Dear me

185 20 0
                                    


إن كلّ ما أستطيع أن أرغب به الآن، هو أن تكوني بخير دائماً. أن تحافظي على ثباتكِ وشغفكِ. من الثبات ما يكفي لتحمّل الأشياء التعيسة والمحتّمة في هذه الحياة بهدوء، ومن الشغف ما يكفي لانتظار اليوم التالي بشيء من الرضا والحماس. ما أرغب به حقاً، هو أن تبقى الأشياء التي تفضّلينها جميلة في نظركِ، وقادرة على أن تبعث السلام في نفسكِ، والدفء في قلبك. قادرة على أن تجعل عينيكِ تتوهّج حين تشاهدينها وتقع بين يديكِ. هذا كل ما أرغب به، ليس لأنكِ تعني لي الكثير وحسب، ليس لهذا السبب وحده، بل لأنكِ فعلاً تستحقين ذلك، لأنكِ جديرة بهذه الطمأنينة. أعرف أنني يائس بما فيه الكفاية لعجزي عن مساعدتكِ في هذا الشأن، ولكن حاولي بكل ما لديكِ من قوّة أن تكوني كذلك، وأن تُبقي على روحكِ خفيفة، أن تبحثي عما يغمرها بالبهجة والسرور.

...

تستطيعين أن تشعري بالحزن الشجيّ في بعض الأحيان، ذلك الذي يُهدّئ النفس دون أن يدمّرها، ولكن إياكِ أن تصلي للحزن الكامد الشديد، لأنه ينقلب مع مرور الوقت إلى يأسٍ عميق لا يمكن للإنسان أن يتخلّص منه، أو يُحطّم قيوده متى صار خلفها. أعرف هذا من نفسي، أعرفه بتجربة، فهذا الإكتئاب الصامت الذي يختفي وراء سلوك هادئ كالوحش تماماً، يدكُّ النفس دكّاً ويجعلها خراباً، وفي النهاية يعمّر بها الإحباط والكآبة. وفي الكآبة تكمن جميع الشرور. إن التلف النفسي لا يبقى نفسيّاً، ولا بدّ أن يصبح عضويّاً في يوم من الأيام، وعندئذ لن تشعري بأن روحكِ ثقيلة وحسب، بل جسدكِ بكامله، ستشعرين بالكآبة تجري مع دمائك وتثقل أطرافكِ، وعندئذ سترفضين حتى مغادرة غرفتك، وتؤثرين البقاء فيها وحيدةً دائماً، وأنتِ بالطبع أكثر نبلاً وجمالاً من أن تعيشي مثل هذه الحياة البشعة والرديئة.

Idk ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن