ليست دائماً النهاية تكون وردية لجميع الأفراد,فنهاية البعض سعيدة والبعض الآخر حزينة.. فهذه هى الحياة لا تعطى السعادة للجميع.
****************
بعد شهر كان نديم قد تم مكافأته فى عمله بسبب قضية نوح ويوسف التى إستطاع نديم ان يفك غموضها وان يمسك بالجناة -نوح ويوسف- بالرغم انه لم يستطع العثور على كيرلس ولكنه فى الأول والأخر لا يشكل مصدر خطر وجريمته أقل بكثير من نوح ويوسف فجريمته الوحيدة انه كان شاهداً على ما يفعلاه نوح ويوسف ولم يبلغ عنهما ولكنه لم يشترك معهم فى اى شئ... وقرر نديم بعد ما حدث فى هذه القضية أن يدرس علم السموم فلقد شد إنتباهه ذكاء نوح فى صُنع هذا السم الذى لا يظهر آثره فى التشريح فكان نديم يريد أن يعرف خبايا هذا العلم المثير... وبالفعل بدأ نديم فى حضور كورسات تخص علم السموم... وفى يوم كان نديم يجلس فى غرفته ومستلقى على سريره وكان يقلب فى هاتفه وبالتحديد فى موقع الفيس بوك فظهر أمامه بوست مكتوب وكانت صاحبة البوست هى سارة -فهى ونديم قد تقربا من بعضهم البعض بشكل كبير فى الآونة الأخيرة.. فكان نديم يشعر معها بنصفه الآخر الذى ظن إنه لن يجده مهما عاش سنين على عمره ولكنه ها هو قد وجده أخيراً فكان معها يشعر إنه شخص آخر ومختلف بكل المقايس بينما هى كانت تشعر بالضهر والسند والدفئ والأمان وهى المتطلبات الأساسية الهامة التى يجب أن تجدها كل فتاة فى حبيبها فكان منسجمان مع بعضهما بشكل لا يوصف.. ولكن نديم لم يكن قد صارح سارة بعد بمشاعره تجاها حتى الأن.. فقد شغلته قضية ليندا كثيراً ولكن ها هو الأن قد فرغ منها تماماً- لنرجع الى البوست المكتوب التى كانت صاحبته سارة والذى كان يحمل عنواناً بخط عريض وهو (يا صاحب العيون الزرقاء) شد اسم البوست المكتوب نديم الذى شرع يقرأ البوست الذى كتبت فيه سارة قائلة:
يا صاحب العيون الزرقاء... أنا غارقة فى القاع.. نعم فى القاع ولكن ليس أى قاع إنه قاع بحر عينك.. فلقد شددتنى إليك وأبهرتنى بأمواجك الثائرة التى لطالما آثرتنى.. ووعدتنى ألا تغرقنى ووثقت بك وما أن سبحت فى بحور عينك حتى سقط سقطتاً ذريعة فى أسفل قاعك ولم أقدر على مجابهة أمواجك فلم أستطع أن أبحر إلى الشاطئ ولذلك غرقت تماماً فى عينك الزرقاء الصافية ولا يوجد أحد ينتشلنى من قاعك وصراحتاً لا أريد أن أجد من يخرجنى فأنا لا أمانع أن أظل حبيسة قاع عينك الجميلة إلى الأبد... فقد صدق نزار قبانى حينما قال فى كلمات أغنيتة لعبد الحليم (الموج الأزرق فى عينيك ينادينى نحو الأعمق وأنا ما عندى تجربةً فى الحب ولا عندى زورق) فكلماته حقيقة أتعايش معها مُنذ رؤيتى لعينك يا صاحب العيون الزرقاء...
وما أن أنهى نديم قراءته للبوست المكتوب حتى ظل محملق به لثوانٍ لا يفهم حقاً او إنه يفهم ولكن لا يستوعب.. فهب نديم واقفاً وذهب إلى المرآة وأخذ ينظر فى عينه ويحدث نفسه قائلاً بذهول:
زرقاء... هل نسيت لون عينك فجأة... على ماذا تنظر يا أحمق إنها زرقاء زرقةً شديدة
عاود نديم الجلوس على سريره وأمسك هاتفه مرة آخرى وأخذ يعيد قراءة البوست اكثر من مرة.. وكان سعيد سعادة لا توصف وكان على وشك الإتصال بسارة وإخبرها بما يدور فى خلده ولكن لحظة شك تملكته وأخذ يحدث نفسه قائلاً:
طب إفرض تقصد حد تانى غيرك؟؟...... انت ايش عرفك انها تقصدك انت
فتح نديم البوست مجدداً وشئ خفى جعله يدخل يقرأ التعليقات وبالفعل دخل فوجد أغلبيتها مدح للبوست من أصدقائها وأقاربها ووجد تعليق من إحدى صديقاتها شد إنتباهه فكانت صاحبتها تقول فى التعليق:
أيوة ياستى ظابط بقى وأى حد يضايقك هيمرمطه
وقامت صديقتها بوضع إيموشن مضحك بجانب تعليقاها الذى ردت عليه سارة وقالت:
بالظبط كدا فخلى بالك بقى علشان انتى اول الناس اللى هتتمرمط
ووضعت سارة إيموشن مضحك بجانب ردها على تعليق صديقتها الذى ما ان قرائه نديم حتى فتح فاه على آخره وقال محدثاً نفسه:
أنا ظابط وعينى زرقة... أنا ظابط وعينى زرقة
ثم قال بصوت عالى وبفرحة شديدة:
أناااااا ظاااابط وعينى زرقاااااااااااة
فسمعته أمه من الصالة فتسألت بشئ من القلق:
مالك يا نديم؟
نديم بسرور:
أنا زى الفل يا حجة وجايلك بعد دقيقة
وقام نديم بطلب رقم سارة وإنتظر لثوانٍ حتى أجابت قائلة بسرور:
إزيك يا ند...
قاطع نديم حديثها وقال بحماس:
لا سارة مش وقتة ركزى معايا فى حاجة مهمة
سارة بقلق:
فى ايه؟
نديم بحماس وفرحة:
من الآخر انتى عارفة انى مش بعرف ألف ولا أدور.. أنا بحبك يا سارة وعايز أتجوزك.. أجى أتقدملك إمتى؟
**************
بعد شهر آخر كانت ليندا قد وضعت جنينها فرُزقت بفتاة فى غاية الجمال تشبها كثيراً.. وكانت ليندا قبل شهر من ذلك قد طلبت الطلاق من يوسف وهو لم يعترض بل وافق على جميع مطالبها فهو متيقن من إنها كانت ستنهى علاقتهم سواء برضاه أو بعدمه فقرر أن يطلقها بنفسه.. وقد حُكم على يوسف بالسجن المؤبد..... وكانت ليندا بعد الولادة حالتها مزرية تماماً فلقد تملكها الإكتئاب من بعد معرفتها بحقيقة شخصية زوجها يوسف... فكانت لا تريد أن تُقيم (سبوع) للمولودة بل لم تسميها حتى الأن.. ولكن نديم وأمها بعد الكثير والكثير من الإقناع جعلوها أخيراً توافق على عمل سبوع لطفلتها... فكانا يريدان أن يخرجا ليندا من حالتها الحزينة هذه وقد نجحو فى ذلك قليلاً..... فتمت إقامة السبوع فى بيت أم ليندا التى كانت تستقبل الضيوف بينما ليندا كانت لاذالت فى غرفتها مع صغيرتها تُرضعها... فجاء نديم إلى بيت خالته وسلم عليها وعلى أمه وترك الضيوف وذهب إلى غرفة ليندا وطرق الباب فآذنت له ليندا بالدخول بعد ان كانت انهت رضاعة طفلتها.. فدخل نديم وأغلق الباب خلفه وقال لليندا بإبتسامة:
حمدالله على سلامتك يا قمر
ليندا بتبسم وهى تحمل طفلتها:
الله يسلمك
نديم بطلب:
ممكن أبوس النونو؟
ليندا بحماس:
خدها دى تعبتنى
ضحك نديم وقال بسخرية:
إنتى لحقتى تتعبى؟ إنتى مبقالكيش كام يوم
ضحكت ليندا وقالت:
والله فرهدت منها
نديم بتبسم:
هاتيها يا منيلة أما أبوسها
برفق أعطت ليندا صغيرتها لنديم الذى قبلها من جبينها بينما أخذت الطفلة تصدر إيوآت فأعطها نديم لأمها مجددأ وهو يقول بسخرية:
لا إستنى متعيطيش روحى لأمك أحسن
ضحكت ليندا بينما أكمل نديم قائلاً برقة:
ربنا يخليهالك
ليندا بإبتسامة باهتة:
انت السبب إنها تفضل عايشة لغاية دلوقتى لولاك كان زمانى....
صمتت ليندا وبدى عليها الحزن فقال نديم بإبتسامة:
خلاص بقى متفكريش فى الموضوع دا تانى
ليندا بحزن:
إزاى بس يا نديم؟ دا انا كنت هقتل بنتى وهى لسه فى بطنى وانت اللى لحقتنى
نديم:
معلش الحمدلله انى لحقتها
ليندا:
الحمدلله
كان نديم يريد ان يخبر ليندا بشء ولكنه متردد فإستشعرت ذلك ليندا فقالت مشجعة:
فى ايه يا نديم؟ انت عايز تقولى إيه؟
نديم بتردد:
هو فيه خبر أنا مش عارف هيبقى حلو ولا وحش بالنسبالك
ليندا بتبسم وهى تضع طفلتها على السرير بجانبها:
حتى لو كان الخبر وحش انت هنا معايا ودايماً فى ضهرى صح؟
نديم بحماس:
طبعاً يا ليندا أنا هفضل جمبك طول عمرى
ليندا:
خلاص يبقى قول أى حاجة مهما ان كانت
نديم بتردد:
يو... يوسف...
قالت ليندا بصوت متحشرج:
ماله؟
نظر نديم بعيداً عن عينها وقال:
لقوه إمبارح فى زنزنته مقطع شراينه و... وملحقهوش
حملقت ليندا فى نديم قليلاً وبدأت عينها تزرف بالدموع ولكنها مسحتها سريعاً وقالت بإستياء مملؤ بالحزن:
انتحر ليه؟ مش كفاية عاش قاتل يقوم ينتحر ويموت كافر
نديم بحيرة:
مش عارف والله........ بس هو ساب جواب قبل ما ينتحر وكاتب إن الجواب دا لازم يوصلك وتقرأيه
ليندا:
فين الجواب دا؟
أخرج نديم الخطاب من جيب سترته وأعطاه لليندا فقالت:
إفتحه وإقرأه يا نديم
نديم بإستغراب:
بس دا جواب خاص بيكى مليش انى أعرف اللى فيه
ليندا برجاء:
أرجوك يا نديم إقرأهولى انت
هز نديم رأسه بإستسلام وفتح الخطاب وبدأ القراءة قائلاً:
حبيبتى ليندا.......... أنا عارف إنك مش طايقانى وقرفانة منى بعد اللى عرفتيه عنى بس والله العظيم يا ليندا انتى الوحيدة اللى انا حبتها فى حياتى وانتى الوحيدة اللى مكنتش همس شعره منك بسوء.... انتى غالية اوى عندى انتى فوق الكل يا ليندا..حتى برغم كل اللى عملتيه فيا بس أنا برضو لسه بحبك وهموت وانا بحبك.... متزعليش لما تعرفى انى إنتحرت بس مكنتش هستحمل أعيش دقيقة واحدة تانى فى اللى انا فيه دا ما بقالك حكمى بالمؤبد بقى... أنا مردتش أنتحر إلا لما أطمن عليكى انك قومتى بالسلامة انتى وبنتى.... آخر طلب بترجاه منك يا ليندا متحكيش لبنتنا عن حقيقة شخصية باباها ولو سألتك عنى قوليلها بابا راح عند ربنا ومتحكلهاش أى حاجة عنى علشان متتعقدش.... وخلى بالك من نفسك وسامحينى... أرجوكى سامحينى يا ليندا
أنهى نديم قراءت الخطاب بينما كانت ليندا تبكى بشدة من كل حرف قرائه نديم فأخد الأخير يواسيها حتى هدأت قليلاً ولكن مازالت الدموع تبلل وجنتيها ووجهاها ملامحه حزينة وكئيبة وقالت بسخرية حزينة:
نوح إتقتل وكيرلس هرب ويوسف إنتحر
هز نديم رأسه بأسف.. وظلو صامتين لبضع دقائق حتى حاول نديم إخراجها من حالتها هذه فقال مازحاً:
مش ناوية تسمى الكتكوتة دى بقى؟
ضحكت ليندا وقالت:
اة هسميها
تسأل نديم عن الاسم الذى ستطلقه عليها فقالت ليندا برقة:
ندين
صمت نديم قليلاً وهو يعيد الاسم فى عقله حتى قال بأبتسامة:
إشمعنا؟
ليندا بإبتسامة:
قريبة من اسمك
شعر نديم بالحرج قليلاً فقال بهدوء:
ربنا يخليهالك
أمسكت ليندا يد نديم الجالس على كرسى بجوار سريرها وقالت برومانسية:
ويخليك ليا
فهم نديم ما ترمى إلية ليندا فأخرج يده برفق من يدها فلاحظت ذلك ليندا فسألته بإستغراب:
فى ايه يا نديم؟
نظر نديم للأسفل وقال بتردد:
أنا... أنا...
ليندا بقلق:
انت ايه يا نديم؟
نديم:
أنا بحب واحدة إسمها سارة وهتقدملها الأسبوع الجاى يا ليندا
صُدمت ليندا مما قاله نديم وظلت تنظر لها بصمت لا تعرف ماذا تقول وكذلك نديم الذى شعر ان القطة آكلت لسانه وأخذ ضميره يبوخه لأنه جرحها... ظلا هكذا بعض ثوانٍ حتى قالت ليندا بصوت ضعيف حزين لا يكاد يخرج من بين شفتيها:
ربنا يكرمك يا نديم انت تستاهل كل خير
تبسم نديم وقال:
طب أنا هخرج بقى
قالت ليندا بنبرة خاوية من المعانى:
تمام... وأنا هاجى وراك بعد شوية
إستأذنها نديم بالخروج وتركها سابحة فى بحر ندمها على ما فات.... بعد أن خرج نديم من غرفة ليندا ذهب إلى ركن بعيد من الصالة لا يوجد به ضوضاء وأخذ يحدث نفسه قائلاً:
هل جرحت مشاعرها؟ هل كانت تآمل أن أعود لها وقد أفقدتها هذا الآمل؟.... أنا أسف يا ليندا ولكنك تركتينى بإختيارك ووجهتينى بالحقيقة انكى لا تُحبينى ولم تُحبينى يوماً بل وأخذت توبخينى حينما كنت أحاول حمايتك من يوسف وإتهمتينى بتبلد المشاعر والحقارة والعصبية المفرطة والغيرة المميتة وأشياء عده... ولم تذكُرى يوماً شيء جيداً بى وأيضاً لم تتهمى نفسك ولو مرة بإنكى مخطئة فى حقى.. وجعلتى الجميع حتى أمى يعتقدون اننى وغد وأعاملك بجفاء حتى بدأو يصدقون ذلك.. وأنا لم أرضى يوماً أن أنبس بننت شفه عن تعاملك معى وعن أى شئ فى علاقتنا حتى لا أجرحك ولكنك لم تفعلى المثل.. فلا تلومينى الأن وقد وجدت حب حياتى أخيراً ووجدت معها الراحة وهدوء البال......
كان نديم غرقان فى خواطره ولم يلاحظ هاتفه الذى كان يرن طيلة الوقت.. ولم يخرجه أحداً من خواطره سوى شخص قام بلكزه فى كتفه فأدار وجهه بعد ان فاق من شروده فإذا به يتفاجأ بسارة أمامه وكانت فى غاية الجمال وترتدى فستان زهرى مطرز بألوان رقيقة ولائق عليها بشدة.. فقال لها بذهول وإعجاب:
إيه القمر دا؟
لم تجيبه سارة فلاحظ نديم على وجهاها العبوث فسألها مستفسراً:
مالك يا سارة؟
سارة بعصبية:
لا والله مش عارف مالى؟
فهم نديم ما ترمى إلية سارة فقال بإحراج:
علشان قولتلك هاجى أجيبك بالعربية وإتصلت بيكى بعدها قولتلك تعالى لوحدك وبعتلك اللوكيشن صح؟
سارة بسخرية:
الله ينور
نديم بإعتذار:
أنا أسف والله بجد بس إضطريت اروح مشوار تانى ضرورى دا حتى أنا كنت فاكرك هتيجى قبلى... إنتى ايه اللى آخرك؟
سارة بعصبية:
ملكش دعوة
نديم برومانسية:
كدا برضو؟ دا أنا صاحب العيون الزرقاء حتى
سارة بإنفعال:
مكنش بوست نزلته.. تصدق هروح أمسحه والله
ضحك نديم وقال:
خلاص والله متزعليش
لم تجيب عليه سارة ولم يتغير العبوث على وجهاها فقال نديم برقة:
أنا أسف سامحينى يا حبيبتى.. بس والله فعلاً كان عندى مشوار ضرورى وحتى مكنش ينفع أخدك معايا المشوار دا
سارة بتساؤل:
انت روحت فين؟
نديم:
السجن
فُزعت سارة وتسألت بقلق:
ليه؟ سجن ايه؟
نديم بسخرية:
إهدى إهدى يابت أكيد مسجنونيش مثلاً
سارة:
اومال روحت ليه؟
نديم:
روحت أخد جواب لليندا
سارة بعدم فهم:
جواب ايه؟
نديم:
مش وقته بقى هبقى احكيلك بعدين.. ودلوقتى تعالى بقى أعرفك على ماما هتشوفيها أهو ياستى قبل ما تجيلك بإسبوع
سارة بحماس:
أة هى فين عايزة أشوفها أوى
ذهب نديم وسارة إلى أمه التى بمجرد رؤيتها لسارة أخذت تمطلها بوابل من الأحضان والقبُلات وسارة تفعل المثل.. وأخذوا يدردشون قليلاً حتى قالت أم نديم بإبتسامة:
مستعدة ياقمر هنقرأ الفاتحة الاسبوع الجاى يا عروسة
إحمرت وجنتى سارة خجلاً وقالت:
إن شاء الله يا حبيبتى دا أنتو هتنورونا والله
فاخذوا يمدحون بعضهم البعض بكلام المجاملات المعتادة.. حتى جاءت أم ليندا وقابلت سارة هى الآخرى وحيتها بحرارة وأكملو حديث ثلاثتهم -سارة وأم ليندا وأم نديم- حتى خرجت ليندا من غرفتها وهى تحمل صغيرتها على يديها فإلتف حولها المهنئين من كل صوب فذهب إليها نديم وسارة وقام نديم بتقديمهم لبعض فقالت سارة بسرور:
ألف مبروك يا ليندا ربنا يخيهالك
تمعنت ليندا النظر فى سارة ثم قالت بنبرة حاولت بها أن تُخفى حزنها الشديد:
ربنا يبارك فيكى ياقمر
سارة برقة:
ممكن أشلها
ليندا بسرور مصطنع:
طبعاً
حملت سارة ندين برفق وأخذت تداعبها هى ونديم فى حنان وهم يضحكون وينظرون لبعضهم البعض بحب.. و ليندا تتابعهم وتبتسم بينما هى من داخلها تبكى بشدة على ما أضعته من يدها.. فهى خسرت الكثير من الأشياء الجيدة التى لم تُدرك قيمتها قط إلا عندما فقدتها.. فكانت أكبر الأشياء الرائعة فى حياتها هو نديم الذى لم تفهمه ولم تحبه يوماً ولو نصف حبه لها حتى.... ظلا نديم وسارة يُلعيبان ندين برفق وهم فى قمة السعادة وإعتلت الأجواء اغنية السبوع الأشهر (حلقاته برجالاته) فأخذ الجميع يصيحون مع الأغنية وإلتف الأطفال حول سارة ليداعبو الطفلة فى حنان بينما تضحك هى ونديم وهما فى قمة الفرحة وليندا تتابعهم من بعيد بعينين دامعتين بينما الأغنية فى زروتها وهى تقول:
يارب يا ربنا تكبر وتبقى أدنا تلعب وتجرى زينا وتبقى أكبر منناالنهاية
تمت بحمد الله
أنت تقرأ
لا تقتربي ( الجزء الثاني)
Misteri / Thrillerتكملة أحداث الجزء الاول من الرواية.. تصميم الغلاف: هدير على❤️❤️