الفصل الأول

25 5 6
                                    

حانة على قارعة الطريق

"هارولد، توقف عن الشرب ستثمل!" ألقيت بثقلي على كتفه و رحت ابتسم لسام الذي نأمت عنه ابتسامة صغيرة، سمعتُ ضحكة هارولد الصاخبة و عاد بظهره إلى الخلف ناظراً لعيناي بجفونٍ ذابلة
"هل تظنين أتيت لأرقص؟! بالتأكيد كي أثمل!" لا أعلم لما بدأت بالضحك بهستيرية الآن، هل على مظهره المبعثر الذي يوحي بأنه خرج من أسفل شاحنة مُسرعة على طريق 66 أم لطريقة كلامه التي تشبه متعاطي المخدرات، أعتقد على كلاهما!

"هارولد تشبه مُزارع ضخم ذو كرشٍ كبير و عضوٍ صغير" انفجر الجميع بالضحك بعدما تفوه ويليام بكلماته المُنحرفة المُعتادة، ضحكتُ قليلاً من ثم أحطتُ خلف عنق هارولد بذراعي و رحت انظر لعيناه بذبول، "أحقاً ما يقول؟!" رفعتُ له إحدى حاجباي و تمكنت من إخفاء ضحكتي بينما نمت على ثغره ابتسامة جانبية و لعق برأس لسانه جوفَ خده
"تُريدين التجربة حُبي؟" شعرتُ بالدماء غلت في رأسي وامتقعت وجنتاي باللون الوردي، أملت وجهي على كتفه و غرزته بقميصه الأسود ذو قماش الساتان و غرقت برائحة عطره الأخاذة، "لقد ذابت" علّقَ على حركاتي آدم لابتسم ضد بشرة هارولد
"اتركوا فتاتي و شأنها!" صاح هارولد ليقهقه الجميع و أعانق انا خصره بالمقابل
"كنت دوماً اتسائل لما لا يرتبطان" فورما تفوه سام بذلك أبعدتُ نفسي عن هارولد و أرجعت خصلة من شعري لخلف أذني بحرج و أعتقد قد لاحظ الجميع ذلك فقد أردفَ ويليام "هيا يا شباب يجب أن نعود للسكن قبلَ أن يأتي العم جورج و نصبح جميعنا في الشارع"
"لعلمك هو فقط حارس أمن" همسَ آدم بأذنه ليرمقه ويليام بدوره، "عندما يتكلم الكبار أنت صههه" أشار بسبابته على شفتيه ليقلب آدم عيناه بتململ و نهض متناولاً أغراضه من على الطاولة
"هيا هارولد" أسندته على كتفي انا و سام وراح يترنح للجانبين
"برج أيفل تحول لبيزا!" قهقه آدم من ثم قام بحمله كالعروس و هارولد كل ما فعله هو أنه أصبح يُحرك ساقيه للأعلى و الأسفل بغنج، الجميع ينظر إلينا الآن و نحنُ حقاً لا نهتم!

الشقة أربعةٌ وسبعون

وصلنا الشقة و ساعدني سام على إسناد هارولد بينما قمت انا بفتح الباب، "شكراً لك سام" اخذت هارولد منه ليحك خلف عنقه و يبتسم زاماً شفتيه، "أمم، هل هناك شيء سام؟" أخذ نفساً و زفره بهدوء "انا فقط أردت أن اعتذر عن ما قلته في الحانة" رفعتُ له حاجباي مبتسمة، "لا اعتقد أنه يوجد شيء كهذا بين الأصدقاء"
"هايلي هيا" شعرت بوجه هاري الذي انغرز بعنقي لاقهقه بحرج و أنا انظر لسام، "ليلة سعيدة" غمز لي و أدار ظهره، اغلقت الباب خلفه و نظرت لهارولد الثمل "بحركاتك هذه لن يقتنع احد أننا صديقان"
"لا أهتم" تمتم بثقل

عانقت ذراعه حتى وصلنا إلى السرير، "ها أنت ذا" همهم بانكتام و ألقى بنفسه على معدته ليعانق وسادته غافياً بهدوء فوقَ الفراش، بدلت ملابسي بعدما تأكدت من نومه و اقتربت نحو سريري و أخذت امسح ما تبقى من مستحضرات التجميل، ألقيت نظرة عليه غارقاً في نومه لأتمدد بدوري و اطفئ المصباح من جانبي، ما هي إلا دقائق حتى برز صوته الثقيل وسط الظلام مُنادياً بإسمي
"أجل هارولد" أدرت جسدي ناحيته ليتمتم
"تعالي إلى جانبي"
"إيها الثمل الكسول" نهضت من سريري متقدمة نحوه من ثم ألقيت بجسدي جانبه، لفَ ذراعه حولي و انغرز بين أضلعي لأشعر بدفئ بشرته من فوق الثياب، أغمضت عيناي على وقع أنفاسه التي تلفح بشرة عنقي و غطيت بنومٍ عميق.

Hurts Like Hellحيث تعيش القصص. اكتشف الآن