السلام عليكم .....ابو فدعة
أبو فدعة :من قصص مدننا المشهورة والتي كانت تتناقلها شفاها الناس جيل عن جيل ولم اجدها في الكتب وهي من القصص الحقيقية . قصة مالك الجواميس (علي آل صويّح) المعروف بأبي (فدعة) والشيخ (حمد آل حمود) شيخ مشايخ قبيلة الخزاعل رحمهم الله جميعا تقول القصة: كان هناك راعِ ومالك للجواميس السوداء يعيش في أهوار العراق في الجنوب ، وكان رجل ذكيا على الرغم من أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب ولكنه كان ذو فطنة عالية وسرعة بديهة . وكان يعيش على حافة هذه الأهوار شيخ قبيلة نافذ قوي الشخصية مطاع بين قومه مهابا من جيرانه . وكان هذا الشيخ على درجة كبيرة من المحبة لهذا ( الدبّي) كما يُطلق على رعاة الجاموس الأسود في جنوب العراق . كان شيخ (حمد) يحب (علي آل صويّح الدبي) كثيرا ويُقربه من مجلسه ، في حين كان العراقيون في بعض المناطق من العراق يعتبرون صاحب هذه المهنة بأنه أدنى منزلة من دون سبب يُذكر ، ولذلك كان هذا الشيخ محل عتاب من أقرانه واخوانه ويلومونه دائما لإكرامه المفرط لهذا (الدبي راع الجواميس) . فقال لهم شيخ (حمد) ذات يوم : أسمعوا يا اهلي ويا اخواني ، إنما أكرم هذا الرجل لعقله وليس لشيء آخر وأنا سوف اثبت لكم بأن عقل هذا الرجل ليس فيكم من يملك مثله.على كل حال تجمعت العشيرة ذات يوم في مضيف هذا الشيخ ، فقام الشيخ وارسل العبد وقال له : اذهب وادعو لي (علي آل صويح) وقل له أن الشيخ يحتاجك في أمر . ثم قام الشيخ بالاتفاق مع افراد العشيرة بأن لا يردوا سلام (علي صويح) إذا سلّم . وقال للخادم بأن هذا (الدبّي) إذا جاء وجلس تقدم لهُ واعطه فنجان القهوة فارغا ، وإذا طلب الابريق فأتي له بالإبريق فارغ من الماء.وفعلا جاء (علي آل صويح) ولكنه دخل ولم يسلّم ، وجلس في صدر الديوان بالقرب من الشيخ كعادته ، فجاء الخادم بالقهوة وقدم الفنجان إلى (علي الصويّح) ، فلم يأخذه ، ثم كرر الخادم اعطاء الفنجان لصويّح ، فلم يأخذه صويح ولم يمد له يدهُ (وطبعا كانت هذه كبيرة على صاحب المضيف أن يمتنع شخص عن شرب قهوته) ولكن في المرة الأخيرة أخذ صويّح الفنجان وشرب القهوة .ثم نادى (صويّح) على الإبريق ، لكي يخرج إلى حاجته ، فجاء الخادم بالإبريق ووقف على رأس صويّح ، ولكن صويّح لم يتحرك من مكانه ولم يأخذ الإبريق ،
وهكذا فعل الخادم عدة مرات وفي الأخيرة قام صويح وأخذ الإبريق .تعجب الناس من تصرف صويّح واعتبروا هذا إهانة للشيخ وللقبيلة وفرحوا كثيرا لأنهم وجدوا (هفوة) على صويح يُطيحوا به أخيرا من عيني الشيخ .وعندما عاد صويّح من حاجته وجلس في المضيف قال لهُ الشيخ : أيه يا صويح لماذا لم تسلم عندما دخلت المضيف ؟ فقال صويح : رأيت الوجوه مو وجوه اهلنه .فقال له الشيخ ولماذا لم تأخذ الفنجان وتشرب القهوة إلا في المرة الأخيرة ؟ قال صويّح : لقد كان الفنجان في المرتين الأولين فارغا وفي المرة الثالثة كان فيه قهوة فأخذته !!قال الشيخ : ولكن كيف عرفت أن الفنجان كان فارغ ؟قال صويّح : كان صوت الفنجان يرن كانه جرس يدل على فراغه . ولكنه في المرة الثالثة كان ممتلئا فلم يُحدث صوتا فعرفت ان فيه قهوة فأخذته . فقال له الشيخ :
وكيف عرفت أن الإبريق كان فارغ من الماء أيضا ؟قال صويّح : عندما جاء الخادم بالإبريق كان مشيه مستقيما فعرفت أن الإبريق فارغ لأنه لو كان فيه ماء لكان ثقيل وكان الخادم يميل جانبا ، ولكن في المرة الأخيرة عرفت أن في الإبريق ماء من ميل الخادم ومشيته.التفت الشيخ إلى افراد قبيلته وقال لهم : الان عرفتم سبب تقديري لصويح ؟!!! أكبر الناس عقل هو صويّح .
وعرفوا أن الشيخ مصيب في تقديره لهذا الرجل وندموا كثيرا على قياسهم لشخصية الرجل من خلال عمله وهكذا أصبح (صويّح) مقدرا من قبل العشيرة أيضا.واشتهر اسمه فيما بعد مقترنا بإسم ابنته (فدعة) الشاعرة المعروفة .... !....تحياتي الجميع متابعين
.....
ان شالله نزل بارت جديد عن علي ال صويح...
اودعناكم