ومر اسبوع والجميع يقوم بروتينه اليومي...
وفي الصباح وخصوصا داخل قصر ليث الشرقاوي وعلى طاولة الفطور، نزل ليث وجلس في كانه بعد ان فعل روتينه اليومي ولم ينسى ان يوقظ اخويه.
بدأ ثائر حديثه: عاوزك بعد الفطور بالمكتب.
اكتفى ليث بهز راسه.
وبعد ان انهيا طعامهما اتجه ليث الى مكتبه تبعه ثائر.ليث: عاوز ايه
ثائر بتوتر فهو يعلم ماذا سيكون تاثير حديثه عليهم ولكن يجب ان يقول له: هو… يعني ، ه… هو، ب…
ليث بنفاذ صبر: في اييييه يا ثائر، انت قاتل قتيل يعني، ما تنجز.
ثائر في نفسه(يا ريتك قاتيل قتيل يا ثائر، بس ما تقولش يلي حتقولو دلوقتي) ثم اكمل بصوت منخفض نسبياً: هوي بابا… اتصل، و… و… وقلي اقولك انو… انو…
ليث : انو اييييه
ثائر بسرعة: بابا اتصل وقالي انو انت واخواتك لازم تطلعوا ضروري. صمت يلتقط انفاسه كمن كان في سباق، ووقف يترقب رد فعل الليث الواقف امامه، ثانية… اثنان… ثلاثة…
ليث هادراً: عاوووووووووز ايييييييييه.
ثائر بخفوت: هوي قالي اقولك كدا.
ليث بعصبية: عاوز ايه مننا مش بزيادة يلي عملوا هوي وحرمه المصون.
لم يدافع ثائر عن اهله فهم ليسوا على حق ابداً لذا قال بهدوء وترويض لليث الواقف امامه: اهدى كدا واسمعني.
ليث: اسمع ايه، اتكلم هه سامعك.
ثائر بتروي: ايوه كدا، بص انت تطلع الصعيد وتسمع عاوز ايه منك وما بتضل هناك الا لتاني يوم الصبح وبتنزل، انت بتعرف بالدين وانت مؤمن وهوي عمك واكبر منك ولازم تسمع كلامو والله انا غلطان يا ابن عمي.
ليث بتفكير: لا مش غلطان بس ازاي ح اقنع حمزة ورحيل بكدا.
ثائر بسرعة: ما تقولهمش، قولهم انك حتاخدهم ع مكان وبس تقربوا من الصعيد بتقولهم، ايه رايك.
ليث: امممم، بما انو قولت الحل بسرعة كدا يبقى انك مفكر بكل حاجة، ماشي، يلا نخرج.بينما بالخارج اكل الفضول حمزة ورحيل لكنهم لم يجرؤوا على الوقوف خلف الباب والاستماع لما يقولانه فهم يعرفون عواقب ذلك ان علم ليث، فهو قد حذرهم مراراً وتكراراً ان لا يسترقوا السمع. وبقي الفضول ياكل بهم الى ان خرجا من غرفة المكتب.
ليث آمراً: اليوم مفيش كلية، وصمت.
حمزة ورحيل بفضول: ليه
ليث: كدا مزاج، بس تخلصوا فطاركم بتروحوا بتركبوا بعربيتي من غير نقاش.
حمزة ورحيل بطاعة: حاضر يا ابيه.
وبالفعل بعد ان انهوا طعامهما ركبوا في سيارة ليث وخلفهم ثائر بسيارته وخلفه سيارتين من الحراسة المسلحة.بعد مرور 6 ساعات…
وصلوا الى الصعيد، وكانت رحيل قد غفت، بينما حمزة يراقب الطريق وعلامات القلق منحوتة على وجهه باحتراف، ولكن قبل ان يسأل ليث باغته بالاجابة.
ليث بترقب لرد فعل حمزة: حمزة، احنا جايين ع الصعيد علشان عمي طالبنا بحاجة ضرورية.
حمزة بتساؤل: حاجة ايه.
رفع ليث كتفيه دلالة على عدم معرفته وبعد وقت قليل.
حمزة: طيب ورحيل انت بتعرف بتخاف من اسم الصعيد، فكيف وهي فيه تتوقع رد فعلها هيكون ايه.
ليث: علشان كدا احنا مش حنفيقها وح تطلعها انت ع الاوضة بتاعتكون وبتبقى معها لحتى تصحى وبتخليها بحضنك.
هز حمزة راسه واكمل مراقبة الطريق. وبعد فترة قصيرة وصلوا امام قصر عائلة الشرقاوي الكبير، فاصطفت السيارات الاربعة وراء بعضها كالاسطول وفتح ليث الباب لحمزة لكي ينزل رحيل النائمة. ومشوا في ممر طويل نسبياً محاطاً من كلا الجانبين بالورود بعد ان مروا بالبوابة الخارجية التي يقوم بحراستها حارسان ضخام البنية. وعندما وصوا امام البوابة الرئيسة كان في استقبالهم عم ليث عامر وزوجته وفاء فما كان من ليث الا ان يرسم ملامح البرود على ملامحه باتقان وثائر الذي من المفترض ان يهرع الى حضن والده ووالدته اكتفى فقط بالقاء التحية وكيف لا وهم من قاموا بإيذاء حبيبته وطفلته واخويها، بينما حمزة لا يفعل شيء.
عامر: ازيك يا ولد اخويا عامل ايه انت واخواتك.
ليث ببرود: الحمدالله ازيك انت.
عامر: الحمدالله، يلا ندخل جوا.
بينما ليث لاحظ نظرات شماتة موجهة من وفاء الى اخته، فساوره الشك لكنه التزم بالصمت. صعد حمزة بدون ان ينبس ببنت شفة الى غرفتهم القديمة هو ورحيل.
أنت تقرأ
سلا الليث
General Fictionهو رجل الاعمال المشهور الذي حمى اخويه من بطشهما ولم يتذلل ان يرحموه وظل يحمى اخويه الذين كان لهم سنداً واباً واخاً واماً وبالقابل كانا كل شيء بالنسبة له. اما هي فقد نصبّها القدر لكي تخرج ذاك الطفل المحبوس داخله وتشعره بالحنان الذي فقده منذ وفاة وال...