عابس ابن أبو شبيب الشاكري

85 8 3
                                    

✍عابس ابن أبو شبيب الشاكري
هو أحد شهداء كربلاء في يوم عاشوراء.

كان عابس من رجال الشيعة رئيساً شجاعاً خطيباً ناسكاً متهجدًا ، وكانت بنو شاكر من المخلصين بولاء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وفيهم يقول ( عليه السلام ) يوم صفين :

" لو تمت عدتهم ألفا لعبد الله حق عبادته "

وكانوا من شجعان العرب وحماتهم ، وكانوا يلقبون فتيان الصباح ، فنزلوا في بني وادعة من همدان ، فقيل لها فتيان الصباح ، وقيل لعابس الشاكري والوادعي .

قال أبو جعفر الطبري : قدم مسلم بن عقيل الكوفة فاجتمع عليه الشيعة في دار المختار ، فقرأ عليهم كتاب الحسين ( عليه السلام ) فجعلوا يبكون ، فقام عابس بن أبي شبيب ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

أما بعد ، فإني لا أخبرك عن الناس ، ولا أعلم ما في أنفسهم ، وما أعرك منهم ، ولكن و الله أخبرك بما أنا موطن نفسي عليه ، و الله لأجيبنكم إذا دعوتم ، ولأقاتلن معكم عدوكم ولأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله، لا أريد بذلك إلا ما عند الله.


وروى أبو مخنف : أنه لما التحم القتال في يوم عاشوراء وقتل بعض أصحاب الحسين ( عليه السلام ) جاء عابس الشاكري ومعه شوذب (مولى عابس) ، فقال لشوذب :
يا شوذب ما في نفسك أن تصنع ؟

قال : ما أصنع ؟

أقاتل معك دون ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى أقتل

. فقال : ذلك الظن بك ، أما الآن فتقدم بين يدي أبي عبد الله حتى يحتسبك كما احتسب غيرك من أصحابه ، وحتى أحتسبك أنا ، فإنه لو كان معي الساعة أحد أنا أولى به مني بك لسرني أن يتقدم بين يدي حتى أحتسبه ، فإن هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب الأجر فيه بكل ما نقدر عليه ، فإنه لا عمل بعد اليوم ، وإنما هو الحساب.


وروى أبو مخنف أيضاً قال : فتقدم عابس إلى الحسين بعد مقالته لشوذب فسلم عليه وقال :

يا أبا عبد الله أما و الله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز علي ولا أحب إلي منك ، ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بي أعز علي من نفسي ودمي لفعلته ، السلام عليك يا أبا عبد الله، أشهد أني على هداك وهدى أبيك، ثم مشى بالسيف مصلتاً نحو القوم ، وبه ضربة على جبينه ، فطلب البراز. وروى أبو مخنف عن الربيع بن تميم الهمداني أنه قال : لما رأيت عابسا مقبلا عرفته وكنت قد شاهدته في المغازي والحروب ، وكان أشجع الناس ، فصحت : أيها الناس :

هذا أسد الأسود ، هذا ابن أبي شبيب ، لا يخرجن إليه أحد منكم ، فأخذ عابس ينادي : ألا رجل ألا رجل ؟ !

فلم يتقدم إليه أحد ، فنادى عمر بن سعد :

ويلكم ارضخوه بالحجارة . فرمي بالحجارة من كل جانب ، فلما رأى ذلك ألقى درعه ومغفره خلفه ، ثم شد على الناس ، فوالله رأيته يكرد أكثر من مائتي من الناس ،ثم إنهم تعطفوا عليه من حواليه ، فقتلوه واحتزوا رأسه ، فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة ، هذا يقول :

أنا قتلته ، وهذا يقول : أنا قتلته ، فأتوا عمر بن سعد فقال : لا تختصموا ، هذا لم يقتله إنسان واحد ، كلكم قتله ، ففرقهم بهذا القول.
(إلى هنا)

و قد بلغ عابس من عشق الإمام الحسين (ع) مبلغاً قل مثيله.

فقد ورد في روايات أُخرى أنه لما خلع درعه قيل له: أجننت يا عابس؟

فقال قولته المشهورة:
أجل حب الحسين أجنني

وقد خصه الإمام المهدي صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف في زيارة الناحية المقدسة بالسلام بقوله:

السلام على عابس بن شبيب الشاكري

شخصيّات مع الحسين( عليه السّلام)  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن