two

300 6 0
                                    


-لقد وصلنا الى استريزا .
افاقت ليا من افكارها وراحت تنظر من النافذة كانت السيارة تسير بجوار بحيرة زرقاء صافية انتابتها رعشة من الخوف لما تبين لها انها قد وصلت بالفعل الى بحيرة ماجور ، قال لها سائق التاكسى القابع على كرسيه وهو يتطلع اليها بدهشة :
-هل ستذهبين الى بسكاتورى ؟
القت ليا نظرة على الورقة: نعم عند فندق بوروميو .
-اذن تفضلى بالنزول هنا .
-ولكن هنا ..... اننا فى استريزا.
-نعم استريزا اقتربى ساشرح لك الطريق .
ومال على حقيبتها الصغيرة فحملها وبدا معها المسير بالطريق امتلا وجه ليا بالبشر ماخوذة بتلك النشاهد الخلابة ولاحظت ان السائق قد وضع حقيبتها بجوارها ثم اخذ يقترب منها :
-القارب ..... اصعدى الى القارب اخذت تنظر الى القوارب المتراصة امام الرصيف البحرى .
-انا؟ ايجب ان استقل قاربا ؟
تركزت عيناها على تلك الجزر البعيدة انها بلا شك بسكاتورى واخذت تحدث نفسها كم هى جميلة خلابة!
-نعم بسكاتورى تصلين اليها بالقارب اجازة سعيدة .
-الى اللقاء اشكرك.
اخذت ليا حقيبتها فحملتها ثم اقتربت من القوارب التى ترقد فوق الماء الصافى كان جميع من بالقوارب نائمين .... على البعد منها تحرك احد تلك القوارب اسرعت ليا بالاقتراب من القارب .
-صباح الخير .
قالتها بنبرة رقيقة كان هناك رجل يرتدى قبعة يقف فوق الحاجز الخشبى بدا كانه لم يسمعها اخذ يدير محرك القارب فخشيت ان يرحل بدونها :
-الا تسمعنى يا رجل ؟
لم يرفع الرجل حتى راسه من مكانه اخذت ليا تتساءل : لابد ان هذا الرجل ينقصه الادب الا يعيرها انتباه كعميلة تريد استعمال قاربه ؟ هبطت الى ذلك الحاجز من الرصيف ووقفت بجوار القارب الذى كان يهتز وقد اعتزمت ان تتخذ طريقة زوج امها وباعلى صوت تمتلكه صاحت فى الرجل :
-بسكاتورى من فضلك .
نظر اليها الرجل برهة ثم عاد الى الاهتمام بمحرك القارب الذى كان قد بدا ينفث دخانا وضعت ليا حقيبتها وقد انتابها الضيق والعصبية ، ادار لها راسه قليلا عندما وضعت يدها تستند الى حافة القارب لتحفظ توازنها حدثت حركة فجائية ففقدت اتزانها وسقطت فى الماء فى غمضة عين اطفأ الرجل المحرك والتقطها من الماء . وجدت ليا نفسها فى القارب وقد ضمها الرجل الى صدره ووضع يده بنعومة فوق شعرها فابتعدت عنه وهى ترتجف :
-ما فعلته لا يتصف بالفطنة ابدا .
كان يحدثها وصوته الحاد ونظراته العميقة تجعلها ترتجف .
-لقد كنت احاول فقط ان ادخل الى القارب .
-ولكنى لم ادعك للصعود الى القارب.
شيئا ما فى هذا الرجل اخاف ليا فعلى الرغم من انه بحار على قارب صغير كهذا الا انه يتقن اللغة الانجليزية بطلاقة كل ما هنالك انه تشوب لسانه لكنة ايطالية خفيفة .
-كان فى امكانك ان تلقى نظرة على تلك التى تحاول اعتلاء الجسر الخشبى لتدخل الى قاربك؟
-لم اكن اتخيل ان تحاول مجنونة مثلك الانتحار بطرقة قفزك هذة الى قاربى .
-اوصلنى الى بسكاتورى لن اطالبك بشئ اخر .
بيد انه لم يحرك ساكناواخذ يثبت نظراته المكتسحة عليها فكان تاثير نظراته غريبا وذه ايحاء خاص :
-لا شئ يجبرنى على ذلك .
