الإيحاء السادس عشر

803 33 15
                                    










كان رجلاً مُميزاً ولم يكن له معنى مناسب   لوصفه في اللغة أو للعالم  إلا  قلبي ..











ملاحظة / لم يتم مراجعة الفصل






التوتر يكاد يقتل دواخل فيل بينما يسير خلف آرثر بمركز التأهيل الذي يحتوي جروح والدة آرثر .



المرأة التي لا يريد فيل أن يتخيل ما مرت به كي تصل لهذه الحالة ولهذا المكان .



يحاول رؤية نفسه في كل مره يمرون أمام نافذة موجودة في الممر بينما يكرر في داخله أن شكله جيد وملابسه مرتبه ويبدو حسن المظهر كذلك.



فهوسه بمظهره يزداد بمثل هذه الأوقات غالباً .




( مرحباً سيد مالون ، يسرني رؤيتك مرة أخرى )



التفت فيل ناحية الصوت الأنثوي الذي أتى من أمامه ليبتعد قليلاً عن ظهر آرثر كي يرى من هذه .



فتأه شابة حيت آرثر بابتسامه مشرقة بينما تدفع خصله من شعرها خلف أذنها اليمنى .



نظراتها ناحية آرثر ازعجت فيل حقاً .



( مرحباً دكتورة ، هل والدتي مستيقظة ؟ )



( نعم ، تفضل معي . لكن رجاءً تذكر لا تضغط عليها )



أومئ آرثر بينما كان جواب الفتاة له ابتسامة مشرقة أكثر من الأولى مما أزعج فيل أكثر  وبمجرد ابتعادهما عنها حتى قام فيل بالسير بجانب آرثر بينما يميل ليمسك ذراعه كي يبطئ  وليسال أخيراً .



( من هذه آرثر ؟ )



( هي دكتورة والدتي المباشرة والمسؤولة الرئيسية عنها . تعرفت عليها العام الفائت لكونها أصبحت آنذاك دكتورة والدتي . هي فتاة لطيفة حقاً )




( لا أراها لطيفة حقاً ، مظهرها عادي )




ابتسم آرثر له بينما يقوم بالتربيت على يده الممسكة بذراعه برقه بينما يقول



( بالتأكيد ستكون كذلك بوجودك ، فلا أحد ينافس حسنك )



قلب فيل قفز داخل صدره من مديح حبيبه له ، ليحمر قليلاً بينما يسبق آرثر قليلاً و آرثر كان سعيداً برؤية لمحة من فيل البريء أمامه مرة أخرى .




الغرفة 210 حيث توجد والدة آرثر هذا ما استنتجه فيل عندما وقف آرثر أمام الباب بينما يفتحه بلطف وبدون إصدار صوت مرتفع يزعج راحة الجميلة التي في الداخل .




وفيل كان مندهشاً من جمال والدة آرثر ، المرأة كانت لتكون نجمة سينمائية لو اختارت الفن في شبابها وبالتأكيد كانت أجمل في شبابها عما الآن برأيه .



المرأة كانت تملك عينين أثيريتان بلون العسل كعيني فيل ، رموش شقراء وشعر اشقر بدون أي خصل فضية أو بيضاء ، وجهها لا يملك أي علامات تقدم في السن ، لا تجاعيد أو جلد مترهل بل كانت تملك بشرة بيضاء نقية مشدودة .


أنفها مرتفع بشموخ وصغير ناسب تناسق شكل شفتيها الرقيق ، ملامحها كانت تصرخ بالرقي .


لكن وخلف كل هذا لم يكن وجهها معبراً كانت شاردة في الفراغ تنظر بشرود أحياناً من النافذة وأحياناً أخرى تنظر لحضنها .


عينيها بدون أي لمعان أو شعور و فيل شعر بقلبه يتحطم كانت كطفل صغير لا يدرك ما حوله ، كطفل وجد نفسه بمكان غريب أو طفل معاقب مطلوب منه التزام الهدوء .



كانت كتمثال جميل بدون أي شعاع من الحياة .





