أنا أجلس على مقعدي في الصف
كالعادة... لكنني مُتعب.. أُدعى زين
وأبلغ الثامنةَ عشر أنا في المرحلة الدراسية
الأخيرة... كان زين ذو شعر أسود ناعم طويل قليلاً
وعينان عسليتانبعد أنتهاء الدوام في المدرسة
خرج زين وقد كان وحيداً فهو لا يمتلك
أي أصدقاء...ما أن توسط الشارع سائراً ليعود إلى
بيته حتى أنهال عليه بعض الطلاب
بألفاظ تنمر: يا له من أحمق: بلى أنه
وحش قابع في قفصه يدعي البراءةوهو مجرد شخص تافه لا يستحق
أن يتنفس حتى. هيا بنا اتركوا هذا المختل
المجنون... يسير زين متجاهلاً كلامهم
الذي يطعن قلبه.. يُكمل زين طريقهكان زين فتى وحيد أصيب بحالة
نفسية شديدة قبل عام بسبب
التنمر وبمساعدة شقيقه الأكبر
أستطاع التغلب على هذه الحالة.
يعيش زين مع شقيقه وأبيه
أما أمه فالقد توفيت قبل
ثلاثة أعوام... لا يقترب من أحد مهما حدث سوى
شقيقه ووالده...هاقد وصلت إلى المنزل أخيراً
دائماً عند عودتي إلى المنزل
أجده ذاته لا يتغير منزل الأضواءفيه خافتة وغالب أركانه مظلمة
وتنبعث منه تلك الهالة التيتصيبُك بالكأبة.. بينما كُنت اخلع حذائي
خرج أخي من المطبخ ليرحب بعودتيبعد مضي خمسة عشر دقيقة عاد
والدي من عمله بعدها اجتمعنا
على طاولة العشاء كان
والدي يرمقني بنظرات شكلم أعرها أهتماماً.. بعد أنتهاء الطعام
جلسنا وقد سكب لنا أخي عصير
الخوخ البارد... ما أن ارتشفت أول
رشفة حتى قال والدي....:ما الذي حدث معكَ في المدرسة
أمُل أنك لم تؤذي أحداً نظرت أليه
بأستغراب وقلت لنفسي: أنا أؤذيأحدا بينما هم من يتنمر علي
لُيكمل: أياك أن تزعج أحد أو تضايقهتبادلت النظرات مع أخي
الذي كان منذهلاً لما يقوله والدنا.ثم غضبت ونهضت لأصرخ في
وجهه بقوة: كيف يمكنُك أن تقول هذا
وأنا الذي أعاني المر في كُل يوم يمررمقني بنظرته الحاقدة ونهض بسرعة
لينقض علي ممسكاً برقبتي دافعاً بي
نحو الأرض... كان يعتصر عُنقيبشدة لدرجة أنني لم أستطع التنفس
هب أخي لمساعدتي وهو يدفعه للخلف
ويقف أمامه: هل تنوي قتله ما الذي
حدث لكَ بالضبطليرد عليه والدي وما كُنت أسميه والدي:
أغرب عن وجهي ودعني أريه كيف
يتكلم. فصرخ أخي علاء : لم يقل شيئاً
خاطئاً أنتَ تعرف من يكون زين...
يكفيه ما مر به حتى الأنلقد كانت أصواتهم تتعالى
حتى شعرت بأن رأسي سينفجر
فأمسكت برأسي وعادت لي تلك
الحالة مجدداً فصرخت بأعلى
صوتي وذرفت الدموع