأغلقوا الباب فجلس نوح على إحدى الأرائك فى الصالة بينما كيرس دخل المطبخ الذى كان يحتل نصف مساحة الصالة.. وهنا قال نوح بحزن:
انا مكنتش عايز أسافر غير لما اطمن على يوسف
قال كيرلس بحيرة وهو يفتح الثلاجة ويخرج منها بعض الأشياء:
أنا مش فاهم ايه اللى بيحصل مع يوسف دا... ومراته إختفت فين
نوح بقلق:
مش عارف ازاى هسافر واسيبه والله
كيرلس مطمئناً:
متخافش سافر انت وانا هبقى مع يوسف
قال نوح بتساؤل وهو ينظر لكيرلس الذى يفتح إحدى المعلبات:
انت بتعمل ايه يا كيرلس؟
كيرلس بإبتسامة:
بعملنا لقمة عقبال ما يوسف يجى
نوح بتبسم:
الشيف بتاعنا من يومك
ضحك كيرلس فأكمل نوح قائلاً:
هو يوسف قالك قصاده قد ايه؟
كيرلس:
آخر مرة كلمته قالى نص ساعة كدا
بعد مرور خمس دقائق كان كيرلس مشغول فى المطبخ بينما نوح كان يتفحص أحد مواقع التواصل الإجتماعى حتى سمع صوت قادم من غرفة النوم والصوت عبارة عن آهات خافتة لأحدهن.. فقام نوح بقلق ودخل غرفة النوم بحذر وأضاء النور.. ففُزع ورجع إلى الوراء وهو يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم.......... كيرلس ولا يا كيرلس
جاء كيرلس إلى غرفة النوم وهو يقول بتذمر:
ايه ياض مالك شوفت عفري......
فُزع كيرلس هو الآخر وقال بتلعثم:
ايه دا؟ دى .... دى ...... دى ايه اللى جابها هنا دى؟
نوح بخوف:
بسرعة روح إتصل بيوسف قوله يخلص ويجى بسرعة.. وانا هروح افتش بقية الأوض انا مش مرتاح
كيرلس بتوجس:
يانهار أسود ومنيل
نوح بعصبية:
إخلص روح إتصل بيه قبل ما تفوق وتشوفنا
                     ******************
فى نفس الوقت كان يوسف يقود سيارته متجهاً إلى نوح وكيرلس فى بيت العامرية.. فرن هاتفه فإلتقطه ووجد المتصل كيرلس فأجاب على الفور قائلاً:
أنا خلاص قربت اه...
قال كيرلس شئ جعل يوسف يُفزع قائلاً:
ايه؟ ازاى؟... متجوش جمبها لغاية ما اجى
أغلق يوسف المكالمة وزاد من سرعة سيارته بشدة
                     *************
وصل يوسف إلى البيت فركن سيارته بجانب سيارة نوح ودخل البيت سريعاً -إذ إنه يملك مفتاحاً- وإتجه إلى الصالة فوجد نوح وكيرلس واقفين هناك وعلى وجوههم القلق والخوف فقال لهم يوسف بتساؤل وقلق:
هى فين؟
قال كيرلس وهو يعض إحدى أصابعه من التوتر:
فى أوضة النوم
كان يوسف على وشك التحدث ولكن نوح قاطعه بخوف قائلاً:
يوسف انا مش مرتاح احنا لازم نمشى من هنا بسرعة
كيرلس مؤكداً على كلامه:
عندك حق انا حاس....
سمعوا صوت باب غرفة النوم يُفتح فواقفوا محملقين.. وهمس كيرلس قائلاً:
نسيت أقفل الباب عليها
يوسف بذُعر:
هتشوفنى معاك يا نوح
خرجت من الغرفة وهى تشعر بالدورا الشديد وتستند على الحائط بيدها وعيناها شبه مفتوحة وتضع إحدى يديها على بطنها الكبيرة فجنينها يتلوى كثيراً مما يشعرها بالألم الشديد.... فكانت هذه هى ليندا التى ما أن إستطاعت فتح عيناها بالكامل ورأت يوسف أمامها حتى فرحت وقالت بصوت ضعيف:
يوسف!!
