مايا تتكلم..
استيقظت باكرا عند الساعة السادسة صباحا، ذهبت مباشرة لتفقد أخي لا أدري ما ان كان هنا البارحة ام لا.. نمت نوما عميقا فعلا لم احس بشيئ على الاطلاق..
اتهجت نحو غرفته و طرقت الباب،سمعت صوته يخبرني بالدخول،اطمأن قلبي، وجدته امام الشرفة يحمل بيده صورة اقتربت منه لأجدها صورةً لوالدي رحمه الله، سقطت دمعة من عيني ثم وضعت يدي على كتفه..
مايا:كان عمرك 17 سنة فوقتها!
استدار و رسم على وجهه ابتسامة ثم اكمل..
ايمن:ايه، ديجا فاتو 10سنين
مايا:وين كنت لبارح يا خويا عيطتلك متهزش عليا، تقلقت عليك بزاف
ايمن:رحت مع سفيان بدلت شوية جو.
مايا: اممم، و وين رحتو؟
ايمن:للقالة،شفت ليزابال تاعك و عاودتلك مي مريبونديتيش
مايا:صح؟ بلاك عيطتلي كي كنت راقدة
ايمن: اممم، ايا نروحو نفطرو يا مصيبة
مايا:ههه نروح نبدل البيجامة و نجي ديراكت
ايمن: ايمالا نا نروح نجيبلكم فطاير(غرايف) و نرجع
مايا:اوك مطولش
رجعت لغرفتي وجدت بلقيس تمشط شعرها..
بلقيس:اوهوو شوفو شكون بكّر على الصباح
مايا: صباح الخير ههه نضت طول عند خويا نشوفو توحشتو،كنت حاسبتو مرجعش لبارح
بلقيس: ههه لا رجع فاليل
مايا:كنت فاطنة!
بلقيس:نضت نشرب ما لقيتو فالكوزينة يسخن فالعشا، سخنتلو و رجعت رقدت
مايا:ايهيه يا لالا ههههه مرا و نص ي ختي كون منزوجكش بخويا منيش مايا هههه
بلقيس:ههه ايا امشي عليا على صباح ربي
مايا: ياك يعجبك من قبل ههه زيد تولي سلفتي
بلقيس: هذا كامل كي سخنتلوا العشا اه يا مصيبة زوجتينا و تحمستي عاللخر.
مايا: من حقي نخير سلفتي هههه و دوكا ايا نروحو نفطرو.
بلقيس: نلبس و نلحقك.بلقيس تتكلم..
جهزت نفسي و لحقت بمايا للمطبخ،ساعدتها في تحضير القهوة الصباحية، كان الجو رائعا،القليل من زخات المطر على النافدة و رائحة القهوة التي تعبق المكان، تناولنا الفطور كلنا سويا، انا، امي، اختي، عمتي، مايا و طبعا ايمن...
تناولنا الفطور في هدوء، حتى رن هاتف عمتي،
نادية:الو..
....
نادية:وعليكم السلام، تفضل شكون معايا؟..
....
نادية:اه ناصر خويا وش حوالك وش حوالها عايشة..
....
نادية:الحمد لله، الله لا يغيبكم
....
نادية:ياك غير الخير؟
....
نادية:نشاله يارب تشرفنا بزيارتك.. بسلامة....
كانت جميع الانظار مصوّبة نحوها.. فهمت تلك النظرات و عرفت اننا نتسائل عن هوية المتصل.
نادية:هذا المحامي صاحب باباك الله يرحمو، عمك ناصر
ايمن: غير الخير يما وش كاين،
نادية: باباك الله يرحمو عندو وصية، وٓكّل هاذ المحامي باش يقراهالنا و زيد معاها الحكاية تع الورث
ايمن:نشاله خير برك، و رح يجينا هنا للدار!
نادية:ايه هكذا قال
ايمن:منين يعرف الدار؟
نادية:المحامي هادا يعرفو باباك معرفة قديمة يا وليدي
ايمن:وكتاش رح يجي؟
نادية:مع العشية نشاله
مايا:بابا مزال مننشفش قبرو و هو يقولك ورث! مناش مزروبين زيد بابا عندو غير الحانوت تع النحاس و ايمن راو قايم بيه.
نادية:علاحساب هدرة المحامي كاين عفسات منعرفوهمش، يا ولادي خلو يجي و نفهمو
امسكت امي بيد عمتي مع ابتسامة رقيقة و اخبرتها..
فتيحة:ما يكون غير الخير نادية
بادلتها عمتي الابتسامة التي تخفي حزنها و قالت
نادية:امين يا رب
سأكون صريحة، انتابني بعض الفضول لاعرف ما يوجد في وصية المرحوم،لكني سرعان ما تداركت نفسي و وجدت انه من الافضل ان اتكلم مع امي لمغادرة بيت عمتي، اصبحت الامور شخصية و لا بد من ترك بعض الخصوصية للعائلة،في النهاية الامر واقعي،و لا مجال للهروب من الواقع..
__________________________
نهاد تتكلم..
لابد ان اختي الشقية اخبرتكم عني، لكني افضل ان اعرف عن نفسي بنفسي، فتاة في 26من عمرها بسيطة انيقة، مخطوبة لعماد، بعد قصة حب دامت سنتين، انسان متفهم و عقلاني، له وظيفة بسيطة،قنوع،ملتزم و محترم لكن الاهم من ذلك انه يحبني،لم يطلب مني شيئا مخلا بالحياء ابدا، كان حبه لي واضحا في عينيه،كلمة "احبك" تتجسد في كل افعاله،لنقل انني وجدت الرجل المناسب..
وفاة زوج عمتي اثر فينا كثيرا،لقد كان بمثابة اب لنا،في الواقع كان الصديق الصدوق لابي،بل اكثر، كان اخا، صداقتهما مبنية على الحب و الايمان، بعيدة كل البعد عن المصلحة،كان يتيما، و تكفله جدي و بذلك اصبح اخ ابي الغير شقيق، زوجه جدي من عمتي و هي ابنته الوحيدة، و قد كان الوحيد المناسب،و الموثوق،أحبها و عاملها كما تستحق، كانا اروع ثنائي في نظري،لم يكن مجرد زوج عمتي، كان بمثابة اب لي... رحمك الله عمو
بعد انتهائنا من تناول وجبة الافطار ذهب كل لعمله،اكملت انا مساعدة امي و عمتي باعداد الطعام ثم قررت ان ارتاح قليلا،ما ان صعدت لغرفتي حتى وجدت بلقيس،من الواضح ان بجعبتها كلام تود البوح به..
نهاد:غير قولي راني نسمع فيك
بلقيس:ههه هه فقتيلي بلي حابة نقول حاجة ياك
نهاد:باينة كي الشمس ختيتو... انا اللي نعرفك، ايا ازرع ينبت وش كاين
بلقيس:راكي سمعتي عمتي من قبيل قالت كاينة وصية و افار تع ورث و منا
نهاد:ايه و امبعد
بلقيس:هادو امور خاصة، بين بعضاهم حنا ملازمناش نبقاو هنا كثر من هك،رح نزوروهم ساعا على ساعا مي درك لازم نخلولهم شوية خصوصية،
نهاد:فهمتك، ايه صح عندك حق لازم نخلوهم براحتهم سورتو فلحكايات تع الورث
بلقيس: و نا راني حابتك تحكي مع ماما،نتي تخليها تقنع عندك اساليبك
نهاد:المشكل عمتي متحبناش نروحو
بلقيس:رح تتفهم،زيد ماما دبر راسها، مش حابتهم يحسو بالاحراج
نهاد:انا نقول لماما و ندير اللي عليا و الباقي بيناتهم
بلقيس:يعطيك الصحة
_____________________
بلقيس تتكلم...
ما ان انهيت كلامي مع نهاد حتى احسست براحة كبيرة،اتصلت بعدها بصديقتي في الجامعة نسرين لتفقد آخر اخبار الدراسة، و حسب كلامها ستبدا المحاضرات ابتداء من الاحد القادم هدا يعني بقي امامي يومان فقط!لابد ان اجتهد هذا العام كي اتخرج و التحق بمخبر "العزيزة" للتحاليل،سبق لي ان تكلمت مع المشرف،وهو صديق والدي و قد وافق على ذلك، .كم انا متشوقة لذلك..
_________________________________________
في مكان آخر من قسنطينة..
قبل شهر...
جمال:كيفاش هذا راي عند الميكانيسا؟
أكرم:كيما قتلك بابا، تقست في شجرة و ديتها
جمال:عند شكون ديتها؟
أكرم:واحد صاحبي نعرفو ديتها عندو
جمال:درك توصلني عندو،وليت دير لاكسيدون و نا لاخبر
أكرم: داكور بابا درك نديك،اصلا مش حاجة كبيرة
مريم:تتمسخر بينا نتا؟ وجهك راو زرق،كتافك ينزفو و رجلك كيف،و نتا تقولنا مش حاجة كبيرة؟
اكرم:يما قتلك تخبطت فشجرة،صاي درك
جمال: درك نا نشوف الا شجرة و لا حاجة خلاف،خرجت متهور منعرف لشكون
مريم:جمال نحتاجك فحاجة
جمال:وي وش كاين
مريم: مش هنا
اكرم:اني رايح خودو راحتكم
جمال:اسناني فطنوبيل ني جاي
.........
