كان الصباح يتدثر بماء الذهب من تلك الاشعة الفاتنة التي ترسلها الشمس عند السادسة صباحا حيث جهزت بتول الانيقة شاي الصباح وذهبت لتوقظ النيام . فهم يأخذون غفوة بعد صلاة الفجر عادة .. زوجها شمس الدين
وبنتها فيروز 22 سنة وابنها محمد 20 .سنة ولكنها امتنعت ان توقظ سهى (الجميله جدا" لحد الدهشة والافتتان)
البالغة 17 عاما" ولما حاول محمد ان يجر من سهى الملاية التي تغطي بها جسمها منعته امه قائلة" .
سيبا يامحمد بتكون تعبانة .. خليها تأخد راحتها .. على مهلتها بتقوم.. انا بخلي ليها حقها في الشاي .. تعالو انتو اشربو .. .فيروز عليك الله سريع.. اشربي الشاي وكنسي سريع .. وتعالي غسلي عدة الشاي ..
فيروز متذمرة : والله انا زاتي ماعارفة اعمل شنو واخلي شنو . وبت العز دي مخلينها على راحتها ابرة في حيط مابتدحلها .!!
الحمد لله .. غايتو مابنقدر نقول حاجة .. حكم القوي على الضعيف..
فقاطعتها امها : يابت وطي صوتك .. اختك بتصحى .. لو صحت انا مابسيبك..
انتي مالك بتغيري منها كدي.. اول مرة اشوف لي بت بتغير من اختها .
دي اختك الصغيرة .. على الاقل تعطفي عليها وتحني عليها .. غايتو بنات الزمن ده الله يسترنا منهن ..
الوالد شمس الدين.. واقف جمب الوضاية .. بتسوك .. ويعاين بطرف عينو للنقاش الصباحي ويتبسم ..
ومحمد يتمطى.. ويتثاءب .. وكأنه لم يكمل نومه..
فيروز تحاول ان ترفع صوتها .. عشان سهى تصحى.. وتساعدها في الخدمة المردومة
.. وسهى شعرت بالضجة .. لكن استمرت في النوم..
وبقت تتقلب وشالت المخدة ووطوتها على راسها واضنيها كدا ..عشان ماتسمع. وامها شكلها زعلت من التصرفات بتاعة فيروز ...
وحست انو سهى انزعجت .. قامت بتول الام قالت لفيروز : انتي الله ليك من سهى دي .. سهى دي .. قاطعة قلبك ومصرانك .. لانك لابتشبيها ولابتجي بي عندها.
هنا فيروز سكتت ساي.. وخاطرها انكسر.. ودنقرت في الارض .. وقامت بدون ماتشرب الشاي ..
الابو قال لفيروز دي بقت اسطوانة ثابتة.. انتي بتغيري من اختك .. وامك بتشكرها .. وانت تزعلي.. غايتو الله يصبرنا معاكم ساي ..
بعدين انتي يافيروز .. المفروض تتقبلي الحقيقة.. البت دي اختك الاصغر .. وهي محتاجة لعطفك .. بدل ما تشيلي شوفك وتختيهو فيها .. خلي قلبك معاها ..
فيروز قالت لابوها حتى انت يا أبوي .. انا بحب اختي وبعطف عليها.. بس فرزة امي بقت ظاهرة وبتدلعها دلع خلاها طلعت لي في راسي.. وبقت مابتحترمني
وماعندها لي اي حساب..
لدرجة انا حاسة اني بقيت مضايقة منها .. وماحاسة انها اختي... شنو يعني سماحة الشكل الما معاها اخلاق ولاتربية؟.. بعدين الجمال ده .. قسمة من الله .. ومافي داعي الناس تميز بين البنات على اساس درجة الجمال ..
وبتقول في الكلام ده وهي منفعلة شديد ..
المهم بت العز الاسمها سهى .. صحت غضبانة شديد.. وشكلها سمعت جزء من كلام اختها القالتو..استيقظت بت العز من نومها وهي عابسة ومطرمة..
وانفقعت بالبكاء.. والبكاء زاتو شكله مختلف ..
{نوع من النياص المخلوط بأحتجاج بي كلام غير مفهوم.}
مرة مرة تطلع كلمة مفهومة . ( انا ياماما بتك دي ماعارفاها مالها معاي أيييييييي .. انا بعد كدا انا بخلي ليها البيت ده .. ايييييي .).والباقي كتير مامفهوم . امها خلت الشاي وقامت قعدت جمبها تمسح ليها في دموعها وتحنس فيها بتقول ليها:
انتي ياسهى مابتعرفي الغيرة ؟دي غيرة وحسد
خليناها لي الله . عشان ماعندها لونك لاعندها شعرك ولاعندها عيونك..
انتي المفروض اصلك ماتبكي .
وتثبتي ليها انك ملكة بنات البلد مش ملكة البيت ..
وفيروز هناك تسمع في كلام امها مع سهى ..
وكل كلمة تنزل على قلبها متل الخنجر .
بتول جابت الشاي والبسكويت وقالت ليها قومي غسلي وشك واتسوكي وتعالي اشربي الشاي ماتشتغلي بيها ..
وطبعا فيروز عارفة انه البكا بتاع سهى بكاء مصطنع وهدفها ان انها تحنن قلب امها وتستدر عواطفها فقط وتطلع فيروز غلطانة .. ودايما بتعمل كدا ..
وفيروز مابيدها تعمل شي .. في النهاية ديل امها وابوها وما ممكن تخسرهم عليها بالصبر غير كدا مافي طريقه ..
دي كلها افكار داخلية تتوارد على ذهن فيروز ..
الايام دي ايام الاجازة فيروز اصلا في تانية اقتصاد.. في جامعة معروفة ..
وسهى قدمت في نفس الجامعة .. في كلية مختلفة .. وطبعا ده لقاء مدبر.. عشان بتول وشمس الدين.. عارفين انو فيروز واعية.. وعايزنها تكون مع اختها في جامعة واحدة..
عشان تراعيها وتراقب تصرفاتها ..
وطبعا ماوصوها بالكلام ده.. لكن هم متأكدين انو فيروز من نفسها حتعمل الحاجة دي.
دي من ناحية السيرة الاكاديمية.. لانه في حاجات كدا حتحصل في الجامعة .. برضو لازم نكون متابعنها .
بعد كم يوم كدا من حادثة الشاي ..
سهى وفيروز كانو معزمين خطوبة بت خالتهم باللفة كدا .. وسهى ماكانت جاهزة .. يعني هدومة لامغسلة لامرتبة..
قامت من الصباح ماسكه يدها و تئن .. ومشت لامها قالت ليها ياماما انا ماح امشي معاكم الخطوبة .
امها قالت ليها ليه يابتي؟ كدي الخطوبة بتكون مسيخة .. انت نور الحتة كلها .. والبنات كلهم بنتظروا جيتك عشان يشوفو ابداع الخالق ..
وفيروز قاعدة هناك خاتة يدها تحت حنكها كدا تعاين متمحنة .
سهى قالت لامها : بس ياماما انا ماجاهزة .. هدومي لامغسلة لامكوية
ويدي واجعاني اظني كنت راقدة غلط .
وماعندي اخت تجهز لي هدومي ..
ودي كلها خطة عشان هي كسلانة .. وعايزة فيروز تغسل ليها هدومها .. وتكويها ..
امها قالت ليها ليه؟ فيروز اختك حبيبتك قاعدة ..
طبعا فيروز اتخلعت من الخطة المحكمة.. لانها فاهمة اختها..
وعارفه امورها ..
امها كروركت ليها .. يافيروز يافيروز ..
ردت ليها نعم يا امي . قالت ليها عليك الله جهزي غيار لاختك .. عشان تمشي معانا ..
قالت ليها حاضر يا امي .. وقامت البت المسكينة وبدأت في التجهيز ..
سهى جات عاينت ليها بالشباك .. ورسلت ليها بوسة من بعيد بتاعة سخرية كدا .. عارفين شكلها كيف ..؟
الزول بفتح يده ويقبلها ثم ينفخ عليها باتجاهك ..
طبعا" فيروز اتغاظت جدا .. ودمها فار.. لكن صابرة ساااااي عشان امها ..
والام ماقادرة تحس بالحاصل..
اتصل ابوهم من الشغل.. وقال انا مابقدر اوديكم للخطوبة دي..
حيجيكم شرف ودعمتكم .. يوصلكم ويرجع قالو جميل ...
شرف ده (شرف العايلة) وزول اخلاق ودين وقروشو النار ماتأكلها. عنده شركة بتاعة اعلانات مشهورة . وعنده املاك وحاجات كتيرة .. وكان نفسه يشوف بنات خالو سمش الدين لانه نفسه يتزوج من الاسرة..