-اننى فى غاية الاجهاد حرارتى مرتفعة واكاد اتضور جوعا اريد ان اخذ حماما واتناول وجبة الغداء .
واصل البحار النظر اليها وتعبير غامض يكسو وجهه كان يبدو مترددا ثم فجاة اخذ يبتسم اليها كاشفا عن اسنانه الحادة ثم انتهى بالانفجار فى نوبة من الضحك ذلك الايطالى العجيب لا يشعر باى ثقة فى ليا ولم تكن هى بدورها تشاركه فيما يفكر فيه فاخذت تنظر اليه دون ان يرمش لها جفن :
-فلتغفرى لى .
اخذ يحدثها بصوت قد تحول الى الرقة .
-ساقوم بتسخين المحرك واكون فى خدمتك يا انستى .
جلست والريبة تملؤها بينما ذهب هو لاحضار حقيبتها ثم اخذ يستعد للتحرك بالقارب جلست ليا مشدودة الى مكانها كطير صغير يستعد للطيران شعرت بانها مقدمة على فعل شئ غير مباح لها ان تقوم به استقرت عيناها على البحار بدات تلاحظ حركات عضلاته المفتولة تحت جلده البرونزى وهاتين الكتفين العريضتين اللتين تبدوان تحت فانلته السوداء ثم راحت نظراتها تفحص ساقيه الطويلتين الممدودتين امامها وانتابها الخجل لما رات انه قد ادار بصره اليهاانتابتها رجفة ورفعت عينيها اليه فرات انه كان يتاملها من جانب وجهه ويلاحظها وبدون اى عناء اخذ يتفحصها من راسها حتى قدميها توقفت نظراتهعلى رد فعلها عندما راى النعل الردئ الذى تنتعله ثم ارخى اهدابه الطويلة واستغرق فى الصمت احمر وجه ليا اذ كانت تظن انه يجدها جميلة لكن لا لقد كان يقيم حسابها فى البنك مسترشدا بما كانت ترتديه .
-لا تشغل بالك لدى ما يكفى من النقود كى انقدك اجرك .
لم يرد عليها واخذ يواصل تقييمه لها مع نفسه الى ان انتهى عند كتفيها النحيلتين اللتين قد اعتادتا العملوتلك الاظافر غير المطلية المتقصفة القصيرة . رفعت ليا راسها لم يصبها الخجل رغم كل ذلك .
-امتاكدة انت من ذلك ؟
-لدى ما يكفى وزيادة لادفع لك الاجرة .
حركت راسها بحركة سريعة فانقك الرباط الذى يربط شعرها محررا جدائله البنية تمرح فوق كتفيها .
-حان وقت الرحيل .
كان يحدثها بصوت اصابته البحة اخذت تجمع شعرها ثانية ثم ضمته مرة اخرى برباطه .
-خذى راحتك . كان يتكلم كالساخر منها .
-وانت هيا فلتقلع بهذا القارب .
لم تكن تشعر ابدا انها على راحتها . هل يمتلك جميع البحارة الايطالين مثل هذا التاثير الاسر ؟
-تحت امرك يا انستى .
اخذ يشرح لها فجاة :
-يجب ان اخبرك انى لم اتعود القيام بمثل هذا من قبل .
فهمت ليا فى النهاية انه حديث العهد بالمهنة وبدا لها عاطفيا جذابا بددون سبب واضح فابتسمت لم برقة :
-هل هذه هى اول مرة ؟
-الاولى تماما .
-اتمنى لك الفوز فيما تسعين لتحقيقه .
اصابتها الدهشة من تلك اللفتة الكريمة التى بدت منه لكنها كانت بطبيعتها متحفظة .... اجابته بابتسامة
براقة :- اشكرك اتمنى لك التوفيق والنجتح ايضا فى حياتك .
-اننى فى حاجة الى قدر من الحظ .
كان ينظر اليها من خلال اهدابه الطويلة السوداء واستطرد :
-ان فتاة صغيرة مثلك لا تبدى مثل هذا الاكتراث بالغير .
-حقا ؟ اذن لو كانم الاهتمام بالغير يتضاعف مع تقدم العمر لما كان لى ان انشغل باى شئ .
اعاد قبعته الى الخلف ليكشف عن خصلات من الشعر الاسود الفاحم :
-بسكاتورى ستجعلك تنسين كل ذلك .
كانا قد ابتعدا عن استريزا وكان القارب يواصل تقدمه ببطءيكاد ينحرف عن الطريق . لقد كانت توصيلة تشبه السحر لحظات ستظل تذكرها الى الابد تذكرت انه لم يحول ناظريه عنها وعندما بدأ يتحدث كان صوته حادا لدرجة ان ليا اصابها شئ من الصدمة تتغلغل فى داخلها .
-جميلة للغاية .....
-نعم انها جميلة ويمكنك القول اننى لم اكن اعلم حتى بوجود مثل هذه الجزر .
-اه ، الجزر ؟ رد عليها وشبه ابتسامة ترتسم على وجهه :
-الم تسمعى ابدا عن جزر بوروميو ؟
-فى الحقيقة لم اسمع بها ابدا .
-انها اجمل من ان تكون واقعا ملموسا .
وظهر على البحار تعبير غامض يشبه الصخر .
-ولكنها واقع ملموس بالفعل هنا نعيش ، هنا نموت ، نتحدث نتجادل ، نكره بعضنا البعض او نحب بعضنا البعض ، مكان طبيعى كاى مكان اخر .
-وانت هل تاتين الى هنا لتلحقى بحبيبك على ما اعتقد ؟ ام لتبحثى عن حبيب ؟
-نطق الكلمة الاخيرة بصوته ذى البحة الغريبة وكانما قد قبل شفتيها .
-اظن اننى ابحث عن حبيبة .
كان يراقبها بشئ من السخرية .
-لا اظن انك تخرجين من احدى الاساطير القديمة ، جنية من تلك الجنيات الساحرة انك تشبهين ملاكا صغيراياخذ قرص الشمسويجلس بين لبسحلب هل استطيع ان القى عليك سؤالا بهذا الخصوص ؟
كان كلامه قد جمدها تماما فى مكانها ان للايطالين حقا رومانسية لا تقاوم .
-هل هذا هو لون شعرك الطبيعى ؟
اخذ يواصل كانها لن تجيب : انه لضرب من الجنون ان تصبغى شعرك بهذا اللون البرتقالى .
-البرتقالى ؟
-جزر شعر كزغب الجزرة لقد سمعت بتلك الاسطورة مرارا عندما كنت فى المدرسة لا عنبر الكترون كما قال الاغريق القدماء العنبر باقصى درجات جاذبيته خاصة ان مررنا ايدينا عليه كالمحبين .
ها هو ذا يخلب لبها كيف يمكنها ان تقاوم تلك النشوة التى اجتاحتها مما سمعته منه الان ؟ عنبر كم يكون هذا رائعا جميلا واخذ يكمل برقة :
-هذا العنبر ياسر غالبا تلك المخلوقات التعسة التى تسقط فى شراكه .....
لابد انها هى التى اشعلت نظراته بهذه الدرجة اخذ يكلمها وهو ياسرها بعينيه انه يقتنصها ولا يدعها تفلت بعد ذلك ابدا واختارت ليا ان تعيده بحزم الى جادة الصواب .
-ان هذا يشعرنى انى محاطة بالخطر ويجب عدم التطرق لمثل هذه المواضيع .
-بالعكس فى امكاننا ان نحب الخطر كما لو كنا ندمنه ونبحث عنه ...
-بل الافضل ان تنظر امامك الى الطريق . كانت تقاطعه بسرعة فاعادته الى طبيعته .
-هذا هو ما اقوم به الان .
كان يرد عليها بابتسامة طويلة مجنونة تدفعها ان ترد عليها بالمثل .
-لا ليس الامر كذلك اؤكد لم ان القارب قد حاد عن طريقه .
استدارت حتى لا تتمكن من رؤيته واخذت تثبت ناظريها على الطريق لابد ان سيلينا تعمل فى احدى تلك الجزر جزيرة عائلة مازاردى

   

" the  pretty prisoner "  " السجينة الحسناء "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن