- سيـد ويسلي وصل
سيـد ويسلي وصل -
يردد الاطفال بينما يركضون هنا و هناك متوجهين لمكتب المديرة ليعلنوها بوصوله .فتغادر المـرأة المسنة و التي نـالَت منها التجاعيد و الشيب مكتبها ، ترتدي نظارتها و تحبو خطواتها ببطئ لمدخل الميتم تستقبل احد أهم المساهمين ببقاء الميتم طوال السنيـن الماضية على حالتـه المتألقة .
و بِرؤيتها للرجل المقصود يترجل من سيارته
و يتقدم منها
تهلل وجهها بابتسامة واسعة
تظهر مدى تأثير السنيـن الطوال على بشرتها و عنقها المتجعد
- مرحبا سيـد ويسلي ، ياله من يوم جميل حين نراك فيـه -ابتسم الرجـل و حاوط كفها يُقبّله بِنبل
والذي هو عليّـه دائما
- اهلا سيدتي الجميلة -- ادخل رجاءاً -
تقوده لطريق مكتبته بظهرٍ منحني قليلاً تبعد الاطفال بلطف عن طريقهم مستخدمة عكازتهاالرجـل خلـفها بقامته المنتصبة و طوله الفارع
يمشي بهيبة مطلقة و رأس مرفوع
أحـد كفيّه في جيب بنطاله الرسمي الاسودسترته السوداء مفتوحة بالكامل تظهر قميصه الابيض و زريّه الاولى المفتوحين
فيظهـر للعيان عنقـه الاسمر بتفاحة ادم البارزة لديّه .شارب خفيف يعلو شفـاهه المنتفخة و شعيرات سوداء تتوزع حول فمـه و ذقنه بترتيب بسيط .
أنفـه حـاد و أعيـنه معتمة شبيهة سماء ليلةٍ عذبة .و خصلات شعـره الدامسة مُسرَّحة بأناقة و بعضها ينساب على يمين جبينه .
هنري ويسلي الرجـل الثلاثيني النبيل بتصرفاته .
و ابتسامة المثالية
يحظى بشعبية كبيرة في لندن و ذلـك يعـود لسلسلة الملاهي الليلية التي يمتلكها .و لطالمـا تبرع لميتم السيدة مارلين
فكانت علاقته بهذه السيدة وطيدة و قديمة .- لم أرى في طريقي ذلـك الفتى -
بعدما جلس في مكتب مديرة الميتم و مركز احد ساقيّه فوق الاخرى سألَ بنبرة هادئة تخفي خلفها فضول كبير .السيدة مارلين لـم تحتج سؤالـه عمّن يقصد
فهو عادة و منـذ اربع سنوات لا يسال سوى على فتىً واحد كلـما زارها
- ايليوت يا سيد هنري ذهب ليشتري بعض احتياجات الاطفال -