جمال:اهدري يا مرا غير الخير
مريم:ني خايفة يكون قاس كاش واحد، الضربة.كبيرة يا جمال
جمال:درك نا ندبر راسي و نفهم وين و وكتاه صراتلو لاكسيدون
مريم:يا ربي و جعلها خير
جمال:صاي متقلقيش روحك،شربي دواك و ريحي
......
جمال نائب عام في الشرطة القضائية،زوجته مريم ماكثة في البيت، ابنه المدلل اكرم يبلغ من العمر 26سنة تخلّى عن الجامعة بعد رسوبه في عامه الاول، لكن اباه رفض ان يبقى دون عمل او حتى حرفة فقرر وضعه في مركز للتكوين المهني و هناك اكتشف شلة تتاجر في المخدرات،انضم اليهم بعد ان اغووه بالمال الحرام،اصبح مدمنا عليه،و حاول اخفاء الامر عن والديه..
اخته نسرين،تبلغ من العمر 23 سنة جامعية.. فتاة خلوقة تبعد كل البعد عن الشبهات،عكس اخيها تماما..
_________________________________________بلقيس تتكلم...
ما ان انهيت الحديث مع صديقتي نسرين حتى دخلت امي الغرفة،..
فتيحة:حكيت مع عمتك،وجدي كابتك رح نروحو
بلقيس:صح؟ يما ياك علابالك علاش طلبت من نهاد،مزعفتيش مني ياك..
فتيحة:لالا علاش نزعف،امور خاصة هادي و حنا مالازمش ندخلو فيها،رح نزوروهم جامي لا نخليهم..
بلقيس:ايه يما نزوروهم
فتيحة:يالاه نوضي وجدي كابتك، ني عيطت لباباك يجي لينا، قالي منا على ساعة نكون تم.
بلقيس:دكور يما.
ارتديت لباسي و صففت شعري،حتى دخلت مايا و الحزن بادي على عينيها..
مايا:رايحين يمالا
بلقيس:رانا هنا،نجيكم كل يوم و نطل عليكم
مايا:راح نتوحشكم بزاف عنقتها ثم اردفت الدار خاوية بلا بيكم
بلقيس:حتى نا رح نتوحشكم بزاااف
مايا:امم قصدك تتوحشي....... ثم نظرت بعينين ماكرتين ممازحة اياي..
بادلتها بنظرات استفهام و قلت شكون؟
مايا:باينة ههههه رح تتوحشي ايمن كتر مني
بلقيس:ههههههه مي نتي مصيبة شحال فعمرك شحال
مايا:بلعي ني كتر عليك ب 3 شهر
بلقيس:اممم باينة عليك يعني هههه رح نتوحشك نتي كتر
دخلت نهاد و اكملت هي الاخرى
نهاد: عناق جماعي و لا كيفاش *_*
مايا:ارواحي نعنقك نتي تاني شحال رح نتوحشك
نهاد:شحال
مايا:بزااف يا ودي بزااف
عمّ الصمت بعدها،ليقطعه دخول أمي للغرفة..
فتيحة:يالاه لبنات جا باباكم،راو فالصالون
اومأت الفتاتان برأسيهما ،اتجهن للصالون،حيث يوجد ابي منير،سلمنا عليه،و تبادلنا اطراف الحديث،دخل ايمن في تلك الاثناء بابتسامة عريضة، عانق أبي و بادله ابي العناق، كان عناقا حميميا تأثرنا جميعنا، حتى ذرف ابي القليل من الدموع ما ان تذكر صديقه رحمه الله
منير: وشراك ايمن وليدي
ايمن: حمدله سوال عليك خالو
أنت تقرأ
بْلُقيَس _BelQuis
Romansaالخيرة في ما اختاره آلله حياتك،هي مساحتك،محيطك،ملكك،لا تدخل فيها الا من استحق ذلك! كرونيك رائعة حواراتها باللهجة الجزائرية من قسنطينة .. جميع الحقوق محفوظة® 𝚋𝚢:𝚜𝚘𝚞𝚑𝚊✍︎