في قصر في صعيد مصر، كان الجميع مجتمع على طاولة المائدة يتناولون طعام الفطور مع المحامي وعلى غير العادة كان ليث وحمزة ورحيل يجلسون معهم ايضاً إذ أنّ اليوم هو يوم فتح وصية احمد الشرقاوي الذي اوصى ان لا يتم فتحها الا عندما يبلغ ابنه ليث سن 18 وهذا هو اليوم الذي اتم فيه ليث 18 سن، فقاموا بعد انهاء فطورهم الى الصالون.
عامر عم ليث الأصغر: لو سمحت يا حضرة المحامي افتح الوصية.
المحامي :حاضر. فتح المحامي الوصية وبدأ القراءة.
بسم الله الرحمن الرحيم، انا احمد محمود الشرقاوي وبكامل قواي العقلية اوصي بشركتي الى ابني ليث احمد الشرقاوي، وباقي املاكي له والى اخته رحيل احمد الشرقاوي واولاد اخواتي ثائر عامر الشرقاوي وحمزة جلال الشرقاوي ...واكمل المحامي قراءة الوصية والمشاعر كانت كثيرة منها الفرح والسعادة للذي تحرر من الظلم والعذاب والذي بدأ يرسم مخطط لمستقلبه والاخرالذي بدأ بنسج خطط لدمار تلك المشاعر خطط ممزوجة بالحقد .
...بعد مرور 9 سنوات
عاد من عمله في الشركة دخل من بوابة قصره الكبير، مرّ بممر مزين من كلا الجانبين بالورود التّي تضفي على النفس شعوراً بالراحة والسّعادة. دخل الى القصر بعد أن وضع سيارته بمكانها المخصص لها صعد الى الدور الثالث الخاص به بالمصعد الموجود داخل قصره، دخل الجناح ومنه الى الحمام اخذ حماماً ليزيل عنه تعب يومه ويا ليته يزيل عنه تعب السنين التي مرّت. استلقى على سريره بعد أن أخذ حبّة منوم فهو لا ينام بدونها.
هذا هو ليث الشرقاوي الذي يمضي يومه بالعمل ولا يعود الى منزله الاّ في ساعة متأخرة يذهب الى غرفة شقيقته رحيل واخاه بالرضاعة حمزة يطمأن عليهم لكنّهم يكونوا قد غفوا فيطبع قبلة حنونة على جبينيهما ويذهب الى غرفته ورغم هذا فهو وسيم جداً بشعره الاسود الفحمي حريري الملمس وبشرته البيضاء وعيونه التي تلاطم داخلها امواج من التّعب والحرمان من الحنان وفقدان الأمان الداخلي وذكائه الشديد المشهور به في عالم رجال الأعمال.ولد مراهق يبلغ من العمر 12 سنة ونيف يعطي ظهره لمرآة قاسية ترفع السوط بالهواء وتنزل به على ظهره فيأخذ هو الضربات ويعطي صوتها للطفلين الذي يقوم بحمايتها ورد بطش واذى تلك المرآة عنهم ويحاول تهدأت الطفلين اللّذين يبلغان 5 سنوات بالرغم من آلمه لكنه لا يهتم جلَّ همه أن يوقف بكاءهما الذي يمزق نياط قلبه فيزيد ذلك من حنق السيدة وتزيد قوة ضرباتها لكنّه ابى ان يقول لها توقفي فهو قد تعلم عن والده الكرامة وعدم التذلل لأحد فالإنسان بلا كرامة لايستحق ان يعيش فالكرامة هي سبب السعادة في الحياة والحياة بلا سعادة بدنوها افضل.
استيقظ من حلمه مصدراً صوت شهقة كالغريق يمسح عرقه بعد هذا الحلم الذي ذكره بطفولته، لكن مهلاً هو لم ينسى لكي يذكره هذا الحلم الذي يحلم بمثله لكن ليس هو كل ليلة فكلهم يجلعوه يعيد ذكريات الماضي الى سطح ذاكرياته فيخشى ان يعيد النوم فيحلم تلك الأحلام السيئة لذا قام من مضجعه تواضأ وصلّى وقرأ قرآن لحين موعد صلاة الصبح فصلاها عندما أذن المؤذن ولعب رياضة كما كل صباح واخذ حماماً يريح اعصابه التالفة ولبس بدلته
أنت تقرأ
سلا الليث
General Fictionهو رجل الاعمال المشهور الذي حمى اخويه من بطشهما ولم يتذلل ان يرحموه وظل يحمى اخويه الذين كان لهم سنداً واباً واخاً واماً وبالقابل كانا كل شيء بالنسبة له. اما هي فقد نصبّها القدر لكي تخرج ذاك الطفل المحبوس داخله وتشعره بالحنان الذي فقده منذ وفاة وال...