قضى ايليوت الاسبوعين الماضيين
بقلبٍ يرفرف سعادةً
و ابتسامة لا تفارق شفتيه.كل يوم موعد ينافس سابقه
كل يوم يتضرج خجلا لغزل هنري ويسلي و ملامساته البسيطة
كل يوم تنال شفاهه اجمل القبلات و يتنفس ابهى رائحة رجولية على الاطلاق .من جمال ما يعيشه
يكاد لا يصدقه و يشك بانه مجـرّد حلم سيستيقظ منـه عاجلا ام اجلا .وكل ليلة يستلقي فيها على سريره استعدادا للنوم
يتذكر ما عاشه بساعات النهار
و تلقائيا تظهر ابتسامة واسعة على شفتيّه
فينام بعدها خفيف الجسد هائما فوق السحاب .
و نبضات عنيفة تدقّ فؤاده المغرَّم .حتى أتى اليوم
الذي سيصبح فيـه رسميا زوجاً للرجل الذي يُحِّب .اطرافه لم تكن تحمله
و الغرفـة التي يجلس فيها لا تسعه
ينتظر متشوقاً و مرعوباً بِـذات الوقت .سيبتدأ صفحة جديدة بحياته
حيـاة مختلفة تماماً عن بساطة ما عاشه طوال عمره السابق .و ايليوت لم يكن يعرف كيف هي عائلة هنري
و ان كانت ستتقبله ام تعاديه و هو ذلـك الفتى اليتيم مَن قِطعِت جذوره و ترك وحيدا لا عائلة لـه .و مهما سأله عنهم كونه سيعيش في ذات البيت معهم بعد الزواج
سيتهرب هنري و يتجنب الحديث عنهم
و يخبره بانه سيعرفه عليهم بالوقت المناسب .
و بأنه يجدر به الا يرتاب و يرتبك من اي شخص بهذا العالم مادامه بجواره و سيكـون سندا له .و مع إِنْ ايليوت سيرضخ و يكف من الاسئلة والفضول حولهم
لا يزال هناك خوفا صغيرا في زاويّـة قلّبه
لا يتحكم به ولا يستطيع ايقافه .- أنت مستعد ايليوت ؟ سيـد هنري وصل -
أومأ عـدّة مرات للسيدة مارلين
تعابيـره تتأرجح غيـر ثابتة و متوترة جداً .
وهي لاحظت ذلك فسرعان ما عانقته
تربت على شعـره و تهدأه بلطفها البالغ .ثم امسكت يده و اصطحبته معها لحيث زوجه المستقبلي ينتظره بحلته الرسمية البيـضاء و شعره المصفف للجانب .
يظهـر جبيـنه و خضرة عينيّه الاسرة .هنري انتصب واقفاً فورمـا شهدته عينيّه
و تأمله بنفسٍ مكتوم و شفاه منطبقة
واخيرا ايليوت سيتزوجه بعد اربع سنوات من الانتظار و الصبر المرهق .و ايليوت تناسى توتره
لا يتمكن هو الاخر من ابعاد عينيّه عن الرجـل المنتظره في نهاية الممر بِـجانب القس .
انفاسه تسارعت لا خوفاً بل حبّاً و فورما وصل اليه
و عانق ذاك الكف اصابعه ليليها بقبلة عميـقة على بياض كفـه الاملس .
ابتهجت ملامحه الشاحبة و أدرّج ذراعه ما بين ذراع الاخر المنطوية ضد صـدرّه
هامساً بِتذمر لطيف
- اقدامي ترتجف هنري -