ظل يوسف صامتاً ينظر لها بتساؤل ودهشة بينما لاحظت ليندا وجود أشخاص آخرين فبعدت نظرها عن يوسف لترى من هؤلاء وفُزعت عندما رأت نوح فصرخت ورجعت بظهرها إلى الوراء وهى تقول برعب وتلعثم:
نوح!!.. انت.. انت هربت؟.. و.. ويوسف هنا إزاى؟ وو... وكيرلس كمان هنا... انا فين؟.. وايه المكان دا؟
ظل ثلاثتهم محملقين بها لا يعرفون ماذا يقولوا لها.. فبدأت عين ليندا تترقرق بالدموع ونظرت ليوسف بعدم فهم وسألته بصوت واهن:
إيه اللى بيحصل يا يوسف؟ أنا مش فاهمة حاجة
لمعت عين يوسف حزناً وسألها محاولاً ان يتحاشى الإجابة عن سؤالها:
انتى إختفيتى روحتى فين؟
نوح بإنفعال:
مش وقته يا يوسف يلا نمشى من هنا بسرعة وإبقى إعرف منها كل حاجة فى الطريق
ليندا بخوف وعدم فهم:
طريق ايه؟ ونمشى نروح فين؟... وانت يا نوح إزاى بتتكلم مع يوسف كدا؟.. انت... انت كنت عايز تقتلنا... ايه اللى بيحصل هنا؟ فهمونى
يوسف بتوتر:
هنفهمك بس يلا من هنا
قال يوسف هذه الجملة وهو يقترب من ليندا ليمسكها ويخرجا من البيت فصرخت فى وجهه بشدة مما جعله يتراجع للخلف بفزع.. فقالت ليندا بعصبية وهى تبكى:
انا مش هتحرك من هنا غير لما افهم كل حاجة
ظل يوسف ينظر لها بعين باكية وهى تنظر له بتوسل ليخبرها ماذا يحدث حولها.. ومرت ثوانى وهما على هذا الحال فقال نوح بقلق:
كيرلس إطلع بره راقب الدنيا ولو حسيت ان حد جاى خبط على الباب جامد واحنا هنخرج بسرعة وياريت تجهز العربية بتاعتى وبتاعت يوسف
كيرلس بقلق وعدم فهم:
اجهزهم إزاى؟
نوح بعصبية:
دور العربيتين يا كيرلس بلاش غباء
خرج كيرلس من البيت ليفعل ما قاله نوح بعد ان أخذ مفتاح سيارة نوح وسيارة يوسف ليشغل موتور السيارتين... بينما ليندا مندهشة مما يحدث أمامها فنظرت ليوسف وقالت بذهول:
إيه اللى بيحصل يا يوسف؟ انت وكيرلس بتتكلموا مع نوح كأنه صاحبكم
نظر يوسف بعيد عن عينها فعاودت ليندا سؤالها بعصبية وبصوت عالى هذه المرة قائلة:
ايه اللى بيحصل؟ رد عليا
أخذ يوسف يتأتأ بتوتر فقالت ليندا بصوت واهن راجياً:
معناته ايه يا يوسف ان انت ونوح مع بعض دلوقتى وبتتكلموا عادى؟
لم ينطق يوسف بحرف واحد وكأن القطة قد آكلت لسانه فرد بدلاً منه نوح قائلاً:
انتى عارفة معناه ايه يا ليندا
أخذ قلب ليندا يخفق بشدة.. فقالت بتردد:
يعنى ايه؟ تقصد تقول ان يوسف كان معاك فى كل اللى حصل دا؟؟!!
نظر نوح ويوسف للأسفل فوضعت ليندا يدها على فمها وزاد بكائها بشدة وأخذت تتنفس بصعوبة وقالت بصوت خائف وبشفتين مرتعشتين وهى تنظر ليوسف:
قولى ان شكوكى غلط يا يوسف... قولى ان انت مش مشترك مع نوح فى قتل التلات بنات.. قولى ان انت يوسف الطيب المظلوم اللى انا عرفته.. قولى ان مش انت الشخص اللى دايماً نديم كان شاكك فيه.. قولى يا يوسف ارجوك
خرت قوة يوسف نهائياً وقال بإستسلام وهو يبكى:
لا يا ليندا.. انا فعلاً مشترك مع نوح فى كل حاجة
زادت هستيرية ليندا فى البكاء بشدة غير مستوعبة لما قاله يوسف... فقال نوح بعصبية وهو يضرب يوسف فى كتفه:
إخلص روح هات مراتك خلينا نمشى من هنا
إقترب يوسف من ليندا بحذر فهو خائف ان تصرخ به مجدداً ولكنه ما ان أمسك زراعها ليساعدها على المشى حتى مشت معه بدون إعتراض وكأنها منومة مغناطسياً.. فكان ثلاثتهم متجهين الى الممر الذى يؤدى الى باب الشقة ليخرجوا ولكنهم تفاجأو بأحد من خلفهم قائلاً بسخرية:
رايحين فين؟ ما لسه بدرى
إلتفوا خلفهم فوجدوا نديم ومعه النقيب خالد وبعض أفراد رجال الشرطة وجميعهم رافعين سلاحهم فى وجه يوسف ونوح اللذان فُزعوا بشدة لرؤيتهم بينما ليندا لم تبدى أى تعبير على وجهاها.. فقال نديم بسخرية وهو ينظر لنوح:
مسير الحى يتلاقى يا نوح
نظر يوسف بلوم وعصبية لليندا التى كان يمسكها من زراعها وقال:
زى ما انا كنت حاسس انتى كنتى مختفية طول الفترة دى مع نديم واتفقتى معاه عليا
لم تجيب ليندا ظلت صامتة وعينها تزرف بالدموع ووجهاها جامد... فقال نديم بعصبية محدثاً يوسف:
وانت مكنتش عايزها تتفق معايا وتفضحك.. كنت عايزها تعيش بقية حياتها مع قتال قتلة
لم يرد يوسف على نديم سوى بنظرات الحقد والكراهية.. بينما أكمل نديم قائلاً بهدوء:
يلا بقى انت وهو زى الشاطرين كدا إنزلوا على ركبتكم وحطو إيدكم ورا راسكم...
ثم أكمل بسخرية:
انت الحوار دا جربته قبل كدا يا نوح معايا وهتجربه تانى دلوقتى
فقال نوح ليوسف بلهجة آمره مرعبة:
إنزل يا يوسف
يوسف بإستغراب:
انت بتقول ايه يا نوح؟
نوح بعصبية:
إنزل على ركبتك إسمع الكلام
نديم:
أيوة إسمع كلام صاحبك
ترك يوسف يد ليندا.. فكان نوح يقف خلف ليندا مباشراً فبدأ يوسف بالنزول على ركبتيه ببطئ.. وفجاءة أخرج نوح من خلف حزامه مسدس ولف يده حول رقبة ليندا سريعاً وقام بتوجيه فوهة المسدس إلى جانب رأس ليندا.. ففُزع يوسف ونديم بينما قال نوح بتهديد وهو ينظر فى عين نديم:
إوعى تقرب انت او حد من اللى معاك بدل ما افجرلك راس اُمها حالاً
يوسف بإنفعال:
انت بتعمل ايه يا نوح؟ دى مراتى
نوح بسخرية:
مراتك مين؟ دى واطية وبلغت عنك
نديم بعصبية:
أقسم بالله لو مسيت شعرة منها ليكون آخر يوم فى عمرك يا نوح
خالد مؤكداً كلام نديد:
ايوة بالظبط كدا فياريت ترمى سلاحك وتبعد عنها
نوح بتحذير:
انا مش هرمى حاجة انتو اللى هترموا سلاحكم وإلا هتلاقو طلقة دلوقتى فى راسها
يوسف بإنفعال وخوف:
انت اتجننت يا نوح سيب ليندا
نديم بتحدى:
مش هتقدر تآذيها
نوح بسخرية:
تحب تشوف؟؟
يوسف بصريخ:
لا لا لا لا لا يا نوح
كانو ثلاثتهم –نديم ويوسف ونوح- يتحدثون بعصبية وفى أنٍ واحد بينما ليندا التى  تشعر بأصابع نوح التى على وشك ان تضغط على الزناد..لم يُرمش لها جفن ولم يعتلى أى شعور بالخوف على وجهاها على الإطلاق فقد ظلت مستكينة صامتة منتظرة ما سيحدث بلا أى خوف... وبعد ثوانٍ من عراك ثلاثتهم اُطلقت رصاصة أحدثت دوياً عالياً سُمع صداه فى كل المنطقة........
                       ****************

لا تقتربي ( الجزء الثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن