" بِالمُناسبة لقد رفضت صفقة سايمن ذلِك " كسرَ صوت كريس الصمتَ الثقيلَ بِالمكتب بعد أن زفرَ بِملل ،
يبدو مارلون شاردًا بينما يُحرّكُ أنامله على لوحة مفاتيح الخاصة بِالحاسوب بِسرعة و بِجدّية و تركيز و كأنَّ الأمرُ مُتعلّق بِحياته حتّى أجابَ بِهدوء و برود " جيّد كُنتُ سأفعل على أيّةِ حال ، إنّهُ غريب و لا يبدو جديّاً " أنهى كلامه دفعةً واحِدة و عيناه مازالت ضائِعة بِما داخِل الحاسوب
نهضَ كريس و عدّلَ ربطة عُنُقه و رمق مارلون بِنظرة بارِدة قائلًا بِنوعٍ من التذمّر " مالذي تفعلهُ داخِلَ الحاسوب بِحقِّ السماء !! "
تجاهله الآخر و كأنّهُ لم يسمعه أصلًا و هذا ما جعل الآخر يزفر بِنفاذِ صبرٍ و يُسرِعُ خارجًا ذاهبًا لِمكتبه
:
ساعة ساعتان ثلاث ...
رفعَ أناملهُ أخيرًا ورفعَ كِلتاَ يداهُ بِتعبٍ و داعبَ عيناه بِكسلٍ قبلَ أن يتنهّد بِراحةٍ و يبتسِم بِرضا بينما يتأمّلُ شاشة الحاسوب ،
رفعَ جسدهُ ناهضًا من على الكُرسي و نفضَ بدلتهُ بِهدوء و أغلقَ أضواء المكتب و خرجَ مُعلنًا عن إنتهاء عملِه كـ مُدير أخيرًا ،
أخذَ يمشي بِبُطئ عبرَ ذالِكَ المرر وسطِ نظراتِ الآخرين ، هل بِسببِ جمالِه ؟ بِشعرِه بِلونِ البُندق المُبعثر على عينيه العسلية و الذِقن الخفيف الذي يُزيّنُ وجنتاه و عضلاتِ جسدهُ البارِزة من وراء البدلة التي يرتديها أو بِسببِ هالته القويّة و هيبتهُ داخِلَ الشرِكة بِبروده القاتِل و كأنّه جُثة خالية من الحياة و الدفئ و المشاعِر ،
تقدّمت إحدى المُوظفات بِتمايل و نظرات جريئة تعتلي عيناها الزرقاء حتّى اقتربت منهُ و هذا ما جعله يقِف فور اقترابِها منه بِطريقة مُقرفة و جريئة و أردفت بِدلعٍ مُصطنع و مُبالغ بينما تمدُّ يداها لِنحوه حامِلةً لِبعض الأوراق
" سيّدي هذهِ المعلومات التي طلبتها سابِقًا لقد إنتهيت من جمعِها " إرتسمت أكثرَ ابتسامة مُستفزة على ثُغرِها ما إن نظرَ لِنحوهالم يتحرك ولو قليلًا بل بقيَ يرمِقُها بِبرود " ضعيها بِمكتبي و أخرُجي فورًا " ردَّ بِنبرة قاسية وتحرك مُبتعدًا عنها بينما تقِفُ كالحمقاء و نظرات الآخرين تكادُ تخترِقها بِنظراتٍ ساخِرة و منهم من قهقه بِسُخرية لاذِعة مع همسات لِبعضِهم مما جعلها تفرُّ هارِبة بِإحراجٍ !
" عاهِرة " تمتمَ بِخفوت و إنكمشت ملامِحه بِتقزز فهذه ليست أولَ مرةٍ تلتصِقُ بِه كدودة قذِرة و تكادُ تتعرّى أمامه حتّى تُثيرَ اعجابه لكنّها مُجرّدُ عاِهرة بِنظره بِشكلِها المُثيرُ لِلشفقة ،
خرجَ من الشرِكة و توجّه نحوَ سيارته الذي جلبها الحارِس حتّى صعدها و إبتعدَ عن الشرِكة بِسُرعة متهورة ، كما يفعلُ دائمًا