( صباح الخير يا جميلة أتيت لزيارتك اليوم كما وعدتك من فترة لكن هذه المرة أحضرت ضيفاً معي  وهو شخص عزيز لقلبي )



وفيل شاهد آرثر يجلس رغم أن والدته لم ترد عليه حتى ، كان يبدو معتاداً على صمتها .



كان يفهم صمتها .




أشار إليه آرثر كي يجلس بالمقعد القريب منه أمام والدته التي تنظر إليه هذه المرة بشرود كأنها لا تراه .



جلس فيل أمام الجمال الشارد بينما عيناه تتشربان جمالها الطبيعي ، كان جمالها ادمانياً ، شيء تعشق رؤيته وبكل مرة تنظر له تكتشف أنها تحمل جمالاً إضافياً .



( والدتي ، هذا فيل حبيبي . أخبرتك مرات كثيرة عنه ، كم أن عينيك تشبهان عينيه ، كم أنكما أكثر شخصين جميلين التقيت بهما . )



فيل كان محرجاً رغم معرفته أن المرأة أمامهم لا تستطيع فهم ما يجري إلا أنه لا يزال محرجاً فهي لا تزال والدة آرثر بعد كل شيء .



( أنا فخور بكِ ماما ، الدكتورة أخبرتني أنكِ تستجيبين للعلاج جيداً وأنا كنت سعيداً بسماع  هذا حقاً ، أيتها البطلة الشجاعة )




قلب فيل انقبض بينما يلمح ابتسامه آرثر الحزينة ، يكدر أنه يكذب فمما يرى لا يبدو أنها تتحسن حتى . لكنه ظل صامتاً بينما يرى النظرة التي تشع في عيني آرثر ناحية والدته ، كانت تشع حباً ..


 

تم فتح الباب بهدوء لكن بطريقة ما سمعا الرجلين الصوت ليديروا رأسهم ناحيته لتطل تلك الشابة المزعجة بنظر فيل مع ابتسامتها المزعجة أكثر بينما صوتها تحاول تنعيم نبرته كيفما ما كان .



( عفواً سيد مالون لكن هل يمكننا التحدث قليلاً )



آرثر الذي لم يكن يعي محاولاتها استجاب مباشرة ليقف ويسير ناحيتها بينما نظرات فيل تصبح حادة ناحيتهما مع كل خطوة من آرثر حتى سمع صوت غلق الباب ليعيد نظره ناحية السيدة الجميلة .




( ابنك حقاً لا يعي ما حوله سيدتي ، إلا يرى الإعجاب الذي ترميه تلك الطبيبة ناحيته ، الغبي يدفعها للإستمرار بمثل هذه الأفعال . سيدتي ربما شفائك بطيء بسبب تلك الغبية التي تغازل عائلة المريض بدلاً من الإهتمام بشؤونها الخاصة )



زفر فيل بغضب ليكمل بينما يشتكي للسيدة التي أصبحت تنظر له بشرود هذه المرة




( أعلم أنني لا يجب علي قول ذلك لكن أنا حقاً غيور ولا أحب اظهار هذه السمة حقاً ، سيدتي ربما لا تعلمين أنا أملك مشاكل في الثقة بالنفس ومثل الناس المشابهين لتلك الدكتورة يوترونني حقاً ، يدفعونني لرؤية ما لا املكه بهم ، يجعلون دواخلي تقلق بالتفكير بأنهم يستطيعون سلبي ما أملك ذات يوم . أخاف يوماً أن يتركني آرثر لشخص أجمل مني أو من لديه شخصيه أجمل ، شخص يعلم جماله ولا يملك روح متزعزعة مثلي  و أنا حق ... )



كلام فيل توقف لشعوره بيد توضع على يده ، ليتتبع مسار اليد بصدمة ويجد أنها يد وأدلة آرثر ، قامت والدة آرثر بإمساك يده !! ،



أرتجف بدن فيل بينما يقوم بوضع كفه فوق كفها والشد عليه بينما صوته خرج مرتجفاً .



( سيد..دتي ، ه..ل فهمتي ما كنت أقوله ؟ )




لكن المرأة لم تصدر صوتاً ولا أي ردة فعل مما احبط فيل أكثر لكن جسده استجاب كله لكفها الذي ضغط برقه على كفه مما دفعه لمناداة آرثر بأقوى صوت لديه ورغم هذه المرأة لم تستجب إلا بالضغط على كفه .



اندفع آرثر لداخل الغرفة بعد سماعه صراخ فيل باسمه والدكتورة التي كانت واقفة بالقرب منه جوار الباب اندفعت معه للداخل بعدما كانت تشرح له أن والدته لا تستجيب ابداً لأي طريقه يحاولون بها معها .




( فيل ماذا هناك ؟ ، أحدث شيء لوالدتي ؟ )



لكن تساؤلات آرثر توقفت بينما يشاهد كف والدته يعانق كفي حبيبه بينما عيني فيل تلمعان ببعض الدموع و ابتسامه ترسم على شفتيه  .





( فيل ما الذي حدث )



( آرثر ... أنها والدتك هي ... قامت بإمساك كف يدي وضغطت عليه أكثر من مرة )




آرثر الذي سارع الجلوس بالقرب من فيل بحرارة آخذاً كف يد والدته بين يديه كان يطلب منها بطلف أن تضغط على كفه لكنها لم تستجب




( لما لا تستجيب لي  ؟! )




( ربما كنت متوهماً سيدي )



الدكتورة قالت ناحيته مما أزعج فيل أكثر ليقول باندفاع




( أقسم أنها قامت بالضغط على كفي )




ليقاطعهم صوت آرثر بينما يقول بصوت مأخوذ الأنفاس




( بحق السماء ، اللهي . فيل والدتي قامت بالضغط على كف يدي ، هي لم تفعل هذا من قبل ! )




الدكتورة تقدمت ناحيه المريضة المسؤولة عنها وضعت سماعة دقات القلب على صدر المرأة الساكنة بينما تطلب بصوت عملي اعجب فيل هذه المرأة .



( رجاءً سيدي  ، هل يمكنك التحدث معها قليلاً ؟ )



( لا أعلم ما الذي يجب علي قوله ! )




( فيل غني لها )




نظر آرثر ناحية حبيبه بنظرات ممتنة عاشقة ولعينيه فقط فتح فيل فمه وقام بفعل ما كان يفعله في الماضي ، غنى تلك الأغنية التي يتشاركان بحبها معاً .




( لا أصدق نبضات قلبها ارتفعت حقاً ، هي تستجيب لصوتك سيدي أكثر من أي شيء ، وعيها يستجيب لصوتك )




فيل الذي هبطت دمعة من خده مع رمشة عينيه استمر بالغناء ، أستمر بفعل ما كان يحب وما علم أنه كان طريقه للوصول للسيدة أمامه .




غنا و غنا حتى بح صوته بينما آرثر كان يخبئ وجهه  بين كفي يديه .




لكن فيل توقف ، أنفاسه تعبت ولا تقوى على الإستمرار ،




( سأذهب لأنادي المرشد النفسي )




مع خروج الشابة قام آرثر بإزاله كفيه من على وجهها ليلمح فيل تلك الدموع التي رسمت على ملامح خديه ، ليقوم فيل بالنهوض ومعانقة حبيبه بقوة بينما يسمح لآرثر بالبكاء قليلاً بعد .




مشاركاً مشاعره معه ، شاعراً  بذراعي آرثر تحيط خصره بقوة .


لكنه أبتعد قليلاً عن فيل ليبتسم له بامتنان صادق بينما يهمس بدون صوت كلمة أحبك لفيل .




أبتسم فيل بينما يشعر بأصابع آرثر تبعد الدمعة الوحيدة من على خده ، ماسحة إياها برفق .



ليوجه فيل رأسه ناحية آرثر مُقبلاً إياه ، كلاهما شاركا مشاعرهما مما حدث من قليل بهذه القُبلة التي حملت سعادتهما ، يأسهما و القليل من حزنهما .




بينما لم يلمحا ميلان أحد أطراف فم والدة آرثر بشيء أشبه بابتسامه رغم جمود ملامحها وبرود نظرة عينيها ...



















إيحاء  قناعهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن