الفصل الثالث : السجن

61 11 10
                                    

سامي: "رضا أكمل القصة هذه الليلة ، هل زوجتك كانت تراقبك لمعرفة وفائك لها ؟ ".

رضا: "لقد تعبت الليلة ،عيناي تغمضان لا إراديا، إن اردت يا سامي تكملة قصتي بالتفاصيل فهذا لن يحدث الآن، اصبروا حتى الغد انشاء الله."

سامي: "اعطنا تلميحا صغيرا فقط فلن نستطيع النوم بهناء ،لم تجبني عن سؤالي هل زوجتك هي من كانت تتعقبك ؟ هل عرفت حبك لماريا ؟ وسؤالي الاخير لماذا انت مسجون ، لا زلنا لانعرف الحقيقة فبعض المساجين يقولون انت قاتل ، رئيس عصابة و تاجر مخدرات ، اجبنا؟"

رضا: "ياليت قصة التعقب كانت تتعلق فقط بشك زوجتي لخيانتي لها ، لن استطيع البوح بأكثر من هذا فإن تكلمت سأحرق القصة و متعتها . ستعرفون لما أنا هنا في احداث القصة المقبلة. "

مصطفى(ثم علق السجين الاخر بغضب): " سامي اترك رضا لتكملة القصة غدا فإن عرفت الآن هذه التفاصيل فلن يكون لقصته أي تشويق ياغبي ، اتظن نفسك حر طليق ليس لديك وقت لسماع القصة لديك الكثير من الاشغال والشركات و زوجة واطفال ، نحن فقط بؤساء في هذا الجحيم اللعين و هذه القصة تسليني في وقت الفراغ الدائم .اللعنة على اليوم الذي جمعني معك ..."

سامي(ضربه لكتفه بعنف): "لماذا تتكلم معي بهذه الطريقة يا ابن الكلب تحسبني كأنني سجنتك .انا أريد معرفة الحقيقة فحسب ."

رضا: "ارجوكم يارفاق كفوا عن القتال انتم تريدن من الحراس سجننا في الانفرادي و عندها لن تسمعو القصة لعدة ليالي .حسنا سأجيبك ياسامي لكن بدون حرق أنا هنا لسبب ضخم ، لقد كنت وغد ،حقير وخبيث عندما أفكر في شخصيتي القديمة احس البغثيان، الحمد لله على تغيري لقد أصبح عندي ضمير حي، افضل السجن مع ضمير حقيقي ولا العودة لما كنت عليه ، اظن لو عرفتم من أنا لقمت بضربي الآن الواحد تلو الآخر ."

سامي(تكلم و على وجهه معالم الصدمة):" لا يمكن أن تكون اسوء منا فأنا سارق و مصطفى كان يشتغل لذا تاجر مخدرات يوزع سلعته كما تعرف. منذ قدومك لم أر احد هنا يتعامل مثل لطفك حتى إني اخجل عندما اتكلم بكلمات نابية بالقرب منك ، لم اتصور قط أني سأشعر على هذا النحو ، فأنا أسرق الناس أدخل السجن وأخرج وأدخل وهكذا ، أقول أني لن أرجع لهذه الافعال لكني اصبحت معتاد عليها."

رضا(نزلت دمعة منه من شدة التأثر ): "لازلت يا سامي شاب في مقتبل العمر ستتغير إن كانت لك إرادة قوية ،أما إن كررت نفس السناريو ستبقى في دوامتك هذه وعند خروجك منها ستخرج مهلك و مريض وستكون عالة على المجتمع كما انت الآن،و على عائلتك أيضا .ستتألم لماضيك هذا ان آفاق ضميرك . تذكر الناس الذي دمرت حياتهم تخيل معي قد تكون سرقت مال رجل سيطعم أطفاله بسببك بقو جياع، مال طفل سيقوم بعملية بسببك توفي وحرقت قلب والديه ، لن أنسى انك تقوم في بعض الاحيان بتخويفهم و ضربهم بسكينك ، تذكر كم من فتاة و شاب شوهت وجههم الجميل اصبحوا يسمعوا الشتائم من المجتمع ضيعت فرصهم في الزواج و العمل لن أقول ضيعت بل سأبدلها بأنقصت فرصهم لأن الجمال ليس هو كل شيء لكن للمجتمع رأي آخر إنه لايرحم مثلك ومثلنا نحن المساجين المذنبون نحن عالة على المجتمع . لا تنسى لقد ضيعت صحتهم النفسية والجسدية ،المال الذي تسرق هو مال كافحوا من أجله بعرق جبينهم .ستقول لي لماذا القي عليك هذه النصائح ربما لأني أريد التكفير عن ذنوبي ربما من أجل تغيرك لكي يصبح المجتمع نقي وصفي ، لتغيرك قبل فواة الاوان عندها ستبقى مذنب طوال حياتك بضمير نائم... اسمع نصيحتي فأنا اتكلم معك عن تجربة عمر لقد فنيت شبابي ، ضيعت دراستي ،عائلتي ،كرامتي وروحي لم أعد املك شيء. "

مصطفى(تكلم بصوت حزين ) :" يا سلام يا استاذ رضا ، اعجبتني نصيحتك .كيف لك التكلم بهذا الكلام العميق وانت تقول انك وغد أنا أرى بأنك يجب أن تكون قدوة للشباب ؟ أحسنت صنيعا فسامي لا يريد التغير ضميره لا زال نائم، لاتضيع وقتك معه فهو شخص غير متعلم ليس مثقف مثلك. أما انا فعفى عني الله ، عند تذكري للناس وتذخينهم للمخدرات التي بعتها ،اشعر بقشعريرة باردة في جسدي كالثلج ارتعد بشدة . أتمنى أن يسامحني و أن يغفرلي الله ."

رضا:"لدي إحساس بأن سامي سيتغير يا مصطفى ،انظر ليس لأن سامي لم يدرس فمعناه أنه سيكون مجرم، الأمية تساعد على هذا لكن التربية عامل مهم في كيانه ، هناك العديد من الأميون لايفقهون شيئا في الدراسة و لديهم أدب الادباء و أخلاق رفيعة تفوق المتعلمين، سأجيب عن سؤالك نعم لقد كنت وغد و حقير كنت أخبث منكم ، لاتذكروني أكثر أريد النوم ، فضميري سيعذبني وأنا تعب جدا."

سامي:"أعدك يا رضا بالتغير، سأحاول جاهدا بترك الماضي ورائي والبدأ من جديد ، لكني فقير هذا هو سببي للسرقة و كل من حولي يفعلون مثلي ."

رضا: "هذا ليس مبرر ، أنت تبرر أفعالك بالمجتمع ،لا أنكر قد يكون هذا سبب لخلق أمثالك فالبيئة تساعد على ذلك .لكن أنت انسان تفكر وعاقل فأنت واع بأفعالك الإجرامية. إفعل مايفعل من تسرقهم ،إشتغل بعرق جبينك فأنت تؤدي الناس بأفعالك ."

مصطفى (ضحك بصوت مرتفع) : "لا تعذب نفسك يارفقي فعقل سامي متحجر لن يتغير بسهولة . إن غيرته سأقوم باعداد حفل في السجن وسأغني امام الملىء بصوتي السيئ . "

سامي: "لقد اضحكتني يامصطفى ،انت تتحداني إذن ،أنا سأتغير وسيضحك عليك جميع المساجين و الحراس ."

رضا :"أضحكتموني يا أصحاب وأنسيتموني همي ،إصمتو قليلا إني أسمع خطوات بالقرب من الزنزانة ، سنكمل غدا. "


●نهاية الفصل.

إلى اللقاء إلى الفصل الرابع
هل أعجبكم الفصل؟ أتمنى ان ينال إعجابكم.
هل أكمل على هذا النحو ؟

وهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن