الفصل الثاني الجزء2

97 1 1
                                    

هتفت إيلين بحماس شديد و هي تتكلم مع حنين في الهاتف : حقاً ...... متي تحديداً سوف يتقدم ألم تخبريني صباحاً أنه مازال يفعل ما بوسعه
ردت الأخري بخجل ممزوج بالسعاده : نعم بالفعل لكن ما إن عُدت وجدته يخبر يامن أنه سيأتي في الغد ......
ثم تلاشت فرحتها و اختفت أبتسامتها قائله بنبره خائفه و مهزوزه : اتمني أن يوافق أبي ..... لقد رفضه المره السابقه قبل أن يقابله حتي ..... و بدون سبب مقنع
أمتقع وجه إيلين لكنها قالت بهدوء مصطنع : لا تقلقي ياسين لن يتركك لأحد غيره ..... حتي اذا رفضه والدك بالتأكيد لن ييأس .... أنسيتي ماذا فعل من قبل حين خُطفتي و نحن صغار
أغمضت حنين عينيها ثم أبتسمت بخجل قائله : كلما أتذكر هذه الحادثه ورغم ما تسببه لي من ألم عند تذكرها ولكن بها ايضاً أشعر أن حبي له يزداد يوماً عن يوم .....
ثم هتفت بصدق : أنه مصدر أماني بعد يامن ..... الشخص الوحيد الذي اشعر معه بالأمان بعد يامن
سألتها إيلين بحذر : و ماذا عن والديكِ
ضحكت حنين بسخريه قائله : لا بالنسبه لوالدي أشعر معهم بالضياع ...... أشعر و كأنهم يكرهونني ..... إنهم يفضلون أسامه عني يا إيلين رغم أنه الصغير لكنهم لم يرفضوا له طلب ..... لكن حينما اطلب انا ..... تبدأ الاسئله و المحاضارات و لم يتحقق اي من مطالبي ...... بالماضي كنت أخبر نفسي أنه لا يوجد أب و أم يكرهون أبنائهم لكن......
قاطعتها إيلين بحده قائله : لا لا يا حنين يوجد ..... و اكبر مثال امامك هي امي صوفيا لا بل الاستاذه مديرة الأعمال الشهيره صوفيا هانم ...... الذي اخجل حين ادعوها بأمي إنها شيطانه متنقله
أتسعت عين حنين ثم قالت بسرعه : إيلين لا تقولي هكذا عن والدتكِ ف رغم كل شيئ إنها .....
قاطعتها إيلين مره اخري قائله بنبره لاهثه من شدة الغضب : لا تنطقيها ..... إنها ليست بأمٍ حتي ..... انا لم اكدب إنها فعلاً شيطانه متنقله ..... انا اكرهها كما لم اكرهه أحد من قبل
صمتت حنين بحزن و لم تعلق فهتفت الأخري بنبره مكسوره : الشئ الوحيد الذي كنت أتمناه و بشده ..... أن أنشأ بين أسره مترابطه يكون لي أب و أم يحمونني ......
قاطعتها حنين بدون ان تشعر : ليس ضرورياً فأنا لدي أب و أم لكني لم أشعر بهم ليس لهم أي تأثير جميل علي حياتي
صمتت كلتاهما و كلاً منهم لديها ما تحمله في قلبها لهذا هتفت إيلين بسعاده و هي تمسح دموعها الصامته : حسناً ....... لا تفقدي الأمل ياسين لن يتركك
أبتسمت الأخري تلقائياً ما إن سمعت أسمه ثم قالت برقتها المعهوده في الكلام عنه : أعرف ذلك
ضحكت إيلين قائله : حسناً إلي اللقاء
هتفت حنين قبل أن تغلق الخط : إلي اللقاء
ثم وضعت الهاتف بجانبها و هي تسترجع ذكرياتها القديمه و هي تري لأول مره ياسين المجنون

(عـــودة بـــالزمــن )

منذ تسع سنوات كانت حنين و إيلين في مدرستهما بالصف الأول الإعدادي كانت احوال البلد حينها ليست علي ما يرام فقد كانت تنشب مظاهرات و معارك و قد تعرضت البلاد حينها للنهب وعدد كبير من الخطف و السرقه و التهجم علي البيوت ..... كانت في حالة دمار ..... إيلين لم تذهب للمدرسه كعادة كل طلاب المدرسه لكن والد حنين ذو الرأس الصلب كان يجعلها تذهب للمدرسه يومياً هي و يامن إيجبارياً أما عن أسامه شقيقهم الثالث فقد كان صغيرا ....... و في يوم من الايام حدث شئ كان متوقعاً حدوثه فقد هجم عدد من المسلحين علي المدرسه و لقلة عدد الطلاب استطاعوا أن يخطفوا عدد كبير منهم حينها كان ياسين يأتي المدرسه أيضاً لكن ضد رغبة والدته و والده حتي لا يترك حنين بمفردها رغم أنها لم تعرفه حينها لكنه كان يحبها بل يعشقها سراً ...... دائماً ما كان يراقبها خلسه في المدرسه و يراها دائماً تجلس مع صديقتها المقربة إيلين و حين تتغيب إيلين تظل بمفردها حتي جاء هذا اليوم الذي هجم فيه المسلحين علي المدرسه كان في الطابق العلوي للصف الثانوي و رأي من النافذه هؤلاء الرجال و هم يضربون الحارس و يقتحموا المدرسه حينها لم يفكر لثواني و انطلق نحو فصلها بالطابق السفلي و دلفه لكنه لم يجد أحد سواها حتي المعلمين والمعلمات لم يكونوا بالمدرسه فركض نحوها بسرعه و انهضها ببعض العنف صائحاً : هيا هيا انهضي
لكنها انكمشت علي نفسها برعب و تجمعت الدموع في عينيها و لم تنطق بحرف فزفر بحنق و ربت علي كتفها بحنان قائلاً : اسمعيني يا حنين ..... الأن سوف نهرب من المدرسه .....
قاطعته بخوف : من أنت ..... و لماذا ..... ؟
رد ياسين بسرعه متجاهلاً سؤالها الاول : حتي نكون بأمان يوجد رجال بالخارج يحملون أسلحة و لو رأونا بالتأكيد سيخطفوننا ..... أتبعيني حسناً ؟
هتفت برعب و قد بدأت تبكي : يامن ..... يامن اخي ..... اين هو ؟
أمسك يدها و هو يرد عليها قائلاً بحزم : لا تقلقي سنبحث عنه لكن لا تصدري صوت حسناً ؟
أومأت برأسها في طاعه و هي تسير خلفه ......خارج الفصل كان المدرسين والذي كان عددهم صغير بسبب احوال البلد وما يوجد فيها من دمار ينفدون بجلدهم صارخين في رواق المدرسه وهكذا كان حال الطلاب الذي لا يكثر عددهم عن عدد مدرسين المدرسه وكلاً منهم لا يهمه سوي الفرار من الذين اقتحموا المدرسه و ما إن خرج ياسين وحنين من الفصل حتي ركض ياسين بسرعه نحو الدرج مقرباً منه سيلين بعض الشيء حتي لا يصتدم بها احد من الذين يهرويلون جرياً ثم هبطوا الدرج و أذانهم تلتقط ما يحدث بالطابق الاخير من تحطيم وصراخاً عالياً ...... كاد أن يكمل طريقه لكن رأي رجل ضخم الجثه هيئته مرعبه يأتي من بعيد فدفعها بسرعه نحو أسفل الدرج و وقف أمامها مباشرةً يحميها و يعطي ظهره لجهة الرجل كانوا مستورين بعض الشئ لكن الذي يدقق النظر يراهم بوضوح
كانت المسكينه تبكي و تكتم شهقاتها بيدها و جسدها الصغير الذي يغطيه هو بأكمله يرتجف بقوه فأنحني عليها ياسين و همس في أذنيها بنبره بثت الطمئنيه في قلبها : لا تقلقي يا حنيني ..... سأحميكِ انا هنا لحمايتكِ
رفعت رأسها إليه و دموعها تغرق وجهها ثم همست بأرتجاف : اخي ..... أريد اخي
كاد أن يرد لكن لسوء حظهما رأهم الرجل فجذب ياسين بعنف شديد للخلف من ملابسه و كبله فصرخ ياسين في وجه حنين المتسعة عينيها من شدة الرعب : اهربي اهربي يا حنين .....هيا اركضي لهذا الدرج
نظر الحارس إليها نظره ارعبتها لذلك ركضت بسرعه إلي حيث أشار ياسين و ما إن هبطت درجه واحده ظهر أمامها رجل آخر من العدم فجأه ...... فصرخت برعب و هي تعود نحو ياسين تنظر إليه ببكاء أما هو فكان يتلوي من بين ذراعي الرجل صارخاً : اهربي إلي اي أتجاه يا حنين
كادت أن تفعل لكن حملها الرجل الاخر بسرعه بذراعٍ واحده فقط قائلاً بغلظه : إلي أين أنتِ ذاهبه يا صغيره
صرخت حنين برعب و هي تدير رأسها تنظر الي هذا الشاب الذي لم تعرفه أما هو فلم يهدأ بين ذراعي الرجل يحاول بأي طريقه أن يفلت منه لكن قوة الرجل كانت كفيله بتكبيله ، فصبي مثله بالصف الأول الثانوي لم يكن بالقوه الكافيه التي يعارك فيها رجل ضخم الجثه هكذا
لم تتذكر حنين شئ اخر بعدها ..... فقد فقدت الوعي من شدة الرعب ولكن أذنيها التقطت صوته و هو يصرخ بأسمها بكل ما أوتي من قوه
بعد فتره دفعه الرجل بعنف شديد داخل غرفه متسخه متهالكه حتي وقع أرضاً ثم ألقي حنين الفاقده للوعي بجانبه قائلاً بسخريه : يبدو انكم أقارب سأجعلكم في نفس الغرفه حتي يحين موعد العمليه
تفجرت براكين ياسين فنهض بسرعه و لكم هذا الرجل بكل ما أوتي من قوته حتي أطاحه أرضاً حيث ان ياسين كان يمتلك جسدا قوي حتي انه طويل القامه عريض المنكبين فدلف الرجل الاخر و لكم ياسين عدة لكمات في وجهه حتي كاد أن يفقد وعيه ثم هتف بغضب : انت يا *** اجلس هنا و لا أريد إزعاج ..... لو فعلت هذا ثانيةً سأدفنك حياً
ثم اتجه للخارج و اتبعه الرجل الاخر مغلقاً الباب خلفه بعنف
اتجه ياسين بسرعه نحو حنين الملقاه علي الأرض و هتف بخوف : حنين ..... حنين افيقي
ثم ربت علي وجهها بقوه قائلاً بصوت عالي : حنين .... هيا أستيقظي و لا تُخفيني اكثر ارجوكِ
ثم ربت علي وجهها عدة مرات حتي بدأت تستفيق فزفر براحه أما هي ما إن استفاقت تماماً انتفضت واقفه برعب لكنها شعرت بساقيها لم تعد تحملها فوقعت أرضاً تبكي بألم تفحصها ياسين بعدم فهم ثم سألها قائلاً بقلق : ماذا بكِ ؟
شهقت حنين باكيه ثم قالت و هي تضغط علي ساقها بقوه : ساقي تؤلمني
نظر ياسين علي ساقيها بسرعه و بتردد شديد وضع كلتا يده علي ركبتها فأنتفضت خائفه لكنه طمئنها قائلاً : لا تخافي لا تخافي
ثم ثني ركبتيها ببطئ شديد فصرخت متألمه فتوقف تماماً هاتفاً بغضب : بالتأكيد بسبب هذا الحيوان الذي ألقاكِ علي الأرض بعنف
سألته مباشرةً و هي تنظر لعينيه بأستغراب بعينيها الباكتين : من أنت؟
تنهد ياسين قائلاً بأبتسامه باهته : انا ياسين

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

أنتشلتها امها من شرودها صائحه فيها بحده : هل انتي صماء ..... لقد ضاع صوتي و انا انادي عليكِ هيا انهضي و أتبعيني
نهضت حنين بتثاقل و سارت خلف امها بطاعه حتي لا تفتعل مشاكل في غياب يامن



،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،______________________________________________،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

في مكان أخر رجل ما يبدو عليه الثراء يتحرك في مكتبه ذهاباً و إياباً و هاله من الغضب تحيط به يكاد يحطم المكتب و يقلبه رأساً على عقب
التفت خلفه و صرخ في مساعدته بغضب ارتعبت منه المسكينه : كيف .... أخبريني كيف حدث هذا ..... كيف لهذه المرأه أن تربح المناقصه كيييـف ؟
هتفت المساعده برعب من صوته الجهوري المرعب : لا اعرف لا اعرف سيد فِراس لقد وصل لي هذا بالبريد منذ دقائق اقسم لك لا اعرف كيف
صرخ فيها مره اخري قائلاً و هو يعطيها ظهره و يستند علي مكتبه : اغربي عن وجهي الأن
هربت الفتاه بسرعه و هي تحتمي بمكتبها اما هو فقد أخذ صدره يعلو و يهبط و كأنه بركان سينفجر في أي لحظه ثم هتف بتوعد و عينيه الزرقاء المخيفه تتوهج بوميض مرعب : حسناً فقد بدأ اللعب ..... فلنلعب إذن يا صوفيا

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 30, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

اسيرة عشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن