بـُـزُوغُ اَلفَـجـرِ

قِطعَةٌ مِنَ الجَحِيم ¹

فِـي بريِـطانيـا ( لَنـدن )
الخَامِسَة والنِـصف صَبَـاحَاً

" لا تُشرِقِـي أَتوسَّلُ إليًكِ"

أَنبَأتُ مَع غَصَّـةٍ عَـالِقةً فِـي حَلقِـي

أَرمُـقُ بِمقلَتـيَّ المَـاطِرَة ذَلِكـ البُعـْد الذِي شـَقَّ طريقَـهُ مِن بَيـنِ ثَنـايَا السَتائِر

أُحاوِلُ قَمـعَ تِلـك الذِكرَيـات مِـن التَـدفُقِّ ، و بَـدأتُ أشعُرُ بالـِاختِـناق

هَـا هُـو قَـد بَـدَأ..

أشعـُرُ بضُلوعِـي تَـتقَـلَّـصُ حَتىٰ اقـتَرَبَ قلبِي أن يتفَـجِّـرَ بِالدَاخِـل..

إنّ التَنـفُّـس أقسَـىٰ عَـليّ مِـنَ البُـكـاء حتَّـى.

إنّ إدخَـال الهَـواءِ داخِـل رِئَتيّ يَحـتـاجُ إلـىٰ مَجهـودٍ أقـوَىٰ مِنِّـي.

إنّ قـلبي ينـزِفُ وَكـأنّ خَـناجـِرَ الكَـونِ أجمع قد دُقّت بِـه,

إنَـه ذاتُٰ المَشـهَدُ يُعَـاوِدُ نَفسَهُ كُلَّ يومٍ عِنـدَ بـُزوغِ الفَجـرِ..

شَـرعـتُ بِالتخَـبُّطِ ِ ؛ طَـالِبَاً بَعـضَ الـهَوَاء

ولَكِنـ رِئتَـايَ تَأبَى استِضَـافـَة أَيِّ نَفـحَة...

عـَاوَدتُّ وَ عـاودتُّ التحرُّكَـ
وَلَكِنـ جَسـَدِي يَرفُـضُ الِـإنصِيَـاع لِأوَامِـرِي

وَكَأنَّـ مَـوجَـةً مِـنَ الحَدِيـدِ صُهِـرَت واهرُقَّـت بِجَـوفِ أَوصَـالِي

تكَـادُ تميَّـزُ مِـن الوَصَـبِ، مُؤلم... مؤلِـمٌ لِلـغَايَـة..

" يَـزعَمُـونَ بِأنَّك تَطبَعِـينَ عَلَـى الكَـونِ قُبـلَة الحَـيَاةِ..
لَـا يَعـلَمـُون أَنَّـكِ إِربٌ مِـنَ الجَـحِيم.."

صَرخـتُ مِـن مَوضِـعِي بِشـَفا حُجرَتِـي مُتَألِّمَ

وَهَـا هُـمِ الخَدَمُ يُهَروِلُـونَ لِـإنقَاذِي كَالعـادَة

" قِطعَـةٌ..مِـنَ الجَحِيـم"

كانَـت هَذِه آخِـر كَلِمَـاتِي قَبـل أَن أَسقُـطَ مَغـشـِيَّاً عَلَيِّ بَيـنَ أَيـدِيهم .

───※{ يُتـبَع...}※───

أَعطُـوا الـرِوَايَـة الكَثِـيـرَ مِـن حُبِّكـُـم